أكد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية- أن الإرهاب الأسود الذي تتبناه بعض الجماعات المتطرفة لا دين ولا عقل له مشددًا في تصريحات صحفية صباح اليوم أن الإرهاب لا يعرف طبيعة مصر ولا شعبها ولا جيشها، ولا يعلم أنَّ من خصائص المصريين أنَّ الشدائد والتحديات تزيدهم قوة وصلابة ووحدة وإيماناً بالالتفاف حول وحدة هذا الوطن وسلامته. وأضاف مفتي الجمهورية أن المصريين بجميع أطيافهم لا يخافون ولا يرتعدون من تهديدات الإرهاب الجبان، لأنه خبرها جيدا وسبر غورها من قبل وعلم أن ما فيها من الخسة والجبن يفوق بمراحل ما يبدو منها ظاهرا من شجاعة وإقدام، مؤكدا أن الإرهابيين يحاربون حرب الخسة والندالة، حرب التفجيرات والتفخيخات، أما جيشنا بما يحمله من قيم وطنية ودينية وتاريخية وحضارية فهو يحارب حرب الفرسان الشجعان النبلاء. وأشار فضيلة المفتي إلي أن هذه الموجة الإرهابية التي تشهدها مصر حاليا ليست أول موجة إرهاب يواجهها الشعب المصري، ربما تكون أعتاها أو أقواها أو أطولها لكنها جميعا بفضل من الله تعالي ثم بقوة وإيمان هذا الشعب العظيم هزمت ودحرت ومضي أصحاب الفتنة إلي غياهب السجون أو جحيم الموت، وبقيت مصر شامخة منتصرة عزيزة أبية. واعتبر مفتي الجمهورية أنَّ الأحداث مؤلمة ودامية وقاسية لكن 'لا تحسبوه شرًّا لكم بل هو خير'، وأن هذه الأحداث قد أبرزت أرقي ما في المصريين من جلد وصبر، ظهر هذا حتي في ثبات وصبر المكلومين المجروحين من أسر الشهداء. وجه مفتي الجمهورية رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي قال فيها: 'سيادة رئيس الجمهورية والقائد الأعلي للقوات المسلحة، سر علي بركة الله وبتوفيق من الله تعالي، فإن الله قد اختارك علي قدر مقدور في هذا الظرف العصيب لقيادة الأمة نحو النصر بإذن الله علي الخوارج الأعداء، وإن ثقة الشعب المصري في مقدرتكم علي خوض المعركة وجلب النصر والفخار لهم ثقة لا حدود لها، وهي ثقة نابعة من ثقتهم بالله تعالي الذي اختاركم لهذا الظرف الحرج العصيب، وهي ثقة نابعة أيضا من اتحاد وتوافق إرادتكم الشجاعة مع إرادة الشعب الأبي للسير قدماً في طريق القضاء علي الإرهاب بإذن الله تعالي'. كما وجه مفتي الجمهورية رساله إلي الشعب المصري أكد فيها أننا في مرحلة فارقة في تاريخ مصر، مرحلة تشهد تحولات وتغيرات جذرية في خارطة المنطقة بأكملها، ولا مخرج لنا من هذه الفتنة إلا بالاعتصام بكتاب الله تعالي والالتفاف حول قيادة الوطن وجيشه والاستعصاء علي محاولات كسر الوطن بحجة إحداث موجات ثورية كما يريدها أعداء الدين والوطن. وأضاف فضيلة المفتي: علي شعب مصر أن يعتبر نفسه طرفاً فاعلاً في هذه المعركة وهو كذلك بالفعل، وعلي جميع أفراد الشعب أن يقوموا بواجب التوعية في محيط العمل أو المدرسة أو الجيران، وكل الوسائل المؤثرة التي تحقق واجب الدفاع عن الوطن وتصحيح المفاهيم المغلوطة خاصة في الوسائل الإعلامية مثل مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد من أهم العوامل المؤثرة في مواجهة الإعلام التكفيري الضال. وأشار فضيلته إلي أن الجماعات الإرهابية لها أذرع إعلامية جبارة تعمل ليل نهار علي تزييف وعي الشعب وإحداث فجوة بينه وبين الوطن، وهي قنوات عميلة لا تريد لنا ولمصرنا الحبيبة الخير. وأضاف أنه علي الشعب المصري أن يخوض هذه المعركة بإرادة صلبة وعزيمة قوية ومعنويات مرتفعة، فهو علي الحق المبين إن شاء الله، 'إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص'. 'واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا'.