يستعد العديد من التيارات والقوي السياسية التي طالبت بالإسراع بوتيرة الإصلاح السياسي لمزيد من الاحتجاجات الحاشدة اليوم الجمعة ضد قيادة يتهمونها بأنها خذلت الثورة , في الوقت الذي رفضت فيه جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي المشاركة في المليونية التي دعا إليها عدد من القوي السياسية اليوم الجمعة تحت اسم 'جمعة الكفن'. حيث شهد ميدان التحرير منذ مساء أمس ازدياداً في أعداد المتظاهرين، استعداداً لمليونية 'جمعة الكفن'، بعد توافد أعداد كبيرة من المنضمين للاعتصام لتحقيق مطالب الثورة، وعلي رأسها القصاص للشهداء، والمحاكمات العلنية للضباط المتهمين بقتل الثوار، والإفراج عن المعتقلين السياسيين عقب الثورة، مطالبين بتشكيل مجلس رئاسي مدني يتحدث باسم ثوار التحرير. هذا وقد ردد المتظاهرون هتافات: 'شد حيلك يا بلد.. الحرية بميت ولد.. ياعصام ياعصام الشرعية من الميدان'، داعين الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، للمشاركة في مليونية اليوم , كما تواجدت لافتة في التحرير تندد ببيان المجلس العسكري. من جهة أخري، تدور حلقات نقاشية موسعة حول دور المجلس العسكري والحكومة في تحقيق مطالب الثورة خلال 15 يوماً، داعين إلي اللجؤ إلي العصيان المدني بجميع مؤسسات الدول في حالة عدم تحقيق مطالبهم. وأشار المحتجون إلي أنهم يرون تعهد الحكومة المؤقتة بإنهاء خدمة 650 من كبار ضباط الشرطة -في استجابة لمشاعر الغضب بشأن مقتل متظاهرين سلميين- علي أنها خطوة أقل مما يلزم ومتأخرة اكثر مما ينبغي. . ويذكر أن أجواء الثورة قد عادت إلي ميدان التحرير الأسبوع الماضي بعد أن سد نشطاء الشوارع المؤدية إلي الميدان وأقاموا خياما وعلقوا لافتات تطالب الحكام العسكريين بالإطاحة بحلفاء مبارك والمسؤولين عن المعاملة الوحشية من قبل الشرطة. كما أن هذه الاحتجاجات التي تتزامن مع احتجاجات أخري في مدينتي الإسكندرية والسويس الساحليتين ليست مماثلة في حجمها وكثافتها للانتفاضة التي استمرت 18 يوما وأطاحت بمبارك لكنها أثارت القلق في الأسواق وأدت إلي تراجع مؤشر الأسهم المصرية الرئيسي بمعدل 5% هذا الأسبوع. ومن جانبه أشار المجلس العسكري إلي أن الاحتجاجات تهدد النظام العام وأمن مصر وهو ما أثار غضب المحتجين الذين تعهدوا بعدم مغادرة ميدان التحرير حتي تلبية مطالبهم. وقد سلط الخطاب العسكري الحاد الضوء علي أن الجيش لم يعد يحظي برضا جماعات المجتمع المدني المؤيدة للديمقراطية. وكان الجيش موضع احتفاء في وقت ما لانه اشرف علي وضع نهاية منظمة لحكم مبارك ومنع الانزلاق نحو الفوضي حين انسحبت الشرطة من الشوارع. وكرر الجيش تعهده بإعادة السلطة إلي المدنيين بعد الانتخابات التي تأجلت الان وربما تجري في نوفمبر تشرين الثاني. وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي قال رئيس الوزراء عصام شرف أن تعديلا حكوميا سيجري خلال اسبوع. كما تعهدت الحكومة بزيادة الحد الادني للاجور.