بعد أكثر من سبع ساعات عصيبة وحزينة عاشاها الشعب المصري بعد قيام أحد ركاب الطائرة المصرية المدعو سيف الدين مصطفى باختطافها إلى مطار لارنكا الدولي بقبرص عندما كانت في رحلة داخلية بين الإسكندرية والقاهرة بعد قدومها من السعودية لأسباب يبدو وحتى اللحظة بأنها شخصية أثبتت القيادة المصرية بالتعاون مع السلطات والجهات المختصة ووزارة الطيران المدني كفاءتها في إدارة الأزمة بالتعاون البناء مع السلطات القبرصية حتى تحرير جميع الرهائن وطاقم الطائرة واستسلام الخاطف للسلطات القبرصية ، وقد جاء هذا الحادث المفزع الذي تداولته الصحف والقنوات الإعلامية بالعالم ليجعل مرة أخرى مطارات مصر وتحديدا مطار برج العرب في دائرة الاتهام بعد حادثة الطائرة الروسية واتهام المطارات المصرية بالتهاون في اختراق أمنها لتأتي تلك الواقعة اليوم لتؤكد بطلان المزاعم التي افترضت وجود حزام ناسف بحسب ادعاءات الخاطف الذي استطاع من خلال حزام طبي وهمي أن يوهم طاقم الطائرة ورجل الأمن بها بوجود حزام ناسف معه ومطالبته هبوط الطائرة في قبرص ، وقد اتضح أباطيل الروايات الكثيرة التي كانت تسعى لاستهداف مصر والمزايدة على الحادثة للعمل على ضرب اقتصادها وسمعتها الأمنية والسياحية ، إلا أن الموضوع برمته لم يخرج عن قيام رجل يبلغ من العمر 59 عام ومضطرب عقليا ومسجل خطر بعد اكتشاف سجله الأمني وخلافه مع طليقته القبرصية ولتنتهي تلك الأزمة دون خسائر أو تأكيد أيا من الاتهامات بل لتثبت الأزمة أن مصر ستظل بلد الأمن والأمان لكل شعوب العالم وأنها تفتح أراضيها الآمنة والغنية بإرثها الحضاري المتميز للجميع ، فبرغم كل تلك الملابسات وبرغم ما ستنتج عنه التحقيقات الفعلية للسلطات المصرية فإن كل ذلك سيأتي في حينه وسيكشف عن ملابسات ودوافع قيام الخاطف بهذا العمل الإجرامي الغير مسئول فإن تلك الواقعة التي شكلت أزمة قد كشفت لكل العالم ولكل المغرضين تفوق المطارات المصرية عن مثيلاتها الدولية في مسألة تأمين المطارات والحفاظ على أمن وسلامة الركاب ويظهر ذلك من خلال الأداء البطولي لقائد الطائرة وطاقمها في إدارة الأزمة بالتعاون مع السلطات المصرية والقبرصية وقدرته على تغيير مسار الطائرة إلى قبرص رغم الأجواء المناخية السيئة ومهارته الفائقة في الاستجابة لمطالب الخاطف لتأمين الركاب وإقناعه بالنزول في قبرص وليس بالنزول في تركيا لمعرفته بالعلاقات القوية والاتفاقات المبرمة بين مصر وقبرص في مجال الإرهاب وتبادل المتهمين بعكس العلاقة المتوترة مع تركيا ، و هدوئه وحنكته في قيادة الأزمة والتزامه بقواعد الطيران وهي الاستجابة للخاطف وعدم الدخول معه في حوارات تقديرا منه لوجود الطائرة بالجو ولحرصه وسلامته على الركاب والطاقم ، كما تتجلى قوته وبطولته ووطنيته في بقائه بالطائرة ومشاركته في التفاوض حتى النهاية لضمان الإفراج عن كل الركاب والأسلوب النفسي والراقي الذي التزم به طاقم الطائرة لطمأنة الركاب أثناء عملية الاختطاف والوصول إلى لارنكا ، ونزوله بعد أن سلم الخاطف نفسه إلى السلطات المصرية ، مما يثبت قدرة وكفاءة طيارينا الذين يتميزون بالمهارة والحنكة والموقف الأخلاقي والإنساني الذي يكشف عن عظمة حضارة المصريين ومدى الإنسانية والمروءة والشهامة التي يتمتعون بها وحبهم للإنسان أينما وجد دون تفريق بين لون أو عرق أو ديانة ، وقد تجسدت كل هذه الصفات ومن خلال هذه الأزمة بداية من السيد رئيس الجمهورية ورجال الوزارة والسلطات الأمنية ووزارة الطيران المدني ثم قائد الطائرة الطيار عمرو الجمل الذي يستحق أن يمنح أعلى وسام من الجمهورية ومؤسسات الطيران بالعالم .