أعرب الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي عن اعتقاده أن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه الثوار المصريون هو الدوران في حلبة ميدان التحرير وتصور أن هذا هو الواقع. وأضاف في حوار مطول مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الأحد أن "هذا الخطأ هو خطأ دائما يقع فيه الثوار ، حيث يقبعون في قلب المدينة ولا يذهبون للريف ولا إلي العمال في المصانع، ولا يحاولون فهم الواقع الحقيقي للإنسان المصري". وكشف الأبنودي عن أنه "غير متفائل بالأوضاع الحالية" ، وقال :"أخشي أن ينتهي الأمر بالثوار إلي ما انتهت إليه الأجيال السابقة ، فنحن أيضا ناضلنا كثيرا ثم وجدنا أنفسنا في النهاية لم نحقق شيئا". وعن تقييمه لآداء المجلس العسكري الحاكم في مصر ، قال :"لم يكن أمام القوات المسلحة إلا حماية الثورة ، لأنها كانت وسيلة القوات المسلحة الوحيدة للخلاص من فكرة توريث جمال مبارك الذي يعني حدوثه خروج الشرعية من يد القوات المسلحة ، التي ظلت في يدها منذ عام 1952 . وكانت القوات المسلحة في سبيلها لعمل انقلاب ما لاسترداد هذه الشرعية ، ولكن قام الشعب المصري الطيب بهذا الانقلاب وهذه الثورة التي وجد فيها الجيش الخلاص ، ولذلك حماها". وحول رأيه في توجه المحتجين إلي وزارة الدفاع قبل أيام ، قال :"الثوار دائما ثوار ، فالثورة يكون فيها جوانب عاطفية كبري ، وفي المقابل يقل العقل والتدبير السياسي". وتوقع الأبنودي أن يكون رئيس مصر القادم عسكريا ، ودعا مرشحي الرئاسة إلي "الانتباه والوقوف معا ضد الطوفان القادم".