تشهد قاعة المؤتمرات بمدينة نصر اليوم, فعاليات "مؤتمر مصر الأول" تحت عنوان "الشعب يحمي ثورته" وهو المؤتمر الأول من نوعه في مصر منذ نصف قرن الذي يسعي إلي تضافر جهود كافة الأطراف من أجل الحفاظ علي مكتسبات ثورة 25 يناير واستكمال باقي أهدافها حتي انجاز طموح الشعب المصري في التغيير وبناء الدولة المدنية ومجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية. و يهدف المؤتمر إلي تشكيل مجلس وائتلاف وطني مكون من كافة الأحزاب والقوي السياسية للحافظ علي مكتسبات الثورة وأستكملها حتي تحقق كامل أهدافها في بناء نظام سياسي جديد, يلبي مطالب الشعب في الحرية والمساواة وحماية الاستقلال الوطني وفي الكرامة والعدل الاجتماعي والتنمية المستقلة. ويناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسية حيث تدور جلسات المحور الأول منها حول المبادئ الأساسية لوضع الدستور القادم خاصة فيما يتعلق بهوية المجتمع وشكل الدولة الجديدة وإعداد قائمة موحدة في الانتخابات التشريعية الجديدة، أما المحور الثاني فسوف يناقش الاقتصاد والعدالة الاجتماعية، كما يناقش المحور الثالث الانتخابات، بينما يناقش المحور الرابع والأخير دور المجلس الوطني خلال الفترة الحرجة التي تمر بها مصر. كما سيناقش أولوية اصطفاف قوي الثورة والالتفاف حول تأكيد وحدة الشعب والقوات المسلحة التي التزمت بدور ضامن لتحقيق أهداف الثورة وهو الدور الذي سوف يدعوا المؤتمر لمواصلته وتجنب أي شبهة في الإجراءات والتي قد تسمح بإنعاش الثورة المضادة، وكذلك مطالبة المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإجراء تحقيق جاد وعاجل تُعلن نتائجه علي الشعب المصري وتجلي حقيقة ما جري في الحوادث التي وقعت بميدان التحرير وتقديم المدانين أمام محاكمة عادلة واتخاذ إجراءات حاسمة ضد عناصر الثورة المضادة ومحاولات اختراقها لوحدة الجيش والشعب. ومن المقرر أن يعالج المؤتمر عدة قضايا منها نشر الوعي بأهمية الانتخابات والتصويت المبرأ من كل صور التمييز وأشكال التعصب الديني والقبلي والاجتماعي والفئوي، ووضع قواعد للتواصل مع الناخبين, بالمؤتمرات والنشرات والخطابة والبرامج المسموعة والمرئية.. علي أن ينهي المؤتمر أعماله بشرح ضرورة المجلس الوطني وإخراجه إلي النور، وذلك كي يلتقي مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي أرضية الثورة وحمايتها وضمان استمرارها, حتي تنتهي المرحلة الانتقالية وتصل بالبلاد إلي بر الأمان. ومن جهة أخري أكد المنظمين للمؤتمر علي دعمهم لاستمرار المظاهرات المليونية بميدان التحرير وبجميع ميادين المحافظات والحرص علي تنظيمها بصورة سلمية راقية تمثل سنداً لسرعة إنجاز مهام الثورة في كنس النظام القديم وفتح الطرق لبناء نظام جديد يليق بأعظم ثورات الشعب المصري. وتجدر الإشارة إلي أن فكرة المؤتمر قد تبلورت بعد حوار مستفيض حول أهمية الدعوة لمؤتمر وطني جامع للقوي الثورية والوطنية في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير. يذكر أن الداعي للمؤتمر هو الدكتور ممدوح حمزة، الاستشاري العالمي ومن المنتظر أن يحضره غالبية القوي والتيارات السياسية ومرشحي الرئاسة ومن بينهم الدكتور عمرو موسي أمين العام لجامعة الدول العربية والمستشار هشام البسطويسي وكذلك حمدين صباحي، إضافة إلي لفيف من النشطاء والسياسيين والكتاب والإعلاميين ومواطنين، كما لبي المجلس العسكري 7 دعاوي من بين 23 دعوي فيما لم تقرر حكومة الدكتور عصام شرف بعد موقفها من المؤتمر. وتجدر الإشارة إلي أن جماعة الإخوان المسلمين تعد هي التيار السياسي الوحيد الذي رفض تلبية دعوة حضور المؤتمر.