أكد الرئيس محمود عباس، أن 'من حقنا الانضمام إلي المحكمة الجنائية الدولية، وليس من حقهم منع الأموال، وأبلغنا أنها ستحجز للشهر الثالث علي التوالي، لا يمكن أن نساوم ونقول سنتراجع عن الانضمام للمحكمة مقابل منحنا الأموال، ولدينا إجماع وطني يرفض هذه المساومة، فحقنا لا يمكن أن نتنازل عنه'. وقال الرئيس خلال حفل افتتاح المقر الجديد للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، في مدينة رام الله، اليوم الأربعاء، : 'لدينا خطوات أخري وسنعرضها علي المجلس المركزي في اجتماعه المقرر أواخر الشهر الجاري، لكن أن يبقي الحال علي ما هو عليه فهذا لا يمكن، سنذهب لكل مكان يمكننا الذهاب إليه والانضمام إليه'. وأضاف 'البعض يقول نحن ملتزمون في المفاوضات، مفاوضات من أجل المفاوضات، نحن التزمنا بالمفاوضات السلمية، وإذا أردنا أن نقاوم فنحن نلتزم بالمقاومة السلمية وكسبنا العالم، كان هذا هو الطريق الذي أجمعنا علي أن نسير فيه، ونعرف أن الطرف الآخر ليس سهلا أن يقتنع بضرورة السلام ولكن علينا أن نستمر في هذه السياسة لان الخيارات تكاد تكون معدومة'. وتابع:كل خطوة نخطوها كان كل شخص مسؤول عندنا أو في العالم العربي أو أمريكا أو أوروبا وإسرائيل يعرف أين نذهب، فنحن نريد المفاوضات، ولكن إذا لم يحصل نريد أن نذهب للمؤسسات الدولية، وربما كان أحد الأسباب لنذهب لمجلس الأمن في عام 2011 ونُفشل، ثم نذهب في عام 2012 ونحصل علي صفة دولة مراقب، وهناك فرق بين دولة مراقب أو منظمة، لأنها فتحت أمامنا أبوابا كثيرة ومنها المنظمات الدولية، فنحن شعب مظلوم. وقال 'المفاوضات لها راع هي أميركا وهي قادرة علي قول كلمة الحق، وعندما لم تقلها فإن هناك الأممالمتحدة لتقول هذه الكلمة، ثم كان نهاية العام الماضي وقلنا إذا لم يحصل شيء وإذا لم نحصل علي قرار من مجلس الأمن، يضع الأرضية الخاصة للمفاوضات وقضية الحدود فلا بأس، وعلي بركة الله ذهبنا لمجلس الأمن، وقالوا إذا حصلتم علي 9 أصوات في المجلس سنستخدم الفيتو، ولكن في آخر لحظة لم نحصل علي تلك الأصوات التسعة، حيث انسحبت إحدي الدول في آخر الطريق لأسباب فنية معنوية 'بطلت'، فماذا نفعل، كانت الخطوة التي تلي ذلك هي أن نذهب لمحكمة الجنايات الدولية، لأنه طالما لم ينصفنا الراعي الأميركي ولم نتمكن من الوصول لقرار في مجلس الأمن، فهناك محكمة الجنايات الدولية التي يمكن أن تنصفنا، ولكن واجهونا بسؤال لماذا؟ فلا يجوز أن تذهبوا إليها. قلنا إلي أين نذهب، فنحن نريد حلا، فكانت هذه جريمة من وجهة نظرهم أدت لعمل بلطجي، وهو منع الأموال التي يجمعونها باسمنا ويأخذون عليها نسبة بمقدار 3%'. وأضاف الرئيس 'نريد إعلاما موضوعيا عقلانيا حرا، يوصل الرسالة الفلسطينية إلي كل العالم دون أن نؤذي أحدا أو نعتدي علي حرية أحد'. وأكد 'نحتاج في هذه المرحلة الصعبة إلي الدقة كي لا نذهب بشعبنا إلي الهلاك، نريد أن نذهب به