تحظى عجائب الدّنيا السّبع القديمة والحديثة بمكانة تاريخيّة وسياحيّة كبيرة، حيث يتوافد إليها السُيّاح من شتّى بقاع الأرض للاطّلاع على حضارات الأمم السّابقة وآثارهم. عجائب الدنيا السبع القديمة هي: 1- الهرم الأكبر أو هرم خوفو:
هو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع القديمة، ويقع بمنطقة أهرام الجيزة في مصر، المسجلة ضمن مواقع اليونيسكو للتراث العالمي. يعود بناء الهرم إلى نحو سنة 2560 قبل الميلاد، حيث شُيد كمقبرة لفرعون الأسرة الرابعة "خوفو"، واستمر بنائه لفترة 20 عام. يعد بناء الهرم الأكبر، نقلة حضارية كبرى في تاريخ مصر القديم، حيث اشترك في بنائه عمال محترفون من جميع أنحاء مصر. وظل الهرم الأكبر بارتفاعه الأصلي الذي كان يصل إلى 148 متر أعلى بناء أتمه الإنسان على الأرض على مدي 3800 سنة، وهو أضخم بناء بناه الإنسان. 2- حدائق بابل المعلقة: عَمِد الملك البابليّ نبوخذ نَصّر الثّاني إلى إرضاء زوجته ملكة بابل من خلال بناء حدائق بابل المُعلّقة، وذلك لكرهها العيش في بابل، إذ باتت تفتقد المعيشة في تلال فارس في إيران، فأمر ببناء تلال حدائق بابل المُعلّقة في عام 600 قبل الميلاد. تحتوي حدائق بابل المُعلّقة على مجموعة من التّراسات مُتقنة الصّنع المُتّصلة ببعضها بواسطة سلالمَ رخاميّةٍ يصل ارتفاعها إلى 75 متر. امتلأت الحدائق بالأحواض الحجريّة، والزّهور، والأشجار، ونباتات الزّينة، وتستمدّ التّراسات والحدائق المُلحقة بها الماء من الفسقيات (مُنشآت مائيّة) الموجودة في التّراس العلويّ التي تستمدّ مياهها من نهر الفرات. تقع الحدائق في بابل، العراق حاليّاً، ولم يجد العلماء أيّ أثر للحدائق في المنطقة، ممّا دفعهم للاعتقاد أنّها أُسطورة خياليّة ولم توجد مدينة حقيقيّة فعلاً. 3- هيكل أرتميس: حظيت المعبودة الإغريقيّة أرتيميس، بهبةٍ عظيمة المُجسّدة بهيكل أرتيمس، وهو بناء بُني منذ عام 550 قبل الميلاد في أفسس في تركيّا حاليّاً، وقد قام بتصميمه المعماريّ كريسفرون وابنه ميتاغينس. شُيِّدَ المعبد كاملاً من الرّخام الخالص المُسقّف بالقرميد. ويُذكَر بأنّ المعبد قد تعرّض للحرق عام 356 قبل الميلاد في نفس يوم مولد الإسكندر المقدونيّ. تم بناء معبد آخر مُشابه له على نفس النّهج، وقد تعرّض للحريق مرّةً ثانيةً على التّوالي على يد القوط الشرقيّين عام 262 قبل الميلاد، ولم تبقَ منه إلا الأساسات. 4- عملاق رودس: كان تمثال رودس يقف على مدخل ميناء ماندراكيّ الذي يقع في الجزء الشماليّ الشرقيّ لجزيرة اليونان حاليّاً في البحر المُتوسّط. بُني التّمثال كعربون شُكر من قبل سُكّان المدينة لإله الشّمس رودس لمساعدتهم على الفوز بحرب عظيمة. تمّ بناء التّمثال في عام 280 قبل الميلاد من البرونز المُقوّى بالحديد، وبعد مرور 60 سنة من انتصاب تمثال رودس جاء زلزالٌ مُدمّر وأطاح بالتّمثال، ولم يتمّ بناؤه مرّةً أُخرى. عند احتلال العرب للجزيرة فيما بعد بِيعَ ما تبقّى من التّمثال كخردة. 5- تمثال زيوس: هو تمثال يُجسّد شخصيّة كبير الآلهة الإغريقيّة القديمة زيوس النّاجي من بطش والده الذي كان قد ابتلع إخوته الأربعة. يُمثِّل التّمثال الإله زيوس جالساً عاري الصّدر على عرش خشبيّ، ويحمل كلّ جانب من العرش طائر الفينكس الأُسطوريّ. تم تزيين التّمثال الشّهير بالذّهب والعاج، وكان يبلغ 40 متراً من الارتفاع. قام ببناء التّمثال النحّات اليونانيّ فيدياس على جبل أوليمبوس في مدينة أولومبيا "تركيّا حالياً". عند احتلال الرّومان للمدينة نُقِلَ التّمثال إلى معبدٍ آخرَ في القسطنطينيّة، حيث من المُعتَقَد أنّه حُرِقَ بالنّار عام 462م. 6- ضريح موسولوس: يقع ضريح موسولوس في تركيّا حاليّاً، بُني عام 353 قبل الميلاد من قِبَل زوج أرتميس لتخليد ذكراه. حظي ضريح الملك اليونانيّ القديم موزول بشهرة كبيرة في العصر القديم؛ نظراً لضخامة بنائه، والنّقوش الموجودة على جدرانه، وتكاليفه الباهظة التي كلّفت لبنائه. بُنِيَ الضّريح بشكل كامل من الرّخام الأبيض، ويتكوّن من ثلاث طبقات مُستطيّلة الشّكل، حيث يقع القبر في أعلى الضّريح. تم تدمير الضّريح بالكامل نتيجةً لهزّة أرضيّة ضربت المنطقة في القرن الثّالث عشر للميلاد، وتم استخدام بقاياه لبناء قلعة عام 1846م. 7- منارة الإسكندريّة: شهد عهد بطليموس الثّاني إقامة أوّل منارة في العالم، وهي منارة الإسكندريّة علي يد المِعماري سوستراتوس عام 270 قبل الميلاد، والتي كانت قائمةً على طرف شبه جزيرة فاروس، أي مكان قلعة قايتباي القائمة حاليّاً في مدينة الإسكندريّة في مصر. تسبّبت سلسلة من الزلازل بتدمير المنارة خلال الأعوام 956 - 1323م. تُعتبر المنارة بناءً شاهق الارتفاع؛ إذ يصل طوله إلى 380 قدماً "تقريباً 115 متراً"، وتتألّف من ثلاثة أقسام: القاعدة مُربّعة الشّكل، والمستوى الثّاني من المنارة يتخّذ شكل ثماني الأضلاع، والمُستوى الثّالث يتّخذ شكلاً دائريّاً.