قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، امس الثلاثاء، إن مقاتلي جماعته سيقومون بعملية ضد جبهة النصرة في منطقة القلمون الجبلية داخل سوريا علي طول الحدود اللبنانية. لكن نصر الله لم يشأ الإعلان عن موعد العملية في منطقة القلمون التي تمتد علي طول الحدود السورية الغربية مع لبنان قائلا 'نحن لن نصدر بيانا رسميا والعملية عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها وستفرض نفسها علي وسائل الإعلام وحينئذ سيعرف الجميع أن هذه العملية قد بدأت.' وأضاف نصر الله في خطاب أذيع علي شاشة تلفزيون المنار التابع لحزب الله 'الذهاب لمعالجة الوضع في القلمون محسوم لكن التوقيت والطريقة والمكان والأهداف لن نعلنها رسميا.. أما ما هو هدفها ما هي حدودها مكانها وزمانها لن نعلن عنه.' وكانت وسائل الإعلام المحلية والمعارضة السورية قد أكثروا من التكهنات خلال الأيام الماضية عن أن الهجوم قد يبدأ في غضون أيام. وحذر بعض المسؤولين اللبنانيين من أن أي هجوم مرتقب لحزب الله من شأنه أن يؤدي إلي إثارة المزيد من التوتر في لبنان الذي عاني الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990. كما أن الهجوم من شأنه أيضا أن يعرض للخطر حياة الجنود اللبنانيين من الجيش وقوي الأمن الداخلي الذين وقعوا أسري في أيدي مسلحين من تنظيمي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة. وكان حزب الله الحليف القوي للرئيس السوري بشار الأسد قد أرسل مئات المقاتلين لمساندة الجيش السوري في الحرب التي تدور منذ أربع سنوات. وفقد الحزب العشرات من المقاتلين من بينهم عدد من القادة في المعارك في سوريا. وامتد الصراع في سوريا إلي لبنان مرات عدة في السنوات الماضية خصوصا مع التفجيرات في بيروت والقتال في مدينة طرابلس في شمال لبنان والهجمات الصاروخية علي بلدات في وادي البقاع القريبة من الحدود. والثلاثاء اشتبك مقاتلون من حزب الله مع مسلحين من تنظيم جبهة النصرة في شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا. وذكرت مصادر ل'سكاي نيوز عربية'، الثلاثاء، أن قياديين من جماعة حزب الله اللبنانية قتلا في معارك اندلعت مع المعارضة السورية المسلحة في منطقة القلمون علي الحدود وفي بلدة جرود عرسال الورد. وقال نصر الله 'في موضوع السلسلة الشرقية وفي موضوع القلمون نحن لا نتحدث عن تهديد مفترض إنما نتحدث عن عدوان فعلي.. هذه المسألة بحاجة إلي معالجة جذرية.' ولم يصدر أي رد فعل فوري من جبهة النصرة التي شنت في الآونة الأخيرة هجوما في شمال غرب سوريا وسيطرت هذا الشهر علي مدينة إدلب السورية لأول مرة خلال الصراع المستمر منذ أربع سنوات. وقال نصر الله 'نحن كنا علي اطلاع علي نوايا الجماعات المسلحة التي كانت تحضر لاعتداءات بعد ذوبان الثلج.' ولكن نصر الله قال إن نكسات الجيش السوري في الآونة الأخيرة بما في ذلك في إدلب لا تعني أن الجيش السوري قد خسر المعركة.