عمقت مليونية "لا للطوارئ" التي دعا اليها اتحاد شباب الثورة يوم الجمعة القادم، الخلاف بين القوي السياسية، حيث اتفقت القوي الإسلامية علي المقاطعة، وشنت هجوما عنيفا ضد القوي المدنية التي دعت للتظاهر، واتهمتها بتنفيذ مخطط لتدمير المجتمع المصري. من ناحيته أكد الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة ستقاطع مليونية "لا للطوارئ"، نظراً للظروف الأمنية التي تمر بها البلاد، لافتاً إلي أن الجماعة تسعي لاستقرار مؤسسات الدولة، ويهمها إجراء الانتخابات في موعدها، مضيفا: "نحن نرفض تفعيل العمل بقانون الطوارئ، لكن نري أن الظروف الحالية لا تحتمل أي مليونيات". بينما قال عاصم عبد الماجد عضو مجلس شوري الجامعة الإسلامية إن الأولي هو التظاهر ضد من جروا البلاد إلي الطوارئ، مشيراً إلي أن هناك أموراً يتم افتعالها للصدام مع القوات المسلحة، وأضاف: "هناك من يفعل أفعالا غير صحيحة تؤدي إلي ردود فعل غير مرغوب فيها". واعتبر "عبد الماجد" أن أصحاب الدعوة للمليونية الأخيرة التي صاحبتها أحداث عنف أمام السفارة الإسرائيلية، وتسببت في مقتل عدد من الأشخاص حكمهم في الشريعة الإسلامية هو القتل بالتسبب، مشيراً إلي أن الموقف الرسمي للجماعة من مظاهرات الجمعة القادمة سيصدر خلال ساعات. وأكد محمد النائي القيادي بحزب الأصالة السلفي أن الحزب سيقاطع مظاهرات "لا للطوارئ" التي دعت إليها عدد من القوي السياسية، ووصفها بأنها جزء من مخطط لبث الفساد والفوضي في المجتمع المصري، واعتبر أن الدعوات المتكررة للمليونيات هي السبب الرئيسي في الهجوم علي المنشآت والمباني العامة، والصدام بين الشعب والجيش والشرطة. وأضاف النائي: "سنطالب بعدم تفعيل قانون الطوارئ باستخدام طرق أخري غير المليونيات التي تؤدي إلي مفاسد وليست مصالح". في المقابل أعلن الدكتور أيمن نور، وكيل مؤسسي حزب الغد الجديد والمرشح لانتخابات الرئاسة، عن مشاركة حزب الغد الجديد في مظاهرات الجمعة المقبلة تحت عنوان "لا للطوارئ". واعتبر نور أن الانتخابات القادمة لن تتم إلا بعد مجزرة ودماء بفعل البلطجة والإرهاب والمال الذي يفتح القانون الجديد الباب لهم، متمسكاً في الوقت ذاته بالقانون الذي قدمه التحالف الديمقراطي من أجل مصر، والذي وافق عليه أكثر من 28 حزباً سياسياً . وأضاف نور أنه لن يدع مناسبة تدعم الثورة إلا وشارك فيها، كما أعلن أنه لا نية للاعتصام في الميدان، وسيكون التواجد عاقلاً ورشيداً، مضيفاً أننا لن ننجر إلي طريق آخر، مشيراً إلي أن المشاركة تأتي للتأكيد علي رفض المحاكمات العسكرية للمدنيين، وكذلك إلغاء قانون الانتخابات الجديد، فضلاً عن رفض تطبيق حالة الطوارئ . وكشف نور عن أن حزب الغد الجديد سيدعو خلال الأيام المقبلة إلي إقالة حكومة شرف، لأنها لم تلبِ الحد الأدني من مطالب المصريين. بينما قال الدكتور هيثم الخطيب عضو المكتب التنفيذي للاتحاد إن النهج الذي يتبعه المجلس العسكري ومجلس الوزراء، يثير الشكوك حول مدي جدية المجلس العسكري في تسليم السلطة للمدنيين، مشيراً إلي أن التعديلات التي أجريت علي قانون الطوارئ تهدف إلي بث الرعب وإيقاف قطار الثورة والتغيير. وأضاف "الخطيب" أن تلك السياسات تشبه أسلوب نظام مبارك في إدارة الأزمات، موضحاً أن ذلك ينذر بكارثة حقيقية، وسيجبر الجميع علي الخروج في ثورة عارمة ضد المجلس العسكري، ينما أكد شهاب وجيه القيادي الشاب بحزب الجبهة الديمقراطية أن الحزب سيحدد موقفه من المشاركة في اجتماع طارئ خلال ساعات، بينما أشارت مصادر مطلعة بالحزب إلي أن أغلب الأعضاء أبدوا رغبتهم في المشاركة.