مغني وموسيقار ليبي مصري، ولد حميد الشاعري في سبتمبر 1961 لأب ليبي وأم مصرية ويحمل الجنسيتين المصرية والليبية، كان لأمِه أكبر الأثر في اكتشاف وإنماء موهبته الغنائية والموسيقية في مرحلة عمرية مبكرة، فهي أول من أهداه ألة أورج وألة إكسيليفون لتستقبل أول لمسات حميد الموسيقية، وقد توفيت أمه وهو لم يتجاوز الثالثة عشر من العمر. اعتاد إقامة الحفلات بمدينة بنغازي، أما فيما بعد وفي الثلث الأخير من السبعينيات انضم إلي فرقة الإذاعة الليبية كعازف أورج ولكن لم يدم انضمامه إلي فريق الإذاعة طويلاً فقد فارق الشاعري الفريق إثر خلافات حادة في وجهات النظر نشبت فيما بين الجانبين. بجانب هوايته للموسيقي كان حميد طالباً في معهد الطيران حيث أرسله والده لاستكمال دراسته في بريطانيا، ورغم أن الدافع الرئيسي من وراء سفره هو الدراسة ولكن ذلك لم يمنعه من اختلاس بعض الوقت من أجل إيجاد المنطلق لطاقاته الابداعية الكامنة، حيث قام بتأجير الساعات في الاستوديهات الإنجليزية لأجل تسجيل بشائر أعماله الموسيقية والغنائية. أصبحت هذه التسجيلات همزة الوصل بينه وبين المنتجين المصريين المتحمسين لتقديم لون جديد من ألوان الموسيقي والغناء من بعد فترة الركود والكساد التي أصابت السوق المصري بل والعربي في فترة السبعينيات من القرن الماضي، خاصةً بعد رحيل عمالقة الفن من أمثال أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش. لم يوفق حميد الشاعري في أول تجاربه الموسيقية والغنائية علي الساحة المصرية بحيث لم يحقق ألبومه الأول والذي أطلقته شركة سونار أي نجاح علي الإطلاق وبدعابته المعتادة صرح حميد الشاعري بأن عدد النسخ التي تم إعادتها إلي الشركة المنتجة من قبل الموزعين قد فاق عدد النسخ التي أنتجتها الشركة، كدليل قاطع علي فشل أول ألبوماته ألبوم عيونها. لم يمر زمن طويل حتي تم إصدار ألبوم ثانٍ لحميد الشاعري وهو ألبوم رحيل، وحقق هذا الألبوم نجاحً مدويً خاصةً علي الساحة المصرية، ويخص الفنان حميد الشاعري بالذكر أغنية 'وين أيامك وين' من الفلكلور الليبي والتي تبناها الشباب في ذاك الوقت لتصبح محبوبتهم، سرعان ما تلاها بألبوم ثالث ألبوم سنين، ومن هنا تستمر مسيرة حميد الشاعري بألبومات أخري من أمثال ألبوم جنة وألبوم شارة وألبوم حكاية.