في حديث تاريخي أمام قيادات حزب البعث والمقاومة والقوات المسلحة العراقية، استعرض عزة ابراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي كل التطورات المحيطة بالعراق علي المستوي الدولي والإقليمي والعربي، كما تناول فيه أهم مواقف الحزب عن تلك التطورات. ومبشِّراً بسلامة التنظيم في القطرالعراقي، أكَّد أن القيادة أولت التنظيم الحزبي أولوية أولي وقامت ببنائه علي أسس تستجيب لمرحلة النضال السلبي الشديد الصعوبة. ومن أهم القضايا التي تناولها في حديثه، هي التالية: أشار في بداية اللقاء إلي الصعوبات الكبري التي يمر بها العراق، وأكَّد حقيقة التحالف الأميركي – الإيراني في العراق، الذي من أهم دلائله كان تسليم الإدارة الأميركية للعراق إلي العدو الفارسي وعملائه، الذين ارتكبوا أبشع المجازر بحق العراق والعراقيين. بعد الهزيمة الأميركية طرأت تحولات علي أسلوب عمل المقاومة وهو تغليب العمل السياسي علي العمل العسكري، وتم ذلك حسب مسارين، وهما: -مسار حرب التحرير الشعبية والكفاح المسلح. -والمسار الثاني وهو المسار السياسي للتقليل من إراقة دماء العراقيين، ولما سدت إيران وأذنابها كل أبواب العمل السياسي أمام الحزب، واستمرت في ممارسة الاجتثاث والإقصاء، وزادت من جرائم القتل والتهجير والتشريد للبعث ولحلفائه اضطرت القيادة للجوء إلي استخدام السلاح مرة ثانية. معركة تطهير النخيب من الفرس خطوة قادمة وكان من ضمن الجرائم الإيرانية القيام بعمليات تطهير مذهبي واستيلاء جغرافي تخدم مخططاتهم، وكان آخرها احتلال الفرس لمنطقة النخيب. وأكد الأمين العام أن هذه المنطقة لا تخضع لسلطة الدولة الإسلامية. وبيَّن أن أهدافها الحقيقية تتمثل بالآتي: فتح جبهة مع المملكة العربية السعودية. والتواصل مع جبهه سورية ولبنان بعد أن أغلقت في وجوههم المنافذ الشمالية. والهدف الأساسي هو التغيير الديموغرافي أي ابتلاع الأرض والمجتمع معاً. وطلب الرفيق الأمين العام من 'القيادات الثلاث أن تتهيأ وتستعد للدخول في معركة مباشرة مع هذه الميليشيات. وإذا لم ينسحبوا من النخيب أو يُطردوا فهي تمثل لهم الخطوة الأولي، وسوف يقدمون إلي مئات الخطوات المماثلة'. المهمات الراهنة المطلوبة من القيادات الثلاث، ومن أهمها: أولاً: الاهتمام بإعادة عسكرة البعثيين من جيل الشباب، وعن أسباب ذلك أوضح أن القوات المسلحة كانت ترفد المقاومة بكل الإمكانيات البشرية، ولكن 'توقف الرافد وبدأ التنظيم العسكري يشيخ ويتقلص'، ولذلك قررت القيادة 'فتح دورات لإعداد الضباط وفق المواصفات والشروط التي كانت تُطبق قبل الاحتلال'. كما قررت 'دورات لتخريج الكادر العسكري الوسطي الفني الذي يحتاجه الجيش'. وعن كل تلك الترتيبات أكد أن المرحلة 'تتميز بالسرية المطلقة فالكل غير معروفين لا قادتها ولا مقاتليها، حتي لبعض أعضاء القيادة العليا للجهاد والتحرير'. ووفق هذا المنهج أشار الرفيق الأمين العام إلي أن 'اللجان مستمرة في الانتخاب والتقييم والتمحيص لتشكيل المزيد من الفصائل الجديدة علي الأسس الجديدة طبعاً'. ثانياً: لائحة تنظيمية جديدة للقطرالعراقي تتناسب مع مرحلة العمل السري 'قامت القيادة القومية بتعليق النظام الداخلي بسبب ظروف حرب التحرير الشعبية وظروف الكفاح المسلح، فقمنا بعمل لائحة تنظيمية قبل ست سنوات'. 'والجديد فيها أنها تركز علي الالتزام الصارم بمسيرة الحزب وقرارات قياداته، وتركز علي السرية العميقة وتركز علي زمن التدرج الحزبي من مؤيد إلي نصير إلي رفيق إلي مستوي القيادة، كل هذه الفواصل الزمنية تم اختصارها لأننا في العراق اليوم عندنا اليوم الواحد يعادل سنة في مراحل النضال السري أو الإيجابي قبل الاحتلال...لأن المؤيد في الحزب اليوم مُعرض للاستشهاد في كل ساعة، '. طبيعة المرحلة في العراق تتمثل بسلطة الميليشيات الإيرانية: وصفها عزة ابراهيم علي الشكل التالي: 'إن عدونا الذين نقاتله اليوم هو قطعاً الفرس المجوس. وأما ظاهرة الدين، وظاهرة الطائفية، ما هي إلا أدوات لتحريك عواطف البسطاء'. واستطرد قائلاً: 'إن المسيطر والمهيمن.. علي العملية السياسية برمتها هي الميليشيات الصفوية...المرتبطة بإيران تُسلح وتُمول من قبل إيران، وتُوجه وتُقاد من قبل فيلق القدسالإيراني مباشرة.. وقد ألبسوا هذه المليشيات، لبوس الحشد الشعبي،.. بفتوي من السيستاني.. 'التي' كانت في الأساس لحساب ميليشيا بدر وميليشيا حزب الله ولميليشيا العصائب وميليشيا أبو الفضل العباس وميليشيا الخراساني. أكثر من ثلاثين ميليشيا وتنظيم'. ومن مهمات تلك الميليشيات أنهم يقتلون علي الهوية القومية وليس الطائفية، أي أنهم يقتلون كل من هو عربي حتي ولو كان من الموالين لهم، وهناك مثال ما حصل في مدينة الدور، هناك 'فجروا وحرقوا عشرات البيوت، شوارع كاملة ومنها بيوت لعملاء يعملون معهم'. ومن أجل هذه الحقيقة يقول الرفيق الأمين العام، ليس تمنياً، بل قال إنه يأمر كل مقاوم أو بعثي، بما يلي: 'لا تقولوا لأحد أنهم يذبحون السنة، بل مئات الآلاف من السنة الآن يخدمون معهم،.. وإنما يذبحون العراقيين الأصلاء سنة وشيعة كرد وتركمان مسيحيين ويزيديين'. إذا استشهد قيادي في الحزب فهناك المئات ينهضون من بعده: وعن الأنباء التي انتشرت عن مقتله قال: 'كل الذي فعلوه وطبلوا وزمروا له في قصة مفبركة وهو قتل شخص واحد.. يعلمون أن البعث.. لا يتوقف علي أحد يموت أو يستشهد، ولا علي قيادة تموت أو يستشهد أحد أعضائها أو كل أعضائها.. فإن سقط فارس من فرسانه نهض بعده ألف فارس وإن سقط قائد ينهض من بعده مئات القادة' حقيقة العلاقة بين الحزب وداعش وعن حقيقة العلاقة بين الحزب والدولة الإسلامية قال الأمين العام أنه بعد آخر خطاب له بعد مجيء الدولة الإسلامية إلي نينوي وصلاح الدين والتأميم.. حاولوا أن يصوروا هذا الخطاب بأنه تأييد للدولة الإسلامية ومبايعة لها'. وهنا أوضح ما يلي: 1-نحن لا نلتقي معها لا بالعقيدة ولا بالميدان. 2-تعتبر البعثيين كفاراً. 3-كشف عن أن تنظيم الدولة يعتقل ثلث قيادة قطرالعراق وعشرات الضباط البعثيين. 4-رغم هذا، وباستثناء جريمتها الكبري في قتل التلامذة الجنود في قاعدة سبايكر، فإن 'الدولة الإسلامية أشرف من الصفويين بمليون مرة'. لأنه إذا كانت الدولة قد قتلت الآلاف فإن الصفويين قتلوا الملايين. 5-أكد أنه لم يمتدح الدولة الإسلامية ولكنه امتدح المقاتلين، ومنهم مقاتلي الدولة الإسلامية ومقاتلي القاعدة. وأما السبب فلأن العراق كله يقع تحت هيمنة وسطوة الفرس، الذين يذبحون بالشعب العراقي ليل نهار. الحزب يرفض مشروع الأقاليم في العراق عن مزاعم أميركا عن نيتها بتسليم السلاح للعشائر، ومع عدم تصديقه تلك المزاعم، قال إنها إن تمت: 'فهي أول خطوة لأمريكا للتكفير عن ذرة من إجرامها بحق الشعب العراقي والأمة العربية'، ونفي أن تؤدي إلي تقسيم العراق، قائلاً: 'أي دولة تقوم بتسليحهم، أمريكا أو غيرها، للدفاع عن عرضهم وعن نسائهم وأموالهم، فهو مقبول ومطلوب لإيقاف الظلم والجور ولإيقاف المد الفارسي الصفوي في العراق'. وعن موقف الحزب من التقسيم، قال: 'لأننا حزب الوحدة،.. فكيف نقبل بالتقسيم؟'، و 'إن الفيدراليات والأقاليم هي طريق أكيد ومؤكد ومقصود للتقسيم، عدا موضوع كردستان لأنها قضية خاصة.. ولكن بإذن الله وبهمة المجاهدين وبهمة شعب العراق سنقف ضد التقسيم بقوة السلاح'. تحية إلي عاصفة الحزم علي أن تشمل تحرير العراق من الفرس وعن عاصفة الحزم، خاطب ابراهيم دول الخليج، قائلاً: 'أحيي عاصفة الحزم وأحيي قائد عاصفة الحزم الملك سلمان بن عبد العزيز رغم ان موقفهم جميعاً.. لا يساوي واحداً بالمئة مما نقدمه نحن للمملكة ولدول الخليج وللأمة في دورنا الجهادي في العراق. علي امتداد اثني عشر عاماً، نتصدي للمشروع الصفوي الذي.. يزحف نحوهم...وكان مطلوب أي 'عاصفة الحزم' قبل هذا الوقت.'. وشرح أسباب وقوف الحزب إلي جانبها، قائلاً: 'لأن دولة اليمن وثروات اليمن وجيش اليمن وسلاح جيش اليمن كله سقط في أحضان إيران'. ولكنه قال أيضاً: 'رغم تقديرنا العالي لعاصفة الحزم وتأييدنا المطلق لها، فإن معركة الأمة مع الفرس ليست في اليمن، معركة الأمة ضد الهيمنة الفارسية الصفوية،.. في العراق'. وقال إنه 'علي كل العرب وفي طليعتهم أطراف عاصفة الحزم أن يقوموا بعاصفة حزم أخري في العراق، '. وعن المشككين في مصداقية الأنظمة قال: 'رغم أننا لا نعول كثيراً علي الأنظمة الرسمية، لكن علينا أن نعترف.. أن الأنظمة الرسمية تملك جوهر قوة الأمة. فالثروة في يدها، جيوش الأمة في يدها، وسلاح الأمة في يدها، واقتصاد الأمة في يدها، شعب الأمة محكوم من قبلها. لذلك علينا.. أن ندفع باستمرار باتجاه استثمار طاقات الأمة من خلال أنظمتها.. وأن نؤجل كل نضالاتنا وكفاحاتنا ضد هذه الأنظمة إن وقفت ضد الاستعمار.. بشكل مباشر كما في حال عاصفة الحزم. وأدعو كل المناضلين في الأمة والمجاهدين في حزبنا وخارج حزبنا للوقوف إلي جانب عاصفة الحزم، وتشجيع أطرافها لإنجاز مهمتها.'. مواقف الحزب السياسية مُعلَنَة ويجب أن تكون واضحة لدي التنظيم الحزبي قال الأمين العام، مخاطباً البعثيين الذين يتساءلون دائماً عن مواقف الحزب السياسية: 'إن موقف الحزب أيها الرفاق واضح وتفصيلي في كل قضية من قضايا العمل السياسي. لكن مع الأسف الرفاق في الخارج لا يستحضرون هذه المواقف'. وأعطي أمثلة علي ذلك، التساؤل عن الموقف من داعش والعملية السياسية، وقال: موقفنا من داعش معروف بالتفصيل 'من خلال الخطب والبيانات ومن خلال المنهج الجهادي'. 'وموقفنا من العملية السياسية واضح ومفهوم. العملية السياسية عند البعث عملية استعمارية لخدمة أمريكا الغازي الأول ولخدمة إيران الغازي الثاني، وكل ما جاءت به باطل لأنها هي باطلة'. واستطرد موضحاً مفاهيم العمل السياسي في مواجهة العملية السياسية، قائلاً: 'العمل السياسي يتطلب التعامل مع العملية السياسية بمرونة،.. أما كنس العملية السياسية من خلال العمل السياسي أو تغييرها تغييراً جذرياً، فهذا هو الهدف من العمل السياسي داخل العملية السياسية،.. أي يهدف إلي مزيد من تعريتها،.. من الشرعيات الكاذبة التي أضفتها عليها أمريكاوإيران والمجتمع الدولي'. وأما الهدف من العمل مع أطراف العملية السياسية، سواء الذين نسميهم أصدقاء أو أعداء. فقال، إنه: 'لتقليل خطورة العملية السياسية وحكومتها العميلة علي الشعب العراقي. وثانياً لمناصرة بعض الخيرين الذين لا زالوا يحملون جزءًا من هموم الوطن'. وأما عن القرار الاستراتيجي، فقال: 'إننا لا نريد ولا يمكن علي الإطلاق أن نشترك في العملية السياسية، أو نشترك في الحكم مع عملاء، مع حكومة العملاء والخونة. إن الهدف هو في جملته إسقاط العملية السياسية وإسقاط الجانب الخطير والمؤذي منها.. وبالتالي لتبديلها أو إصلاحها إصلاحاً جذرياً، وذلك يأتي بتغيير الدستور وتغيير الانتخابات وإلي آخره من التغييرات الجذرية'.