إلي النصر والاستقلال، وهذه مهمة علي عاتق الساسة وصناع القرار، والإعلام الذكي الذي يستطيع أن يوصل الرسالة إلي كل مكان'. وقال: 'من المهم جدا أن يشاهد كل فلسطيني يعيش في استراليا وكندا وإفريقيا تلفزيون فلسطين، لكن الأهم أن يسمع ويري إعلاما مفيدا وعقلانيا، إعلاما حرا يقول ما يريد بحدود الحرية والسير بالخط الوطني دون الاعتداء علي حقوق أحد'. وأضاف: المطلوب أن يكون لدينا إعلام يتناول قضيتنا الوطنية والقومية، ويجب أن نتناول القضايا القومية بشكل موضوعي، وهدفنا الأساس هو المصلحة القومية، بهذه الطريقة يكون لدينا إعلام 'سلطة رابعة'، بالتعاون مع السلطات الثلاث الأخري، يفعل الصحيح ويوصل المعلومة الصحيحة والدقيقة دون أن يعتدي علي حرية أحد. وتطرق الرئيس إلي نشأة الإعلام الفلسطيني، وقال: كان العاملون في تلك الفترة أبطالا واستشهد كثير منهم، نستذكر منهم اليوم: ماجد أبو شرار، رجل الإعلام، وكمال ناصر رجل الإعلام الأول في المنظمة، وغسان كنفاني، وهاني جوهرية الذي قتل في المعركة وهو مصور تلفزيوني، وكمال عدوان، صاحب الأفكار، أو معمل الأفكار والعقل اللامع المبهر، وسليمان أبو جاموس مدير عام وكالة 'وفا' سابقا، وجورج عسل، وميشيل النمري، ومطيع إبراهيم، وعمر مختار، وخالد العراقي، وخليل الزبن، وآخرون. وقال: 'هؤلاء الأبطال جميعا الذين لا يمكن أن ننساهم ويجب أن نتبع خطواتهم، لأن الإعلام يستطيع أن يترجم القرار السياسي، وكيف يتعامل ويجعل الجماهير تتعامل مع القرار السياسي'. وأعلن الرئيس عباس، خلال جولته في المبني الجديد لهيئة الإذاعة والتلفزيون عن إطلاق قناة فلسطين 48 التي ستكون مختصة بأخبار الفلسطينيين في أراضي ال48، كما أعلن إطلاق العمل في قناة فلسطين الإخبارية المتخصصة. وتجول الرئيس في عدد من قاعات المبني وأعلن عن بدء العمل رسميا في إذاعة صوت فلسطين بحلتها الجديدة والمجهزة بأحدث التقنيات المطلوبة للرقي بعملها. وقال الرئيس خلال تجوله في غرف الإذاعة: 'هذا اليوم مهم جدا في حياة الإعلام والتلفزيون والإذاعة، نتمناه أن يكون دفعة للأمام لتحقيق مزيد من النجاح، نتمني دائما لكم النجاح والانتشار في كل مكان في داخل فلسطين وخارجها، وأن تقدموا الكلمة الطيبة النافعة لجماهير فلسطين والعالم العربي'. واستمع الرئيس إلي شرح مفصل من المهندسين والمسؤولين في المبني عن آليات العمل فيه، والتقنيات الحديثة المستخدمة، كما تجول في أقسام التصوير والمونتاج والإخراج، واستمع من العاملين إلي شرح حول آلية العمل والأجهزة الحديثة المستخدمة، والتي تستخدم لأول مرة في المبني الجديد. وجدد الرئيس عباس إدانته لعملية اغتيال الطيار الأردني معاذ الكساسبة، علي يد التنظيم الإرهابي 'داعش' بطريقة مجرمة وفضيعة، وقال: 'نعزي ملك وحكومة وشعب الأردن، وعائلة الطيار، ونعزي أنفسنا، لأننا شعب واحد وما يؤلمهم يؤلمنا، وما يصيبهم من مكروه يصيبنا'.