اِستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلي بدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم الشارقة. وقدم له الرئيس قلادة الجمهورية، التي كان قد تم منحها له بموجب قرار جمهوري صادر في 29 ديسمبر 2013، تقديراً لمواقفه الداعمة لقطاع الثقافة في مصر وحرصه علي إنشاء دار جديدة للوثائق القومية بمنطقة الفسطاط. حضر اللقاء كل من المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، والدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة، ومن الجانب الإماراتي كل من الدكتور سلطان الجابر، وزير الدولة الإماراتي، والسفيرمحمد الظاهري، سفير دولة الإمارات بالقاهرة، وأحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن سمو حاكم الشارقة نقل للرئيس تحيات وتقدير كل من سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم أبو ظبي، وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، وسمو الشيخ محمد بن زايد نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة وولي عهد أبو ظبي، مشيداً بدور مصر الرائد في الدفاع عن القضايا العربية، وبمواقف القيادة السياسية المصرية المشرفة وسياستها الحكيمة علي الصعيدين الداخلي والدولي. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس طلب من سمو حاكم الشارقة نقل تحياته وتقديره للقيادات الإماراتية، مشيداً بالمواقف الأخوية لدولة الإمارات العربية المتحدة المساندة لمصر وللإرادة الحرة لشعبها، مؤكداً أن الشعب المصري لن ينسي المواقف المشرفة لدولة الإمارات والداعمة للاقتصاد المصري عبر المساهمة الفاعلة في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر. ووجَّه الرئيس، الشكر لسمو حاكم الشارقة علي مبادرته المُقدرة بإنشاء دار جديدة للوثائق القومية والتي تعد نقطة مضيئة تُضاف إلي سجل حافل بالتعاون الناجح بين مصر ودولة الإمارات الشقيقية، كما تعكس حرص دولة الامارات علي تطوير علاقاتها مع مصر في شتي المجالات، ومن بينها قطاع الثقافة بالنظر لأهميته المضاعفة التي يكتسبها في المرحلة الراهنة. وذكر الرئيس أن دار الوثائق القومية تعد صرحاً من صروح الثقافة وحفظ التراث الوثائقي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وذاكرةً حية ليس فقط بالنسبة لمصر ولكن أيضا لبعض دول المنطقة العربية، فضلاً عن دورها في تطوير عملية ترميم الوثائق وحفظها. وذكر السفير علاء يوسف، أنه تم خلال اللقاء استعراض مختلف جوانب وسبل إثراء التعاون الثقافي بين مصر والإمارات، لاسيما فيما يتعلق باستغلال وتطوير قصور الثقافة، واستخدامها لتوجيه طاقات الشباب واستكشاف ورعاية الموهوبين منهم ليبدعوا في مختلف مجالات الأدب والفكر، وليساهموا بأقلامهم في صياغة الواقع الثقافي العربي. كما تم خلال اللقاء التأكيد علي أهمية اللامركزية والعمل علي نشر الثقافة والتنوير في مختلف المحافظات المصرية، ولاسيما في المناطق النائية والأولي بالرعاية، والسعي نحو نشر الثقافة الرقمية، وإعادة طبع ونشر المؤلفات الثقافية التراثية. كما شهد اللقاء تأكيداً علي أهمية تصويب الخطاب الديني ونشر القيم السمحة للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله، وتعاليمه التي تحض علي الرحمة والتسامح وتحث علي التعارف وقبول الآخر. وفي هذا الصدد، ذكر يوسف، أن الرئيس أكد علي أهمية تصويب الخطاب الديني ليس فقط لمكافحة الإرهاب، ولكن أيضاً لتنقية الإسلام من أية أفكار مغلوطة تُنسب إليه، مشيداً بدور الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء المتخصصين ومساهمتهم القيمة في عملية تصويب الخطاب الديني، التي تعد عملية مستمرة تتعين مواصلتها بدأب وبوتيرة أسرع تتواكب مع التغيرات المتلاحقة في عالم اليوم.