الحادث الغادر والأليم الذي استهدف بالأمس كنيسة ماري مرقص بالإسكندرية ، وكنيسة ماري جرجس بطنطا وإخواننا الأقباط يمارسون طقوس أعيادهم التي هي في الأساس أعياد المصريين جميعا وراح ضحيته عدد كبير من الأبرياء ما بين شهداء وجرحى أصاب المصريين بالحزن والأسى العميق ورغم الألم الذي شملنا جميعا إلا أن هذا الحادث الأليم قد أظهر للعالم كله مدى ترابط وتلاحم المصريين وعن قوة وتلاحم هذا الحب الذي ظهر فيه عناق رجال أمنها للإرهاب حتى لا يطال الأذى أحبابهم الذين ينعمون بأمانهم حتى تلاقت الأجساد الطاهرة دون تفريق لتصعد تلك الأرواح البريئة إلى بارئها معا حتى نحسبهم عند الله شهداء ، فالألم ألمنا جميعا بداية من الرئيس ووصولا إلى الإنسان البسيط في كل ربوع مصر مما يدل على التلاحم والتماسك الذي يتميز به المصريين الذين لا يتراجعون أمام الشدائد ، فما حدث من وقفة وتضامن وتبرع بالدم لضحايا الحادث يدل على أن مصر بخير عندما اختلطت أجسادهم ودمائهم إثر الحادث وكانوا على قلب رجل واحد ضد هؤلاء الخاسرين والمنافقين الذي باعوا دينهم بدنياهم واشتروا بآيات الله ثمنا قيلا ظنا منهم بدخول الجنة ونيل الشهادة ، إلا أنهم بأفعالهم وقتلهم الأبرياء واعتدائهم على الأوطان وتفجيرهم لأنفسهم هم مطرودين من رحمة الله لمخالفتهم شريعته ومنهاجه وابتعادهم عن الإنسانية ، فما حدث لن يثني شغبنا عن تلاحمه وترابطه وستكون مصرنا على الدوام بمسلميها ومسيحييها وفق كتاب الله وأحاديث رسول الله في أمان ورباط إلى يوم القيامة ، ولن تستطيع الأفعال الغادرة إلا بخعلنا للإرهاب من جذوره وسنكون وعلى الدوام يدا واحدة موحدة خلف قياداتنا الحكيمة وخلف الأزهر والكنيسة ، وسنظل دائما متضامنين ضد كل من يعتدي على الوطن وأبنائه وعلى الذين يتربصون بهذا الوطن ويهددون أمنه وقيمه وعقائده واستقراره ، فبالأمس الحزين وقف رئيس الدولة ومن خلفه كل رموز وقيادات الدولة وكل أبناء شعبنا من المخلصين ضد هذا الإرهاب الأعمى الذي يضرب العالم واتخذ الرئيس مزيد من الإجراءات القوية للوقوف بكل حسم لمواصلة مشواره من خلال شعبه وجيشه ورجال أمنه لاستئصال الإرهاب والوقوف بكل حسم تجاه الذين يتوهمون النيل من مصر وشعبها . إن مصر بقوة أبنائها المخلصين بوحدتهم ووطنيهم وتماسكهم وإخلاصهم لله وللوطن تشكل في مجملها قوة ضاربة لن يستطيع أحد أن ينال منها ، وسيأتي اليوم الذي تستطيع وحدها أن تقهر الإرهاب كما قهرت كل أعدائها وكل من فكر أن ينال منها عبر التاريخ . صالح أبومسلم