أعلن جهاز مكافحة الاٍرهاب العراقي، الثلاثاء، عزمه شن هجوم وشيك على معاقل داعش في قضاء الحمدانية شرقي قضاء الموصل، وذلك غداة نجاح قوات البشمركة في استعادة السيطرة على مناطق عدة في المحور الشرقي. وقال الجهاز، في بيان، إن قوات مكافحة الإرهاب "ستشترك خلال الساعات المقبلة وفق خطة تحرك مرسومة (في عملية استعادة الموصل)"، مشيرة إلى أنها تستعد "لتنفيذ هجوم ضد معاقل تنظيم داعش في قضاء الحمدانية". وبدأت عملية استعادة مركز محافظة نينوى، فجر الاثنين، على 3 جبهات، من الجنوب والجنوب الشرقي والشرق، بمشاركة القوات العراقية من جيش وشرطة، بالإضافة إلى قوات البشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان. كما تشارك في المعركة، المدعومة من التحالف الدولي وتحت غطاء جوي من طائراته، قوات من عشائر محافظة نينوى، بالإضافة إلى أنباء عن إقحام ميليشيات الحشد الشعبي التي كانت قد ارتكبت انتهاكات في معارك سابقة. وتخشى منظمات حقوقية من تكرار الانتهاكات التي طالت سابقا المدنيين في المناطق التي كان يسيطر عليها داعش، في الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة باتوا بعد بدء المعركة بين نيران القوات المهاجمة وداعش. وعن مسار المعركة الرامية لاستعادة المدينة بعد أكثر من عامين على سقوطها بقبضة داعش، قالت قوات البشمركة إنها انتزعت السيطرة على 9 قرى في عملية لإضعاف دفاعات المتشددين شرقي الموصل، معقلهم الأخير في العراق. وكانت العملية التي استمرت 24 ساعة هي الأولى التي يقوم بها الأكراد في إطار هجوم الموصل، وقالوا، في بيان، إن الهجمات أتاحت لهم تأمين مسافة ممتدة من طريق طوله 80 كيلومترا بين عاصمة إقليم كردستان أربيل، والموصل. وقال البيان إن طائرات التحالف هاجمت 17 موقعا لداعش دعما للعملية في المنطقة المحيطة بالموصل، حيث أشارت بيانات صادرة عن الجيش إلى أن عدد القرى التي خسرها التنظيم بلغ 20 قرية في الشرق والجنوب والجنوب الشرقي. وحسب التسريبات السابقة، فإن الجيش العراقي والقوات الحكومية الأخرى تهاجم الموصل من الجبهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية، في حين تشن قوات البشمركة هجومها على الجبهة الشرقية، وخاصة قضاء الحمدانية المحاذي لحدود الإقليم. إلا أن بيان جهاز مكافحة الاٍرهاب قال إن قواته تعتزم شن هجوم من المحور نفسه، ما يشير إلى أن المبادرة انتقلت الآن إلى قوات الحكومة المركزية بعد أن انتشرت أيضا قوات الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي شمالي وشمال شرقي الموصل. وكانت البشمركة أكدت على التنسيق مع "الجيش العراقي في المحورين الشرقي والجنوبي للموصل"، بعد أن أشارت إلى أن المرحة الأولى من العملية التي كانت هي رأس الحربة فيها أدت إلى "تحرير 200 كم مربع" في محيط قضاء الموصل.