قال سيرجي كيربيتشينكو، السفير الروسي في مصر، بحواره ببرنامج 'مصر العرب'، الذي يقدمه الإعلامي محمد عبد الرحمن، عبر فضائية 'سي بي سي إكسترا'، إن مصر دولة أكبر من أن تكون مجرد وسيلة في أي لعبة سياسية عالمية، مشددا علي أنها ركيزة من ركائز المنطقة، وتنشئ ميزان معين في المنطقة العربية. وأكد كيربيتشينكو أن أي دولة تضع مصر كوسيلة في لعبة مخطئة، وأن روسيا تتعامل مع مصر كشريك مهم في المنطقة والعالم، مدللا بقوله إن روسيا تحاول جعل مصر شريكة لها علي مدي سنين. وأوضح أن روسيا لا تشعر بنفسها كدور بديل لمصر، لانهم يعرفون أن لدي مصر قيادة وشعبا نوايا صادقة تجاه موسكو، مشيرا إلي أن متطلبات مصر هي التنمية وإعادة الإعتبار لدورها الإقليمي والعالمي، ولذلك شعرت القاهرة أنهم لحاجة إلي سند قوي، وممكن أن يجدوه في روسيا. وتصور السفير الروسي في مصر أن خيار القيادة المصرية والشعب سليم وله مستقبل، قائلا :'لا أتوقع أن التاريخ سيكرر نفسه، لأن تكرار طبق الأصل غير وارد في السياسة العالمية، خاصة وأن هناك عبر وخيارات غير مثالية لمصر، وجاءت بنتائج متفاوتة ومتناقضة أحيانا'. وتابع أن خيار مصر الآن هو وجود علاقة قوية مع أكثر من قطب عالمي، وهذا إختيار سليم. وحول الموقف الروسي من نظام بشار الأسد في سوريا، قال :'صراحة.. لم نكن واقفين مع النظام كنظام، بل كنا نسعي دائما منذ بداية الأزمة إلي حماية سوريا قدر الإمكان من الحرب والنظام المسلح والإرهاب، وهو كان الدافع الرئيسي، ونحن كنا نقف ونسعي إلي الحل، لأننا كنا نري في الحل السياسي المخرج الوحيد للوضع، وأمر النظام تركناه لشعب سوريا، وإتفقنا علي وجود مرحلة إنتقالية، وتسوية سياسية بمشاركة النظام والمعارضة، ونحن نتصور ان هذه طريقة سليمة، ولم نقل إن النظام هناك لابد وأن يكون أبديا'. واستطرد :'روسيا لا تزال دولة مانحة علي الساحة الدولية، ونمنح التسهيلات عند إقامة مشروعات تنموية، كما أننا مهتمين بالتنمية الاقتصادية في مصر، وسنشارك بوفد رفيع المستوي بمؤتمر شرم الشيخ الإقتصادي'. ولفت السفير الروسي بالقاهرة إلي أن :'تمويل المحطات النووية في مصر مازالت محل نقاش بين الدولتين، كما أن مقاييس الجودة وضماناتها أصبحت أمرا حيويا لروسيا والعالم أجمع، ولهذا فروسيا ومصر شريكتان لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل'. وأكد أن هناك شفافية في العلاقات المصرية الروسية، وأن موسكو مستعدة لتقديم تسهيلات لازمة للإقتصاد المصري، وأنها لا تنتظر ربحا سريعا، مشيرا إلي أن تخوف البعض من سلوكيات رجال الأعمال الروس غير صحيحة، وأن هناك نهوض العرب أصبح ضرورة، وأن مفاتيح هذا مع العرب بالفعل. وفي الشأن الروسي الداخلي، تحدث :'الشعب الروسي يعبر عن رأيه بحرية، والدولة تتقبل النقد، كما أن شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتخطي 70%، وأحب أن أشدد علي أن أرض اوكرانيا روسية ولم نقم بالإستيلاء علي أراضي جيراننا، والاتهامات التي تقول إننا دخلنا أرضها جميعها بلا أدلة ملموسة، وأوكرانيا لن تكون سببا في قيام الحرب العالمية الثالثة، ونحن نريد نظاما بلا قطب واحد، بل متعدد الأقطاب'.