عبد الملك الحوثي رئيس حركة أنصار الله باليمن تلك الحركة ذات المد الشيعي الإيراني والمنتمي للمذهب الزيدي أو ما يسمي بالإثني عشري يجعل من الثورة الإيرانية المثل الأعلي وعلي رأسها مؤسسها الخميني وكذلك يجعل من حسن نصر الله وحزب الله في لبنان قدوة له في حركته التي استولت علي العاصمة صنعاء منذ سبتمبر الماضي واستيلائه علي الكثير من المحافظات اليمنية واقتراب سيطرته علي اليمن بأكملها بعد حصاره للقصر الرئاسي وإجبار الرئيس عبد ربه منصور هادي علي الاستقالة مع حكومته ثم إقامته بشكل جبري في أحد القصور بصنعاء حتي كادت الدولة كلها أن تكون في قبضة الحوثيين وميلشياتهم المنتشرة في الكثير من المحافظات الشمالية والتي تتخذ من صعده مقرا لها، والملفت أن عبد الملك الحوثي يقلد حسن نصر الله في كل الأمور ويسعي إلي الإمامة من خلال خطاباته الرنانة واختيار الجمل والكلمات والإشارات ورفع الإصبع تماما كما يفعل حسن نصر الله رغم الفارق بين الاثنين بسبب ثقافة حسن نصر الله الدينية والسياسية وتمكنه من الخطابة والتأثير باللغة العربية، كما اتخذ عبد الملك الحوثي اسم أنصار الله لحركته الحوثية علي غرار اسم حزب الله في لبنان ومتقمصا شخصية حسن نصر الله وتلاعبه بالخطاب الموجه إلي الطبقات الشعبية من خلال توجيه التوعد لإسرائيل وأمريكا واللعب بمشاعر المسلمين بقضايا دينية كقضية فلسطين والموضوعات الدينية المتعلقة بالفساد وغيرها من المواد الفقهية، وبالفعل فإن الحركة التي حققت تقدما بعد أحداث الثورة اليمنية وأصبحت قادرة علي الظهور والنفوذ بمساعدة إيرانية ومساعدة من حزب الله ومن مساعدة الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تصالح مع الحوثيين وبدأ في خلخلة المبادرة الخليجية التي استطاعت أن تنقل السلطة في اليمن بشكل سلمي وآلت إلي الرئيس منصور هادي الذي كان قد شكل حكومته وسعي لإرجاع الأمن والاستقرار باليمن لولا قوة ونفوذ الميلشيات الحوثية المسلحة التي تمكنت مؤخرا من الانقلاب علي الشرعية والسيطرة علي مؤسسات الدولة والقضاء علي نفوذ القبائل القوية، والسيطرة علي الجيش والمؤسسات السيادية باليمن واقترابها من حكم اليمن المطلق لصالح الحوثيين لولا فرار الرئيس هادي إلي عدن وقلبه الطاولة علي رأس الحوثيين وعلي مؤتمر المصالحة الذي كانت ترعاه الأممالمتحدة برئاسة مندوبها جمال عمر مما غير من موازين القوي باليمن لصالح الرئيس منصور وانضمام الكثير من المحافظات اليمنية بالجنوب والشمال انطلاقا من محافظة عدن التي يرجح أن تصبح العاصمة التي تدار منها الأحداث في الفترة المقبلة كبديل عن العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون الذين يتوعدون الرئيس منصور وحكومته إلي المحاكمة بتهمة الخيانة العظمي بعد تراجعه عن الاستقالة التي كان قد أجبر عليها سابقا وهو الأمر والحدث السياسي الكبير الذي أعاد الشرعية مرة أخري لليمن وأعاد السلطة من الحوثيين وبما يرضي المجتمع الدولي ومجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية.