التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم وفدا من لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي برئاسة بير فرديناندو كازيني رئيس اللجنة بحضور السفير الإيطالي بالقاهرة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي رحب برئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي والوفد المرافق له، مشيدا بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، والتي شهدت دفعة كبيرة من التعاون والتنسيق خلال العامين الماضيين. ومن جانبه أشاد كازيني بتطور العلاقات إيجابيا بين البلدين، منوها إلي خصوصية تلك العلاقات والروابط الوثيقة التي تجمع بين الحضارتين المصرية والإيطالية عبر المتوسط، ومشيدا بالجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لاستعادة الأمن والاستقرار باعتبارها حجر الزاوية في منطقة الشرق الأوسط. كما هنأ رئيس لجنة العلاقات الخارجية الرئيس السيسي علي الاكتشاف الضخم لحقل الغاز الطبيعي في البحر المتوسط والذي تم الإعلان عنه مؤخراً، وقدم الشكر للرئيس السيسي علي قيام الحكومة المصرية بأعمال ترميم القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة في وقت قياسي، مشيدا بالتعاون القائم بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. وأعرب كازيني عن رغبة مجلس الشيوخ الإيطالي في تعزيز العلاقات البرلمانية مع مجلس النواب المصري الجديد بعد تشكيله، مشيرا إلي أهمية إنعاش العلاقات المصرية الإيطالية في شتي جوانبها، ولاسيما فيما يتعلق بقطاع السياحة وعودة التدفق السياحي الإيطالي إلي مصر لسابق عهده. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي نوه إلي أن اكتشاف حقل الغاز في البحر المتوسط يعد باكورة لاكتشافات أخري حيث تتعين مواصلة أعمال الكشف والتنقيب عن مصادر الطاقة، مشيدا بعمل شركة 'إيني' الإيطالية في مصر وجهودها الدؤوبة وأعمالها الناجحة. وأشار الرئيس السيسي إلي أن مصر سيكون لديها مجلس نواب جديد قبل نهاية العام الجاري لتختتم بذلك استحقاقات خارطة المستقبل، معربا عن ترحيب مصر بالتواصل والتعاون بين البرلمان الإيطالي ومجلس النواب المصري الجديد عقب تشكيله، مؤكدا علي أهمية البعد البرلماني والشعبي في العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين. وعلي صعيد مكافحة الإرهاب، استعرض الرئيس السيسي الجهود المصرية المبذولة لمكافحته ولاسيما في بعض مناطق سيناء، مشيرا إلي عملية 'حق الشهيد' التي تقوم بتنفيذها القوات المسلحة حالياً بنجاح لتطهير هذه المناطق من الإرهاب. وأكد الرئيس السيسي علي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي بأكمله من أجل مواجهة الإرهاب، ومحذرا من مغبة ظاهرة المقاتلين الأجانب وإمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح. ورداً علي استفسار رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي بشأن الرؤية المصرية لتسوية الأوضاع في ليبيا، أكد الرئيس السيسي علي أن مصر تقدر أهمية اتباع مسارين متوازيين علي الصعيدين السياسي والأمني، من خلال تأييد جهود مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون، وتأييد الحكومة الوطنية والبرلمان المنتخب الذي يتعين تمديد ولايته التي ستنتهي في أكتوبر القادم لحين إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، فضلا عن التحرك السريع لدعم الجيش الليبي الوطني ليقوم بدوره في مكافحة الإرهاب والحيلولة دون انتشاره وتفاقمه تفاديا لأي آثار سلبية علي دول الجوار الليبي ودول المتوسط بشكل عام. وفي الشأن السوري، أكد الرئيس السيسي علي أهمية الحل السياسي وذلك ليس دعما لأي طرف علي حساب الآخر، وإنما حفاظا علي كيان ومؤسسات الدولة السورية والحيلولة دون انهيارها. وشدد الرئيس السيسي علي أهمية إعادة إعمار سوريا عقب التوصل إلي تسوية سياسية للأزمة، بما يسهم في عودة واستقرار المواطنين السوريين في وطنهم. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس نوه إلي أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته إزاء اللاجئين، موضحا أن مصر تستضيف ما يناهز 5 ملايين لاجئ من الدول العربية والأفريقية يعيشون مع الشعب المصري ويحصلون علي ذات الخدمات التعليمية والصحية التي يحصل عليها المواطنون المصريون، وذلك علي الرغم من الأعباء الاقتصادية التي تتحملها الحكومة. وأعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي عن خالص تمنيات بلاده لمصر بكل الخير والتوفيق، وتحقيق التقدم والازدهار.