أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن إيران عرقلت كل الإجراءات التي قامت بها اليمن علي طريق الانتقال السياسي للسلطة في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الدولي، بعدما دربت عناصر ميليشيات الحوثيين في مسعي منها لفرض التجربة الإيرانية في اليمن. وقال هادي - في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك - إنه تحدث أمام المنظمة الدولية من 3 سنوات وأوضح كيف قامت إيران بتدريب الميليشيات، فضلاً عن احتجاز سفن إيرانية محملة بالأسلحة إلي هذه الميليشيات، مضيفاً:'اليوم وفي خلال هذه الفترة قامت اليمن بالمضي قدما في مسار الانتقال السياسي الذي انتج عملية سياسية أدت لصياغة مسودة لدستور مدني ديمقراطي حديث'. وتابع الرئيس اليمني:'كانت المنظمة الدولية مع اليمن في كل الأوقات سواء من خلال الدعم المباشر من قبل الأمين العام وزيارته لليمن والجلوس مع كافة المكونات المشاركة في الحوار بينهم الحوثيون أو جهود مبعوثه الخاص إلي اليمن أو من خلال قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصِلة وبيانات رئاسة مجلس الأمن وزيارة مجلس الأمن لليمن. واتهم هادي - في كلمته التي بثتها وكالة الأنباء اليمنية الحكومية - جماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح بالانقلاب المسلح علي العملية السياسية والإنجازات التي تحققت مع اقتراب عملية الانتقال السياسي من نهايتها بمراجعة مسودة الدستور وعرضها لاستفتاء شعبي. وأضاف أن الميليشيات وصالح قاموا بعملية انقلاب مسلح مكتملة الأركان تم خلالها احتلال العاصمة صنعاء والمدن الأخري وقتل الأبرياء وهجرت الأسر ونهبت المعسكرات والمؤسسات وقصفت المستشفيات والمساجد ودور تحفيظ القرآن وانتشرت تلك الميليشيات المدججة بكل الأسلحة التي تم نهبها والاستيلاء عليها من معسكرات الدولة في معظم المحافظات.. ووصف ما حدث من قبل الميليشيات في حربها علي المحافظات خاصة في عدن وتعز والضالع بالإبادة الجماعية في محاولة يائسة لفرض التجربة الإيرانية العقيمة. وأدان الرئيس هادي عمليات الاعتقال والاختطاف التي قامت بها ميليشيات الحوثيين ضد القيادات السياسية ورجال الدولة وآلاف المواطنين ومصادرة الحريات الإعلامية والدينية، وإغلاق وسائل الإعلام واعتقال الصحفيين ووضعهم كرهائن في المواقع العسكرية وتجنيد آلاف الأطفال وتوزيعهم علي كافة الجبهات، وزراعة الألغام واستهداف السفارات والدبلوماسيين وتحويل المناطق السكنية والمباني العامة إلي مناطق لتخزين السلاح وتحويلها إلي مناطق عسكرية، وكذلك تصريحات قادتهم بالحديث عن مشاريع توسعيه في الدول المجاورة وتهديد الأمن الإقليمي والدولي. وأوضح أن الدولة تعاملت بالكثير من حسن النوايا مع صالح والحوثي منذ البداية فأعطت الحصانة لصالح والتي سمحت له بالعمل السياسي لكنه استغل هذا التسامح في الانقلاب علي النظام والانتقام من الشعب اليمني الذي ثار عليه، متابعاً:' وكذلك الحوثي الذي قبلته شريكا في الحوار الوطني رغم انه كان لازال يحمل السلاح رافضا تكوين حزب سياسي وتم قبوله رغم تمرده علي الدولة منذ عام 2004 ولم يكن نضاله سلميا مثل الحراك السلمي الجنوبي كما تم تخصيص محور كامل لقضية صعده في الحوار رغم ان أبناء محافظة صعده كانوا يعانون من التهجير بسبب اقتطاع هذه الحركة المسلحة للمحافظة بقوة السلاح من تحت يد الدولة وحتي قيامهم بتهجير الأقليات بصورة عنصرية'. وأكد أن الدولة تعاملت إيجابيا مع الجماعة رغم كل هذه الممارسات وعقدت معها اتفاقيات إلا أنها في كل مرة تنكث بالتزامها بل واستغلت كل ذلك للانقلاب علي النظام والتنكيل