تبدأ في تركيا غدا الأحد الموافق 1 نوفمبر 2015 الانتخابات البرلمانية التركية من أجل اختيار الأتراك 550 نائب عدد نواب البرلمان وذلك من خلال 85 دائرة انتخابية تشكل المحافظات التركية بالإضافة للمدن الكبري ' اسطنبول وأنقرة وأزمير ' فبعد فشل الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو الماضي بسبب فشل حزب العدالة والتنمية من الحصول علي الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة بسبب صعود الأحزاب العلمانية الأخري وبسبب صعود حزب الشعوب الكردي لأول مرة برئاسة صلاح الدين ديمرتاس إلي البرلمان الأمر الذي أربك حسابات أردوغان، وأحمد داوود أغلو الذي فشل من تشكيل حكومة ائتلافية لعدم رغبة الأحزاب الأخري في العمل معه لتظل تركيا ومنذ تلك الفترة تعتمد علي حكومة تصريف أعمال برئاسة أوغلو بحسب ما ينص عليه الدستور التركي. لقد جاءت الانتخابات البرلمانية الأخيرة مخيبة لآمال أردوغان وآمال حزبه حزب العدالة والتنمية بعد أن خسر الكثير من المقاعد وعدم تحقيقه للأغلبية التي كان يحلم بها أردوغان والتي كانت ستمكنه من تعديل النظام في تركيا من نظام برلماني إلي نظام رئاسي حتي يتمكن من الانفراد بالسلطة والقرارات وتغيير بنود الدستور من أجل توسيع صلاحياته وعدم وجود حكومة تمنعه من التفرد بالقرارات في الدخل والخارج ولهذا لم يتوقف أردوغان عن ممارسة كل الحيل السياسية لدعم حزب الحرية والعدالة والترويج له دعائيا عبر القنوات التليفزيونية والإعلام وشحن الجماهير للتصويت لهذا الحزب بما يخالف الدستور وشنه هجوم متواصل علي أحزاب المعارضة وبخاصة حزب الشعوب الديمقراطي ذو الأغلبية الكردية واتهامه بكونه الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني الذي يقف وفق مفهومه وراء الإرهاب الذي تشهده تركيا، وأيضا قيام أردوغان بالمزيد من الاعتقالات المتواصلة والتضييق علي حرية الرأي والإعلام ورجال الأعمال وكل الذين يعارضون سياسته ويتهمونه بمساندة التنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم وسعيه لأن يصبح الحاكم السلطوي الوحيد في تركيا، ولهذا تصبح تلك الانتخابات البرلمانية مصيرية لأردوغان ومستقبله السياسي ومستقبل حزب العدالة والتنمية في الوقت الذي تأتي فيه تلك الانتخابات في ظروف استثنائية وعارضة لأن تركيا الآن تشهد احتقان سياسي واجتماعي ومذهبي بعد الأحداث الدموية التي شهدتها مدينة سروج والمظاهرات السلمية الأخيرة ومحاربة أردوغان للأكراد ولحزب العمال الكردستاني، وسعيه الدءوب لتشويه صورة حزب الشعوب الديمقراطي إضافة إلي السياسة الخارجية لتركيا ومنها اتهام الدول لتركيا بمساعدة الإرهاب، ودخول روسيا مؤخرا الساحة السورية وتركيز ضرباتها علي القوي الإرهابية التي تدعمها تركيا وهو الأمر الذي أربك تركيا مع حلفائها الغربيين ومع أمريكا وفشل أردوغان في الانضمام للاتحاد الأوروبي وخسارته علي كل الجبهات الأمر الذي أدي إلي ظهور قوي إقليمية أخري مؤثرة في الملف السوري والعراقي لتتضاءل فرص أردوغان في تحقيق مكاسب دولية مما اضطره للإعلان مؤخرا عن محاربة داعش في سوريا ومحاربته لحزب العمال الكردستاني وفتحه القواعد الجوية التركية أمام التحالف الدولي بقيادة أمريكا مما أضعف شعبيته داخل تركيا وهو المؤشر علي أفول نجمه وأفول نجم حزب العدالة والتنمية مع صعود متوقع لأحزاب المعارضة ومنها تحقيق حزب الشعوب بفوز برلماني كبير سيأتي حتما علي حساب العدالة والتنمية ولربما وجدت تركيا نفسها في ورطة جديدة تجعلها تعيد الانتخابات البرلمانية للمرة الثالثة إذا ما فشل أردوغان وحزبه في تشكيل حكومة ذات أغلبية وهو الأمر الذي يرجحه الخبراء والمحللون.