أعلنت الحكومة الصومالية الجمعة مقتل وزير الداخلية، عبد الشكور شيخ حسن، وذلك في بيان رسمي عبر الإذاعة تلاه وكيل وزارة الإعلام، وذكر مسؤولون أن الوزير سقط جراء عملية اغتيال انتحارية قامت بها امرأة تمكنت من الوصول إلي داخل منزل شيخ حسن في قلب العاصمة مقديشو. وقع الانفجار عصر الجمعة، وجري نقل الوزير إلي مستشفي بنيدير في العاصمة لمحاولة معالجته من الإصابات التي لحقت برأسه ورجله، ولكنه قضي لاحقاً متأثراً بجراحه. ولم تتضح هوية الجهة التي تقف خلف العملية، ولكن الشكوك تحوم حول حركة "الشباب المجاهدين" المتشددة التي تخوض مواجهات قاسية منذ أشهر مع القوات الحكومية، في محاولة لفرض سيطرتها علي البلاد التي لم تعرف الاستقرار منذ عام 1991. وتأتي عملية اغتيال شيخ حسن بعد أسبوع من إعلان قوات الاتحاد الأفريقي "أميصوم"، أنها تمكنت بالتنسيق مع القوات الحكومية الصومالية، من دحر مقاتلي "الشباب المجاهدين" من آخر معقل لهم غربي مقديشو، لتفتح الطريق بذلك إلي منطقة سوق "بكارا" الشهير، الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة لسكان العاصمة الصومالية. وبحسب بيان صدر عن قيادة القوات الأفريقية الجمعة، فإن إجبار مسلحي حركة الشباب علي الخروج من آخر موقع لهم في "دامانيو"، كان آخر مهمة لهذه القوات، ضمن حملة عسكرية استمرت شهراً، بهدف إخراج مقاتلي الحركة من مقديشو. وأشار بيان القوات، التي تمارس عملها العسكري في الصومال بتكليف من الأممالمتحدة، إلي أن الهدف من العملية الأخيرة هو منع مقاتلي حركة الشباب من "الاختباء وراء السكان المدنيين"، إضافة إلي الحد من الإصابات بين المدنيين. وأوضح البيان أن استعادة السيطرة علي "دامانيو" يفتح الطريق من جديد إلي سوق بكارا، الذي يعج بالحركة والنشاط التجاري، ويعتبر بمثابة شريان الحياة بالنسبة لسكان العاصمة الصومالية، والذي شهد عام 1998 سقوط طائرتين مروحيتين أمريكيتين بسلاح المليشيات الصومالية آنذاك. ويشن مقاتلو حركة الشباب المجاهدين، المرتبطة أيدولوجيا بتنظيم القاعدة، والذين يفرضون سيطرتهم علي غالبية المناطق في جنوب الصومال، حرباً ضارية ضد القوات الحكومية، في محاولة لتولي زمام الأمور في البلاد. يُشار أن نظام الحكم في الصومال لم يعرف طعم الاستقرار منذ عام 1991، كما أن القتال الدائر بين المقاتلين الثوار والقوات الحكومية قد زاد من حدة الأزمة الإنسانية في الدولة الأفريقية، التي تعاني أصلاً من الفقر والجوع. وتسيطر حركة "الشباب المجاهدين"، التي يُعتقد أنها تضم المئات من "المقاتلين الأجانب"، قدموا من دول في جنوب آسيا، ومنطقة الخليج، ودول غربية، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا، علي القسم الأكبر من وسط وجنوب الصومال. وتنامت القدرات البشرية والمالية للحركة المسلحة، نظراً لارتباطها بتنظيم "القاعدة"، خاصةً بعدما دعا الزعيم السابق للتنظيم، أسامة بن لادن، "المسلمين في كل مكان، للانضمام للقتال إلي المجاهدين الصوماليين، وحتي إقامة إمارة إسلامية" في الصومال