تحت رعاية السفير إيهاب بدوي سفير مصر بفرنسا و بتنظيم عالي المستوي من جانب المكتب الثقافي برئاسة المستشارة الثقافية الدكتورة أمل الصبان بالتعاون مع المجمع العلمي الفرنسي و صحيفة لوموند الفرنسية تبدأ في باريس غدا الخميس الموافق 5 مارس أعمال أكبر ندوة علمية بعنوان ' مصر تعالج مظاهر التعاون المصري الفرنسي في الماضي و الحاضر' و تستشرف مستقبله مع التطور الكبير الذي شهدته العلاقات المصرية الفرنسية مؤخراً، وستستمر الندوة حتي يوم الجمعة 6 مارس، و تنقسم أعمال الندوة التي يفتتح أعمالها في مؤسسة سنجر بولينياك الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة و تبدأ أعمالها صباح يوم 5 مارس بندوة حول موضوع قناة السويس يلقي فيها الفريق مميش رئيس هيئة قناة السويس محاضرة حول مشروع قناة السويس الجديدة كما يلقي فيها - للجانب التاريخي - أرنو راميير دي فورتانييه رئيس الجمعية الفرنسية لأصدقاء قناة السويس و د.فتحي صالح مستشار رئيس الوزراء للحفاظ علي تراث القاهرة الخديوية محاضرة عن تاريخ قناة السويس، و يخصص الجزء الثاني من الندوات لمكتبة الإسكندرية بين الأمس و اليوم و يتحدث فيها كل من د.إسماعيل سراج الدين و جيرالد جرينبرج رئيس جمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية عن نهضة مكتبة الإسكندرية و عن وضعها كعامل تطور للمستقبل الثقافي في مصر. كما يتحدث بول جوكوفسكي الأستاذ بجامعة نانسي عن قصة حريق مكتبة الإسكندرية من خلال الوثائق و الأرشيفات، ثم يخصص اليوم الثاني للندوات للمجمع العلمي المصري بين الأمس و اليوم يتحدث فيه العالم الفرنسي الكبير إيف ليسوس المفتش العام للمكتبات في فرنسا و صاحب المؤلفات الكثيرة عن علماء الحملة الفرنسية و سيرة حياة العالم الفرنسي جومار الذي كان أستاذاً للبعثة المصرية الأولي التي أرسلها محمد علي إلي فرنسا و كان من بين أعضاء هذه البعثة رفاعة الطهطاوي. كما يتحدث فيها الكاتب الصحفي الفرنسي روبير سوليه عن بونابرت و الإسلام، و يتحدث مجدداً د.إسماعيل سراج الدين عن المجمع العلمي المصري في محاضرة بعنوان ' المجمع العلمي, مغامرة في ثلاثة مشاهد ' و يليه د.أحمد يوسف الكاتب الصحفي و عضو المجمع العلمي المصري عن موضوع ' وصية نابليون بونابرت إلي الجنرال كليبر خليفته الجنرال كليبر في مصر ' و هي محاضرة تأتي في سياق ترجمته للأوامر العسكرية الكاملة لنابليون بونابرت في مصر و التي ستصدر لأول مرة بالعربية في مطبوعات المجمع العلمي المصري، و تخصص الجلسة الرابعة و الأخيرة للعلاقات الفرنسية المصرية في الاطار الاورومتوسطي حيث يتناول السيد جابريال دي بروي رئيس أكادمية فرنسا عن الكنوز المصرية في مكتبة اكاديمية فرنسا، و يتحدث جيلبير سينوية عن العلاقات بين فرنسا و مصر في عهد محمد علي. و يقدم السيد جورج هنري سوتو عضو أكاديمية العلوم المعنوية و السياسية مداخلة حول رؤية الفرنسيين للعلاقات الاورومتوسطية ثم يتحدث شارل سان برو مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية عن العلاقة المصرية الفرنسية و السياسة العربية لفرنسا. و يتناول السيد تيري رامبو أستاذ الحقوق بجامعة باريس دي كارت المقارنة المثمرة بين القانون المصري والفرنسي. و أخيرا يتحدث جان أيف دي كارا الأستاذ بجامعة باريس دي كارت عن مصر و فرنسا و العلاقات بين ضفتي المتوسط و يتواكب مع هذا تنظيم المكتب الثقافي بالتعاون مع جريدة لوموند لندوة عن مصر المعاصرة عصر غدا الخميس 5 مارس يتحدث فيها أيضاً كل من د.إسماعيل سراج الدين عن مواجهة الإرهاب بالثقافة و هي محاضرة ينتظرها الكثير في باريس نظراً لأنها تتناول التطورات السياسية الأخيرة في مصر و العالم و الخاصة بموضوع الإرهاب كما يتحدث د.أحمد يوسف عن رؤية الكاتب و الشاعر الفرنسي الراحل جان كوكتو للمصريين من خلال كتابه ' معلش ' الذي كان قد صدر عام 1950 و أثار ضجة كبيرة عند صدوره. جدير بالذكر أن د.أحمد يوسف هو صاحب الكتاب الشهير عن علاقة كوكتو بالشرق في كتابه ' كوكتو المصري ' و الذي كان قد صدر في دار نشر لوروشيه الباريسية عام 2001.كما يتحدث الكاتب روبير سوليه عن الثورة المصرية. يري المراقبون في العاصمة الفرنسية أن ندوة بهذا الحجم و التنوع في تناول الأوجه المختلفة عبر الزمان و المكان لعلاقات المصرية و الفرنسية تأتي كنتيجة طبيعية للتطور النوعي في العلاقات المصرية الفرنسية منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلي فرنسا و منذ التوقيع علي صفقة بيع الطائرات رافال لمصر. و ربما يأتي هذا تعزيزاً لمقولة الكاتب الفرنسي الأشهر أندريه مالرو : ' إن الثقافة هي المجاز الطبيعي للسياسة '. قد يكون هذا الجهد الكبير الذي بذله المكتب الثقافي المصري لتنظيم و حشد هذا الجمع من العلماء من البلدين بداية طيبة تنم عن فهم عميق للمسئولين عن الثقافة المصرية في باريس لضرورة مواكبة الأحداث و إتخاذ المبادرة و الطموح في إطار الزمان و المكان و هو طموح يوازيه إختيار موفق للشخصيات و العلماء الذين سيدلون بدلوهم خلال هذين اليومين المرتقبين في عاصمة النور.