أكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء عمق العَلاقات الموثقة بين مصر وإثيوبيا، واصفًا إياها ب"التاريخية"؛ حيث تغلفها ثقافة مشتركة ويحميهاأحدأهم الأصول الطبيعية في العالم وهو نهر النيل. وقال شرف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي السبت:"إننا مع توجه الحكومة الجديدة لإفريقيا".. لافتا إلي الزيارة الناجحة التي قام بها منذ أربعة أشهر لإثيوبيا وتم الاتفاق خلالها علي العديد من النقاط ولكن أهمها يكمن في بدء صفحة جديدة في العَلاقات بين البلدين.. وأضاف الدكتور عصام شرف أنه بزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي نؤكد للشعبين علي جديتنا في التعاون والتعامل مع هذا الملف بمنتهي الأمانة والحرص.. وأكد شرف أنه تمت مناقشة العديد من القضايا خلال المباحثات الموسعة بين الجانبين.. مشيرا إلي أن قدر مصر وإثيوبيا أن يتعاونا لحل المشاكل التي تواجه القارة السمراء.. وأضاف أنه تم أيضا التطرق إلي مواضيع أخري تتعلق بالتعاون بين البلدين، موضحا أنه تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات عدة؛ وذلك في إطار حرص الجانبين علي تطوير التعاون بينهما.. كما أكد رئيس الوزراء أن البلدين تقع علي عاتقهما مسئولية كبيرة لأنهما من أكبر الدول الإفريقية ولوجودهما ضمن دول حوض النيل.. وأعرب عن شكره الخاص لأعضاء اللجنة المشتركة علي المجهود الهائل الذي بذل للوصول إلي اتفاقيات بين البلدين، مؤكدا أنه تم إقرار إنشاء آلية للحوار السياسي بين البلدين علي مستوي وزراء الخارجية بحيث يضمن هذا الحوار استدامة التعاون بينهما. كان الدكتور عصام شرف قد بحث ظهر السبت مع ميلس زيناوي الذي يزور مصر حاليا سبل تدعيم عَلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري؛ وكذلك زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل في المستقبل القريب إلي نصف مليار دولار حيث يبلغ حاليا 300 مليون دولار. وتناولت المباحثات أيضًا زيادة الاستثمارات العاملة في إثيوبيا التي تبلغ حاليا 2 ملياري دولار؛ حيث عرض رئيس الوزراء الإثيوبي فرص الاستثمار الواسعة في بلاده خاصة في مجالات الطاقة وتوليد الكهرباء وإدارة موارد المياه والري والزراعة ورصف الطرق والمستحضرات الطبية. وتطرقت المباحثات إلي أساليب الاستغلال الأمثل لمياه النيل وتنمية موارد النهر لصالح شعبي البلدين، وإمكانية إقامة مشروعات مشتركة في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، وزيادة صادرات إثيوبيا لمصر من اللحوم، كما تناولت المباحثات عددا من القضايا الإفريقية والأوضاع في منطقة القرن الإفريقي. وفي وقت لاحق التقي المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بزيناوي والوفد المرافق له الذي يزور مصر حاليا، وتناول اللقاء الموضوعات محل الاهتمام المشترك بين البلدين، وعلي صعيد القارة الإفريقية وأهمية دفع التعاون الثنائي في كافة المجالات بما يحقق طموح شعبي البلدين والقارة الإفريقية. حضر اللقاء الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلي وعدد من أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة والسفير الإثيوبي بالقاهرة زيناوي يرحب بفصل جديد من العَلاقات من جانبه أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي عن سعادته من الاستضافة التي وصفها ب"غير العادية" للوفد الإثيوبي، مرحبا بفتح فصل جديد من العَلاقات بين مصر وإثيوبيا عقب ثورة 25 يناير. وقال زيناوي: "في شهر مارس من هذا العام تشرفنا باستضافة الدكتور عصام شرف في إثيوبيا وكان هذا فصلا جديدا يعكس آلاف السنوات من العلاقات القائمة بين الدولتين"، مشيرا إلي أنه يتفق تماما مع الدكتور شرف فيما ذكره بشأن روح التعاون بين البلدين".. وأضاف: "نحن نتفق جميعًا علي أن نهر النيل هو جسر يربط بين الدولتين وليس حاجزًا بينهما وهو يكفي للجميع.. يمكننا جميعا الانتفاع به دون خسارة أي طرف"، مشيرا إلي ضرورة التأكيد علي تلك المبادئ بين الجانبين.. وأكد أنه تم الاتفاق علي التخطيط الإستراتيجي للتعاون الثنائي علي مستوي رفيع لدعم أواصر العلاقة بين البلدين، مؤكدا أيضا أنه تم الاتفاق علي إنشاء آلية من أجل العمل علي حل جميع القضايا التي تهم البلدين وبلدان حوض النيل.. من جانبه أشار رئيس الوزراء الإثيوبي إلي أن هناك جوانب للتعاون؛ وذلك في أشكال عدة مثل دعم أفضل للاستثمارات بين البلدين والجوانب الاقتصادية والتِجارية والاتصالات المباشرة ومناقشة الموضوعات الثنائية والإقليمية.. وفي نهاية كلمته أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أنه قام بزيارة مصر عدة مرات إلا أن هذه الزيارة تعتبر الأكثر أهمية.**