ملحمة وطنية تشهدها أروقة أكاديمية الشرطة ، أشعل جزوتها رجالاٌ وهبوا حياتهم للحفاظ على مهابة محارب العلم الأمني ، رجال سمتهم إنكار الزات ، ونهجهم "فريق العمل " أنجح السبل لتحقيق المستهدفات "يدا بيد " وفق خطة واضحة وإستراتيجية طموح للنهوض برسالة الأكاديمية الأمنية والعلمية ، في إعداد كوادر أمنية قادرة على الذود عن مقدرات الوطن وإنجازاته بكل كفاءة وإقتدار . ويقول قائد هذه المنظومة ورئيسها ، اللواء عمرو الأعصر مساعد وزير الداخلية ورئيس أكاديمية الشرطة ، أن العمل الشرطي شرفا لمن يعمل به ، ورغم أنه يواجه تحديات غير مسبوقة ، إلا أنه دوما يستهدف تمتع المواطن بكافة حقوقه التي كفلها الدستور والقانون ، لإقرار الأمن والسكينة العامة ، مؤكدا أن الشرطة تستمد قدرتها على العمل من رضاء الجمهور، والإحترام المتبادل والشفافية . بداية يُعرف "الأعصر "أن داخل أسوارأكاديمية الشرطة توجد خمس كيانات كبرى أولها.. كلية الشرطة لإعداد وتعليم وتأهيل الطلبة ليكونوا ضباطا ، ثم "كلية التدريب والتنمية " وتختص بتدريب الضباط بعد التخرج من رتبة ملازم وحتى لواء ، ثم " كلية الدرسات العليا " للحصول على الدبلوم والماجستير والدكتوراه في علوم الشرطة المختلفة ، ثم "مركز بحوث الشرطة " لعمل الأبحاث الخاصة بمشكلات العمل الأمني ، وتدريب الكوادر والضباط من الأفارقة ودوّل الكومنولث ، وأخير "الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة " برئاسة اللواء دكتور مدحت الحريشي وعن دورأكاديمية الشرطة في إعداد ضباط المستقبل يقول اللواء عمرو الأعصر ، أن الأكاديمية حريصة على مواكبة كل ما هو جديد على مستوى العالم لتخريج ضابط شرطة يرضي طموح وأمال الشعب المصري في الأداء الخدمي لكافة قطاعات الوزارة ، التي هي بدورها تعمل بإستمرار على تطوير الأداء الأمني بجميع مؤسساتها ، حيث تقوم أكاديمية الشرطة بدعم رجال الشرطة منذ دخولهم الأكاديمية ، وحتى وصولهم لأعلى الرتب بعقد الندوات التوعوية والتثقيفية ، والمنح الدراسية خلال معاهد التدريب والتنمية وكلية الدراسات العليا، فهي تسعى دوما ووفقا لتوجيهات اللواء مجدي عبد الغفّار وزير الداخلية ، إلى تطوير المنظومة التعليمية والتدريبية ، والإدارية بكليات ومعاهد الشرطة ، وذلك بما يتلائم مع المستجدات الأمنية الراهنة وبما يواكب العمليات الحديثة لتأهيل العنصر البشري الأمني ويؤكد الأعصر أنه وبعد قبول الطالب بالأكاديمية وتحقق الشروط عليه والتي من أهمها حسن السير والسلوك ولم يسبق الحكم عليه في عقوبة جنائية ، ومن أبوين مصريين ، وألا يكون قد سبق فصله من أي خدمة حكومية ، ومستوفيا شروط اللياقة الصحية والبدنية والسن ، وألا يكون متزوجا أثناء فترة قيده بالكلية ، وجموع درجاته في الثانوية العامة متطابق مع النسبة المقررة . بعدها يتم انتقاء أفضل العناصر من بين الطلبة المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة من النواحى العلمية والرياضية والنفسية والطبية، ثم يتم إعداد برامج الإعداد والتأهيل بما يواكب الأحداث الجارية، وتوفير وتطوير كل الإمكانيات المطلوبة لتدريب الضباط من أماكن مسارح الجريمة، بالقرية التكتيكية، حتى يتم تدريب الطالب على أداء أدوار تطابق ما يحدث على أرض الواقع من جرائم ، فيتعلم كيفية تحديد الجناة، ويتم تدريبه على كيفية استخدام الأسلحة والمعدات، وكيفية إعداد سيناريوهات اقتحام البؤر الإجرامية وضبط العناصر الإجرامية الخطرة ، بالإضافة إلى تدريبه على نماذج لكل المنشآت الشرطية للتعرف على طبيعة العمل بداخلها وتلقى بلاغات المواطنين والإنتقال إلى أماكن البلاغات وكيفية اتخاذ كل الإجراءات الإدارية والقانونية وإجراء المعاينات فى أرض الواقع، كما يتلقى طالب الشرطة أثناء فترة تواجده بالأكاديمية العديد من برامج التدريب، منها ما يتصل بالدفاع عن النفس والغير بما يمكنه من مواجهة أى مظاهر للخروج على القانون، والتدريب على أعمال فض الشغب والاقتحام، فى إطار احترام حقوق الإنسان والقانون، والتدريب على استخدام التكنولوجيا الحديثة فى الكشف عن الجرائم، وتدريبات اللياقة البدنية، وتخضع كل تلك التدريبات لعمليات تطوير بصفة مستمرة استجابة للمستجدات الأمنية على الساحة يوميا. وعن تطبيق قواعد العدالة والمساواة على الجميع للالتحاق بكلية الشرطة وشبح" الواسطة "الذي يهاجم المتقدمين يؤكد الآعصر أن جميع من يتقدم من الطلاب يخضع لمعايير وشروط القبول ، والفيصل فى ذلك التحريات الجنائية حتى الدرجة الرابعة ، فأبواب أكاديمية الشرطة مفتوحة أمام جميع أبناء المصريين دون استثناء ، وأن المعايير الأساسية للقبول هى إجتياز الإختبارات الصحية والرياضية والنفسية بأكبر قدر من الكفاءة فى إطار إنطباق الشروط الموضوعية المجردة والمحددة للالتحاق بالكلية، وطمأن الآعصر جميع أبناء الشعب المصري أن القبول والالتحاق بكلية الشرطة متاح لجميع أبناء الوطن لمن تتوافر لديه شروط ومعايير الالتحاق بالأكاديمية ، وفي إطار من الحيادية والشفافية التامة، لانتقاء أفضل العناصر من المتقدمين، وشدد على أنه لا مجال للحديث عن الوساطة أو المحسوبية فى اختيار الطلبة، حيث إن لجنة الاختيار تعتمد على ضوابط صارمة لمعايير المفاضلة بين المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة، مشددا على أن لم يستطيع أحد ان يثبت قبول طالب شرطة واحد ، لن تنطبق عليه الشروط ، لأن له "واسطة " وعن كشف الهيئة الذي يتردد أنه ُيستخدم كمانع لمن ليس لديهم واسطة؟ يقول رئيس الأكاديمية ، أن هذا إتهام غير حقيقى ويقتصر دور لجنة الهيئة على تقييم الطالب فقط، حيث يصل عدد كبير من الطلبة إلى كشف الهيئة، ولكن لا يتم قبول إلا عدد قليل منهم، وهم من تكون المواصفات المطلوبة منطبقة عليهم بحكم إجتيازهم للإختبارات السابقة، وقواعد المفاضلة الأربع بين المتقدمين هى التى تحكم عملية القبول، وهى المستوى التعليمى، والسن، واللياقة البدنية، وأخيرا الهيئة. وعن الإختبارات التي تم إستحداثها بأكاديمية يقول الأعصر لأننا نستهدف اختيار طلاب أسوياء من الناحية النفسية، إستخدثتا مؤخرا اختبارين لابد أن يجتازهما الطالب، أولاً الاختبار النفسى ويتم بمعرفة أطباء نفسيين للتأكد من خلو الطالب من أى اضطرابات