بالمدن وأهلها. وأوضح هادي أن الدولة حين أدركت حجم الكارثة التي ستقودها إليها ميلشيات الحوثي وصالح نتيجة انقلابهم وجهت نداء لأشقائها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بموجب المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة بالتدخل للوقوف مع اليمن وشعبه لكبح جماح تلك الميليشيات التي تستهدف مقدرات البلد وشرعيته فكانت الوقفة الصادقة والشجاعة لدول التحالف بقيادة السعودية. ووجه هادي الشكر لملك السعودية وقادة دول التحالف علي وقفتهم حتي لا يسقط البلد في أيدي التجربة الإيرانية التي لديها طموحات كبيرة منها السيطرة علي باب المندب. وقال الرئيس اليمني إن أبناء الشعب وقفوا في وجه تلك الميليشيات وسجلوا انتصارات عظيمة في عدن والضالع ومأرب وأبين وصمدوا في تعز والبيضاء والحديدة وغيرها من المدن.. موضحا أنه زار عدن قبل أيام وبالرغم من الفرحة بتحرير هذه المدينة الاستراتيجية من أيدي المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح. وأردف:' إلا أن هناك أسي وحسرة من حجم الدمار والخراب الذي سببته تلك العصابات الإجرامية بالمدينة وأهلها وهو ذات المشهد والمأساة التي تحدث الآن في مدينتي تعز ومأرب.. مشيرا إلي أن عدد الشهداء في مدينة عدن وحدها وصل إلي 1350 وعدد الجرحي 11160'. وطالب الرئيس اليمني بمضاعفة الجهود الدولية والوقوف مع الشعب اليمني والوفاء بتعهداتها للتخفيف من تلك المأساة الانسانية وإعادة الإعمار.. مشيرا الي أنه بالرغم من إعلان الأممالمتحدة في كل عام عن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن إلا أن ما يتم تقديمه لا يغطي إلا الجزء اليسير من الاحتياج الفعلي المتزايد بسبب الأوضاع المأساوية الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني.. مؤكدا حرص الحكومة اليمنية علي أن تصل المساعدات الإنسانية العاجلة إلي مستحقيها في كل محافظات الجمهورية دون استثناء بعد انتقالها إلي مدينة عدن وممارستها لكافة أعمالها من هناك. وجدد هادي تأكيده علي التعامل بإيجابية تامة مع كافة الجهود المخلصة التي يتبناها المجتمع الدولي خاصة الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لليمن لإنهاء الانقلاب من خلال التطبيق الكامل والحقيقي لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 ثم استئناف العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. ووجه الرئيس دعوة لمن وصفهم بالانقلابيين بإنهاء كافة مظاهر الانقلاب وإلقاء وتسليم السلاح والعودة إلي تحكيم العقل والجلوس إلي طاولة الحوار لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بنية صادقة ومخلصة بهدف تحقيق السلام ولكن ليس السلام الذي يحمل في طياته بذور تلغيم المستقبل بل هو السلام الدائم الذي يؤسس للعدالة والنظام والقانون.. وطالب المجتمع الدولي بمضاعفة جهوده لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي أعطي مصداقية لمجلس الأمن الدولي وسيعززها بالإصرار علي التنفيذ الحرفي له باعتباره سيد قراره ويحترم قرارته. وأكد الرئيس اليمني أن الإرهاب يمثل تهديدا حقيقيا لكافة الدول، قائلاً:'عملت اليمن بكل صدق وحزم للوقوف في وجه الإرهاب وخاضت حربا معه وكانت تمضي بشكل ممتاز بالشراكة مع دول صديقة لولا انقلاب المتمردين وتطرفهم والذي لعب دورا محوريا في توفير بيئة مناسبة للإرهاب.. وجدد التزام حكومة بلاده الجاد بالشراكة مع كافة الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب من موقع اليمن الاستراتيجي والحيوي الهام والذي يمثل الاستقرار فيه عامل استقرار للمنطقة والعالم'.