قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن مؤتمر المانحين الثالث لدعم الشعب السوري، جمع نحو 3.8 مليارات دولار، تعهدت الدول المشاركة في المؤتمر بتقديمها لمساعدة السوريين الذين يعانون أوضاعاً إنسانية قاسية. وقال كي مون، خلال المؤتمر الذي عقد اليوم، الثلاثاء، في العاصمة الكويتية، بحضور نحو 78 دولة، إن 5 ملايين نازح سوري عالقون من غير مساعدات في مناطق يصعب الوصول إليها، داخل سورية، وإن ملايين الأطفال السوريين خارج المدارس، وحوالي 4 ملايين شخص لجأوا إلي الدول المجاورة، ونصف السكان أُرغموا علي مغادرة منازلهم، مضيفا 'أشعر بالعار والغضب الشديد والإحباط تجاه عجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب في سورية'. وخلال افتتاحه المؤتمر، قال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إن بلاده ستساهم بنحو 500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الإنساني للشعب السوري، آملا وضع هذه المأساة أمام أعين الجميع والعمل علي تضميد جراح هذا الشعب الذي عاني الكثير. وأضاف الصباح أن 'المؤتمرين الأول والثاني حققا نجاحاً كبيراً بفضل مساهماتكم التي سجلت نسبة عالية جداً في المؤتمر الثاني، تجاوزت 90 في المائة، وهو ما ساهم في تأمين التعهدات المطلوبة لمناشدات الأممالمتحدة حينها، وكلنا أمل في أن يسجل مؤتمركم هذا الاستجابة السخية لمواجهة الاحتياجات الملحة للأشقاء'. وأعلن الاتحاد الأوروبي عن تعهده بمساعدة السوريين بنصف مليار يورو، وأعلن عدد من الدول الأوروبية التزامه بتقديم مساعدات للشعب السوري، فقد تعهدت بريطانيا بدفع 150 مليون دولار، والسويد 40 مليون دولار، ولوكسمبورغ 6 ملايين دولار، والنرويج 95 مليون دولار، والدنمارك 36 مليون دولار، وهولندا 35 مليون يورو. وأعلنت السفيرة الأميركية لدي الأممالمتحدة أن بلادها تتعهد بتقديم 507 ملايين دولار، لمواجهة الأزمة الإنسانية السورية. وقالت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الإماراتية، الشيخة لبني القاسمي، إن الإمارات تتعهد بتقديم مائة مليون دولار لمساعدة السوريين. وقال وزير المالية السعودي، إبراهيم عساف، إن السعودية ستقدم 60 مليون دولار، لمساعدة السوريين. وفي كلمته أمام المؤتمر، اقترح وزير خارجية قطر تأسيس صندوق لدعم تعليم الأطفال السوريين، وتوفير نظام تعليم وبناء مدارس داخل مخيمات اللجوء. وعرضت دول الجوار السوري أوضاعها في ظل تزايد أعداد اللاجئين السوريين في أراضيها عن قدراتها. وقدّم رئيس مجلس الوزراء اللبناني، تمام سلام، خلال المؤتمر، خطة عمل تفوق قيمتُها مليار دولار، تتضمَّنُ قائمةَ برامج تنمية تشمل المياه والصرف الصحيّ، والنفايات الصلبة والزراعة، والطاقة والنقل والصحة والتربية في لبنان. وقال سلام إن 'الثمن الذي يدفعه لبنان في استضافة النازحين السوريين، يتخطي قدرته علي التحمُّل، مع نزوح مليون ونصف مليون سوري'، معلناً عن حاجة لبنان 'إلي مساعدات مالية تحدث نمواً ملحوظاً ومستداماً للاقتصاد اللبناني المُنهك'. وأشار إلي أن 'معاناة لبنان أساساً من هشاشة في بنيته التحتيّة، وضعف في أوضاعه الاقتصادية، ويواجه تحدّيات سياسية وأمنية'، لافتاً إلي ما وصفها ب 'النتيجة الأخطر للنزوح والمتمثلة في الوضع الأمني. وقد شهدنا تسلّل مسلّحين إرهابيين إلي لبنان وتمركزهم في بؤرٍ علي الأراضي اللبنانية، وفي بعض تجمعات اللاجئين'. كما اعتبر المسؤول اللبناني أن 'الإجراءات التي نفّذتها الحكومة لتخفيف النزوح الجديد إلي الأراضي اللبنانية، لا تشكل حلاً جذرياً للمشكلة'، داعياً 'الأسرة الدولية إلي 'الإسهام في مهمّة صون السلم الإقليمي، عبر منع مشكلة النازحين من التحوّل الي مأساة أمنيّة وديموغرافية'. وقال رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، في المؤتمر الدولي للمانحين الذي تستضيفه الكويت لدعم الوضع الإنساني في سورية، إن الأردن يحتاج إلي ثلاثة مليارات دولار لتلبية احتياجات السوريين في الأردن. وقال 'أودّ أن أعلن من علي هذا المنبر أن الأردن قد استنفد موارده إلي الحد الأقصي، واستهلكت بنيته التحتية وتراجعت خدماته وتأثرت إنجازاته، ولم يعد قادراً علي تقديم ما اعتاده لمواطنيه'. وأضاف النسور: 'لقد تلقي بلدي، حكومة ومنظمات غير حكومية، دعماً خارجياً خلال 2014 نحو 854 مليون دولار، وهذا يشكل 38 في المائة من مجموع المتطلبات المالية التي تم تقديرها من قبل منظمات الأممالمتحدة، والتي قدرت بنحو 2.28 مليار دولار'. وقالت مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، هيلين كلارك، إن تركيا وفرت الحماية لنحو 1.5 مليون لاجئ سوري، وتوفر الخدمات الأساسية لهم وتتكبد تكاليف تصل إلي 5 مليارات دولار منذ بداية الأزمة. وفي تصريحات لها علي هامش المؤتمر، قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان، إن منظمة الصحة العالمية تحتاج حالياً إلي 160 مليون دولار من المانحين، لدعم الوضع الصحي في سورية. وأضافت أن المنظمة استلمت 40 مليون دولار، مما ساهم بشكل مباشر في أعمال تشمل 14 مليون علاج للأشخاص ولقاح ضد شلل الأطفال ل 2.9 مليون طفل. وأوضحت أن هذه الأموال تساهم في إنشاء مراصد الأوبئة، لافتة إلي أن هناك ما يزيد عن 650 مرصداً لرصد الأوبئة في أماكن عديدة بسورية، متمنية أن تستمر المنح من الدول لتخطي هذه الأزمة المأساوية التي يعاني منها الشعب السوري.