دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس السوري بشار الاسد الي وقف اعمال العنف والقمع التي تستهدف المتظاهرين المناهضين للحكومة السورية. وجاء في بيان اصدر البيت الابيض ان اوباما اتصل باردوغان بعد ساعات قليلة من خطاب للاسد وبحثا القمع الذي يتعرض له المتظاهرون في سورية علي يد قوات الامن والجيش. كما جاء فيه ان الزعيمين "اتفقا خلال هذه المحادثات علي انه يتوجب علي الحكومة السورية ان تضع حدا لاعمال العنف الان وان تطبق سريعا اصلاحات ملموسة تحترم التطلعات الديموقراطية للشعب السوري". ولجأ اكثر من 11 الف سوري الي مخيمات في تركيا هربا من اعمال العنف بينما ما زال عدد مماثل في منطقة عازلة يترددون في عبور الحدود. وكان الرئيس السوري اكد في كلمة له الاثنين ان سورية تتعرض لمؤامرة داعيا الي "حوار وطني" قد يفضي الي دستور جديد. "غير كاف" ورأي الرئيس التركي عبد الله غول إن خطاب الأسد "غير كاف"، وإن علي الأسد أن يقول بوضوح "الأمور تغيرت تماما، نحن نقوم بتحويل النظام إلي نظام تعددي. ستسيّر الأمور وفقا لإرادة الشعب السوري، وسأقوم بتنفيذ ذلك"، في إشارة أخري علي تشدد الموقف التركي أكثر. من جانبه حث البيت الأبيض الرئيس السوري علي اتخاذ "إجراءات ملموسة" للوفاء بوعده بإجراء إصلاحات، ودعاه إلي الكف عن ممارسة العنف في فض الاحتجاجات. وقال جيه كارني المتحدث باسم البيت الأبيض تعليقا علي دعوة الأسد لحوار وطني "أنا لا أقول أن كلماته بلا مضمون، لكن عليه أن يقرن القول بالفعل". وشهدت العديد من المدن السورية مسيرات مؤيدة لبشار الاسد اذ اشارت وكالة انباء سانا الحكومية الي ان"ملايين السوريين خرجوا في مسيرات حاشدة دعت إليها فعاليات أهلية وشبابية وشعبية دعما للاصلاح الشامل بقيادة الرئيس الأسد". واصدر الاسد الثلاثاء عفوا عاما عن "الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 20 حزيران/يونيو 2011" وهوالعفو الثاني الذي يصدره الاسد منذ بدء الاحتجاجات في اواسط مارس/آذار الماضي. من جانب اخر اعلن رئيس منظمة الصليب الاحمر الدولي في ختام مباحثاته مع المسؤولين السوريين ان الحكومة السورية وافقت علي وصول المنظمة الي المناطق التي تشهد اضطرابات في سورية وانها الحكومة تنظر في طلب المنظمة في زيارة المعتقلين في السجون السورية. واضاف "ان المسؤولين السوريين وافقوا علي قيام فرق المنظمة والهلال الاحمر السوري علي الوصول الي المناطق التي تشهد اضطرابات وانه سوف يقوم بمراقبة تطبيق هذه الموافقة علي ارض الواقع". "قري شبه مهجورة" من جهة اخري اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان بلدة جسر الشغور والقري المحيطة بها والتي اقتحمها الجيش السوري قبل عدة ايام بدت شبه مهجورة . وقالت المفوضية ان ممثلا لها شارك في زيارة نظمتها الحكومة السورية الي المنطقة وابلغها ان القري الواقعة ضمن دائرة قطرها 40 كيلومترا في محيط جسر الشغور خاوية ولم يلاحظ وجود مزارعين يعملون في الحقول. كما التقي ممثل المفوضية بممثلين للهلال الاحمر السوري في المنطقة ونقل عنهم وجود نقص في الامدادات الطبية والغذائية دون ان يتمكن الممثل من القيام باجراء تقييم ميداني للاوضاع في المنطقة. واجرت المفوضية مقابلات قبل ايام قليلة مع النازحين السوريين الذين فروا الي الاراض التركية وتبين لها ان العديد منهم يعاني من اوضاع نفسية سيئة وان اكثر من نصفهم من الاطفال والنساء. واضافت ان العديد من اللاجئين تحدثوا عن مقتل افراد من اسرهم او اختفائهم او تواريهم وعن حالات اغتيال وتعذيب واذلال علي يد الجيش السوري. واوضح الناطق باسم المفوضية "ان اغلب اللاجئين فقدوا عمليا كل ممتلكاتهم حتي ان البعض تحدثوا عن اطلاق النار علي مواشيهم واحراق منازلهم وحقولهم وتدمير مصالحهم اومصادرتها".