نفسية، أما الثانى فهو اختبار السمات، ويستهدف قياس مدى توافق شخصية الطالب مع متطلبات وظيفة ضابط الشرطة من حيث القدرات الذهنية والسمات الشخصية والميول الوظيفية، ويتم ذلك من خلال بطاريات تحتوى على مجموعة من الاختبارات تقيس قدرات الطالب الذهنية وسماته الشخصية وميوله الوظيفية، ومنها على سبيل المثال الجرأة والاتزان الانفعالى فى المواقف الضاغطة وقوة الملاحظة والعدالة وتحمل المسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار وحسن التصرف فى المواقف المختلفة لاسيما فى الأزمات، كما تقيس الذكاء الوظيفى للمتقدم، مع الإشارة إلى الاختلاف بين الذكاء العام والذكاء الوظيفى، فالذكاء الوظيفى هو اللازم لعمل ضابط الشرطة فى التعامل فى المواقف المختلفة، كما أن طالب الشرطة يمر فى آخر اختبارات القبول بالكشف الطبى للمتقدم، وهو الكشف الذى يخضع فيه الطالب لفحوصات دقيقة جدا متمثلة فى رسم المخ ورسم القلب وسونار وكشف المخدرات للاطمئنان على الحالة الصحية للطلبة قبل قبولهم والالتحاق بالأكاديمية والتأكد من كونهم لا يتعاطون المخدرات. وعن كيفية التأكد من أن الطالب يظل بعد إلتحاقه بالكلية مستوفيا للشروط من حيث الأخلاق وحسن السير والسلوك ، ومن حيث الإنتماءات السياسية ، وكذلك التأكد من عدم تعاطيه لأي من المواد المخدرة ؟ يجيب اللواء عمر الأعصر في حواره ل"الآسبوع " أن طلاب أكاديمية الشرطة يخضعون للمراقبة والمتابعة لضمان بعدهم عن الاتجاهات السياسة ، والانتماء لأى أحزاب سياسية أو اعتناق أى أفكار أو توجهات مذهبية أو عقائدية حيث تتم تحريات دقيقة باستمرار للإطمئنان وتقيم أداء الطلاب وكذلك عمل تحاليل طبية دورية لفحص للتأكد من عدم تعاطيهم للمراد المخدرة ، وفي حالة ثبوت تعاطي المخدرات ، أو تمسكهم بإنتماءات سياسية ، تقوم المحكمة التأديبية بكلية الشرطة بإتخاذ قرار الفصل النهائي من الأكاديمية ، كما حدث مع جميع الطلبة الذين ثبت انتمائهم لجماعة الإخوان، تم فصلهم فور الإنتهاء من فحص ملفاتهم ، بمراقبة القضاء، مؤكدا أن التحريات الأمنية التى يتم إجراؤها على المتقدمين للأكاديمية تشمل الدرجات الأولى والثانية والثالثة والرابعة من القرابة، وتتم بكل دقة، وذلك لمنع تسلل أى شخص لديه تصرفات غير لائقة أو سبق وخضع لعقوبات أو جريمة أو قضايا مخلة بالشرف والأمانة ، والتأكد من التمتع بالسمعة الحسنة وعدم صدور أحكام قضائية ضد الطالب المتقدم، وتستمر تلك التحريات طوال سنوات الدراسة بالكلية . ويضيف اللواء عمر الآعصر انه وحرصا من وزارة الداخلية على تخريج ضباط أكفاء يكونوا مثلا في إنجاز المهام والعمل الأمني ، وفخرا لبلاده ، فأن عملية تطوير مناهج كلية الشرطة مستمرة طوال العام ولا تتوقف، وهناك مرونة كاملة فى عملية التطوير هذه ، حتى وإن جاء ذلك التطوير فى منتصف العام الدراسى، فإن وجدت الضرورة أنه يجب تدعيم المناهج فى ذلك التوقيت فيتم على الفور إجراء تلك التعديلات، بهدف دعم المناهج بالمستجدات الأمنية على الساحة ، ككيفية مواجهة الإرهاب والعناصر الإرهابية والإجرامية التى ظهرت على الساحة الفترة الماضية، وتدريب طلبة الشرطة على كل أساليب المواجهة مع الالتزام بكل معايير حقوق الإنسان وضبط النفس والتدريب على ذلك جيدا نظرا لأن رجل الشرطة لا ينبغى أن ينفعل الانفعال غير المسؤول، فهذه أمور تراعى جيدا أثناء التدريبات والمحاضرات النفسية والعملية حتى يستطيع الطالب أن يتحكم فى نفسه أثناء عمله، ولا ينساق وراء أى حركات من شأنها استفزازه، كما أن كلية الشرطة شهدت تطويرا وتحديثا كبيرا فى مجال المناهج التى يتم تدريسها بالكلية، وذلك فى ظل المتغيرات التى شهدتها البلاد مؤخرا، والمتمثلة فى ظهور أنواع جديدة من الجريمة العابرة للحدود مثل الاتجار بالبشر والمخدرات وغسل الأموال والهجرة غير الشرعية، فضلا عن الجريمة المعلوماتية التى أصبحت خطرا يهدد أمن كل المجتمعات على مستوى العالم. أما عن أبناء شهداء الشرطة وقبولهم بالأكاديمية ، بشكل تلقائي يقول "الأعصر " .. أنه بالفعل يتم قبولهم على الفور فى الأكاديمية، وذلك يعد أقل تقدير يمكن تقديمه للشهداء وقبول أبنائهم فى الأكاديمية حتى يستكملوا مسيرة كفاح آبائهم الأبطال، خاصة وأنه من المفروض أن يكون لديهم رغبة عكسية وأمهاتهم في عدم الإلتحاق حتى لا يلاقوا ما لاقاه أباءهم ، ولكن إصرارهم و زويهم على إستكمال المسيرة والتقدم للإلتحاق ، لا يقابله إلا الموافقة من قبل الأكاديمية ، مشيرا إلى الطلبة فى الأكاديمية جميعهم، فى كل المراحل الدراسية، معنوياتهم مرتفعة للغاية، وينتظرون اليوم الذى سيتخرجون فيه من الأكاديمية حتى ينضموا إلى زملائهم ويشاركوهم العمل الميدانى فى مواجهة العناصر الإجرامية والإرهابية وتحقيق الأمن الأمان فى كل المحافظات، ومساعدة زملائهم فى أداء عملهم، وجميعهم مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل حفظ أمن وأمان الوطن، حتى لو شاهدوا ما يحدث يوميا من إستشهاد وإصابات لمن سبقهم . وعن كيفية إعداد الأسرة للإبن من سن متقدم في مرحلة الإبتدائية أو الإعدادية والثانوية ، ليكون سهل التأهل للدخول كليات الشرطة ، دون معاناة والبحث عن واسطة ، تكون هي السبيل للقبول ، يقول اللواء عمرو الأعصر رئيس أكاديمية الشرطة أنه على الأهل منذ الصغر الإهتمام بصحة وبنيان الإبن ،حيث يكون هناك إهتمام بنوعيات الطعام والشراب ، والبعد عن أكلات الوجبات السريعة التي لا تساهم في بناء جسم صحي سليم ، وتساعد في زيادة الوزن ، وجعل الجسم مترهل ، وكذلك ضرورة أن يكون هناك رياضة مفضلة للإبن منذ الصغر يحرص على ممارستها ليتمتع بقوام ولياقة بدنية عالية ، كذلك أكد الأعصر على ضرورة متابعة الأبوين لإبن وملاحظة إذا كان لديه عيوب وتقوسات بالقدمين ، ويحرصان على أن يتم علاجها طبيا مبكرا ، ليكون الطالب عند التقدم للإختبارات خاليا مما يعيق قبوله ، وأنهى اللواء عمرو الأعصر حواره بتوجيه التحية والتقدير لرجال الشرطة ، والشهداء منهم ، والمصابين ، واصفا إياهم بأنهم حملوا الرسالة وأدوا الأمانة ، وضحوا بأرواحهم مسطرين ملحمة نضال كتفها بكتف مع رجال القوات المسلحة ونجحوا سويا في الحفاظ على هوية الدولة وتحقيق الأمن والأمان لأبناء شعب مصر العظيم