اهتمت صحف السعودية في افتتاحيتها اليوم بتطورات الأحداث في اليمن، وقضية الإرهاب وسبل مكافحته. فمن جانبها، وتحت عنوان 'المطلوب من جنيف.. استقرار اليمن'، تناولت صحيفة 'الوطن' المحادثات المرتقبة في جنيف بشأن اليمن والتي تم تأجيلها الي بعد غد الاثنين بحسب الاممالمتحدة، وقالت إن المطلوب من هذه المفاوضات هو عودة الأمن والاستقرار إلي اليمن ونهاية العبث بمقدرات الدولة والخضوع لسلطة الدولة اليمنية، فما يجمع عليه اليمنيون سيكون محط احترام من الجميع أما المراوغة والتملص من الاستحقاقات الدولية فلن تفيد في شيء سوي المزيد من إطالة عمر الأزمة. وأكدت أن موافقة الحكومة اليمنية علي الحوار في جنيف كانت علي أسس سياسية معينة أولها قرارات الأممالمتحدة وتحت مظلة المبادرة الخليجية التي أجمع عليها كل اليمنيين، وأضافت لكن الحوثيين استبعدوا أي شرط لكسب مساحة واسعة من المراوغة والكذب.. وبناء علي ذلك فإن بوصلة جنيف لا يمكن التنبؤ بنتائجها وسط استمرار حالة المماطلة والالتفاف علي المبادرات السياسية البناءة. في سياق متصل، وحول ما أعلنته الأممالمتحدة، بتأجيل المشاورات اليمنية - اليمنية التي كانت مقررة في جنيف غدا 'الأحد'، 24 ساعة أخري، بسبب ' ظروف غير متوقعة ' تتعلق بوصول أحد الوفود اليمنية إلي سويسرا، كشف مسؤولون يمنيون لصحيفة 'الشرق الأوسط'، في طبعتها السعودية أن سبب هذا التأجيل يعود إلي عراقيل تسبب فيها الوفد الحوثي في مطار صنعاء أمس. وقال مصدر مسؤول إن العشرات من الحوثيين وحلفائهم تجمعوا في مطار صنعاء الدولي، أثناء وصول الطائرة الخاصة التي أرسلتها الأممالمتحدة لنقل الوفد الخاص بهم إلي جنيف، مما أدي إلي تدافع عدد كبير منهم نحو الصعود للطائرة ذات الحجم الصغير، مشيرا إلي أن شروط حضور المشاورات تقضي بأن يكون عدد الوفد سبعة أشخاص ومعهم ثلاثة من المستشارين. وأوضحت مصادر أخري في الأممالمتحدة بنيويورك، أن جماعة الحوثيين تختلق عقبات لوجيستية صغيرة، مثل إصرارهم علي الإقامة في فندق غير الذي سيقيم به ممثلو الحكومة اليمنية، ومراوغتهم بخصوص أجندة الاجتماعات مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وإصرارهم علي ترتيب اللقاءات المنفصلة بحيث تبدأ اللقاءات معهم أولا قبل المشاورات مع الوفد الحكومي اليمني، إضافة إلي طرح مطالب كانوا تراجعوا عنها في محادثات سابقة. من جهة اخري، تناولت صحيفة 'الوطن' السعودية في افتتاحيتها قضية الإرهاب وسبل مكافحته، وانتقدت الدور الأمريكي وسياستها بالمنطقة، وقالت إن فاعلية الولاياتالمتحدة في محاربة تنظيم داعش عبر قوتها الضاربة في التحالف الدولي لا تبدو إيجابية، فالتنظيم الإرهابي يتقدم في سوريا ويسيطر علي مناطق إضافية مثل ما حدث في تدمر وما حولها، ويتقدم أيضا في العراق بدليل سيطرته علي الرمادي قبل أسابيع، وبالتالي فإن قاعدة 'التقدم' في محافظة الأنبار التي أُعلن عنها ربما لإنشائها مآرب أخري غير مواجهة 'داعش'، وأما مئات الجنود الإضافيين الذين وجه الرئيس الأميركي بنشرهم في العراق 'لتسريع وتيرة تدريب القوات العراقية'، فالأرجح أن لهم دورا آخر غير المعلن يظهر لاحقا. وأضافت 'ربما تكون الولاياتالمتحدة تخطط من أجل مصالحها، غير أن ذلك بكل الأحوال لا يجب أن يكون علي حساب استقرار البلاد الذي يقضي المنطق أن يأتي علي رأس الأولويات، فبغيابه تضيع المصالح، وهذا أيضا من مؤشرات تخبط السياسة الأميركية في المنطقة وعدم قدرتها علي تحقيق الأهداف التي تعلنها.