كشف مصدر مصري رفيع أن القاهرة ستشهد اليوم السبت جلسة محادثات غير مباشرة بين الفريقين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية مصرية لوضع آلية تنفيذ صفقة اطلاق الأسري واللمسات الأخيرة لها، مشيراً إلي أن توقيت إبرام الصفقة ومكانها سيبحث في جلسة اليوم. ونفي المصدر لصحيفة "الحياة" اللندنية ما تردد عن أن التسليم سيتم في رفح. وقال: "سيتم إبرام الصفقة، وسيعقبها احتفالات تقام بهذه المناسبة في كل من الضفة وغزة ولدي الإسرائيليين أيضاً، لأن الأوضاع الداخلية في مصر ليست مناسبة لإقامة أي احتفالات". وكشف المصدر عن أن الجلسة الأخيرة في المفاوضات غير المباشرة التي أسفرت عن اتفاق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإنجاز صفقة تبادل الأسري، استغرقت يوم عمل متواصلاً بلا انقطاع، وان جولة المفاوضات الاخيرة بدأت في آب الماضي من المربع صفر. وأوضح المصدر: "في اليوم الأخير الذي سبق التوصل الي اتفاق، استغرقت جلسة المفاوضات 24 ساعة كاملة من التاسعة صباحاً من الاثنين الماضي إلي التاسعة من صباح الثلاثاء"، لافتاً إلي أن المفاوضات غير المباشرة التي بدأت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في أغسطس/آب الماضي، بدأت من نقطة الصفر. وأضاف: "بدأنا من مربع الصفر، وأجرينا محادثات مكثفة، وتعمدنا أن تكون المفاوضات سرية بعيدة من أعين الإعلام لضمان استمرارها وعدم إفشالها". وقال: "وضعنا أسماء جديدة، وحاربنا من أجل انتزاع موافقة الجانب الإسرائيلي علي كل اسم"، مشيراً إلي أن "جميع الأسري الذين سيطلق سراحهم عبر هذه الصفقة من أصحاب المحكوميات العالية جداً ومن الذين اعتقلوا قبيل عام 2000". وعن أسباب عدم إطلاق كل من القيادي في حركة "فتح" مروان البرغوثي والأمين العام ل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات،قائلا: "إسرائيل وضعت فيتو علي أسماء محددة، من بينها سعدات، وكانت متعنتة ومتشددة جداً. أما بالنسبة الي البرغوثي، فلقد حاربنا حتي آخر لحظة من أجل إدراج اسمه في قوائم الأسري الذين سيفرج عنهم، لكن الإسرائيليين تشددوا ورفضوا، معتبرين أن إطلاقه في حاجة إلي قرار سياسي يجب أن يتخذه المجلس الوزاري المصغر". وقال المصدر: "إن قوائم أسماء الأسري التي قدمناها الي الإسرائيليين فيها أسري من حركة فتح أكثر من أسري حركة حماس". وعزا إنجاز الصفقة إلي وجود مصلحة وإرادة حقيقية وجادة لدي الطرفين بحسم هذا الملف وإنهائه، واصفاً موقف "حماس" بالثابت. وقال: "إنهم "حماس" أصحاب حق، وبالتالي صعب أن نضغط عليهم، لكن الإسرائيليين كانوا متشددين للغاية، وكانوا يعتبرون أن مطالب حماس مبالغ بها كثيراً ، لذلك المفاوضات كانت صعبة وشاقة، وكأننا كنا نخوض معركة، لأنه حتي آخر لحظة كانت هناك أسباب كثيرة يمكن أن تفشل هذا الاتفاق الذي توصلنا له". في الوقت نفسه، أكد المصدر أن الصليب الأحمر سيكون له دور في تنفيذ الصفقة. كما أكد أن إسرائيل لن تستهدف الأسري الذين سيفرج عنهم إلا في حال عودتهم إلي ممارسة أي نشاط ضد إسرائيل. وعلي صعيد المرحلة الثانية من الصفقة، والتي ستتضمن الإفراج عن 550 أسيراً بعد شهرين من تسلم إسرائيل لشاليط، قال: "اتفقنا علي قواعد محددة وهي ضرورة أن يكون هؤلاء الأسري أمنيين وليسوا جنائيين، وأن يكونوا من شتي أنحاء الأراضي الفلسطينية، مع مراعاة أصحاب الظروف الصحية الحرجة، وكذلك الذين اعتقلوا قبيل عام 2000"، لافتاً إلي أن إسرائيل هي التي ستحدد أسماءهم.