رحلت عن عالمنا اليوم السبت 17 / 1 / 2015 ومنذ ساعات الفنانة القديرة فاتن حمامة الملقبة بسيدة الشاشة العربية عن عمر يناهز 83 عام إثر أزمة قلبية لتفقد مصر والعالم العربي رمزا فنيا وقامة كبيرة تمثل في تلك الفنانة التي تمثل الزمن الجميل بل الزمن الخالد لأنها كانت وعبر تاريخها الفني الطويل قمر مضيء ومبهج في تاريخ السينما والدراما المصرية والعربية قلما جاد الزمان بمثلها . ولدت الفنانة فاتن حمامة صاحبة الموهبة والإبداع والأخلاق في 27 مايو 1931 بمحافظة القليوبية وبدأت التمثيل وعمرها 9 سنوات في فيلم يوم سعيد عام 1940، ثم بدأت مشوارها الفني الخالد بعد ذللك وخلاله عاصرت تطور السينما المصرية في مراحلها ومدارسها المختلفة، وأسهمت في ارتقائها عبر تمثيل العديد من الأدوار في أشهر الأفلام المصرية حتي فاقت بإبداعها وسيطرتها علي قلوب ووجدان الجماهير في زمن الفن والإبداع والأدب الراقي في مصر كل الأذواق والإنتاج العالمي في هذا الوقت، وأخرجت العديد من الروائع الفنية الخالدة التي تمثل لوحات فنية حية لأشهر الكتاب والروائيين المصريين الذين كانوا يتربعون في هذا العصر، كما عملت مع أشهر المخرجين والمبدعين المصريين، كما اشتركت مع مشاهير الفنانين في السينما والدراما المصرية وعاصرت أجيال مختلفة وكانت دائما عملاقة وبطلة تفوقت فيها علي نفسها وأقرانها من الفنانين والفنانات حتي عشقها الجمهور في مصر والقطر العربي والأجنبي، وبخاصة عندما ساهمت بشكل كبير في صياغة صورة راقية وجديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية وهو ما انعكس بالإيجاب علي صورة المرأة المصرية والعربية ورقيها من خلال العديد من الأفلام التي دارت موضوعاتها عن الكثير من لنواحي السياسية والعاطفية والاجتماعية والعائلية عندما مثلت دور الطفلة والطالبة والحبيبة والزوجة والموظفة والسياسية والريفية والثورية كما مثلت وعكست في أدوارها وباقتدار الطبقات الاجتماعية المختلفة كالبرجوازية والفقيرة وابنة الطبقة المتوسطة، ونجحت في أن تكسب الاحترام بفنها وأخلاقها وارتقائها بالسينما المصرية والعربية إلي أبعد حد وشكلت عبر تاريخها الفني سيمفونيات وأوبرتات فنية خالدة ستظل تذكرها الأجيال لتنهل من فنها وتتعلم من طهارتها وأخلاقها وحبها لفنها وللوطن . وقد نالت الراحلة العديد من الجوائز الكبري واشتركت في تحكيم العديد من المهرجانات داخل وخارج مصر ومن ذلك أنها تسلمت الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية عام 1999، ومنحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصرية عام 2000، لها ما يقارب 94 فيلم بدأت بفيلم يوم سعيد ثم دور الابنة في فيلم ملاك الرحمة عام 1946، وكرسي الاعتراف مع يوسف وهبي، وبعده اشتركت في فيلم اليتيمتين، وفيلم ست البيت، وبرزت نجوميتها بقوة في العصر الذهبي للسينما المصرية في خمسينات القرن الماضي من خلال فيلم لك يوم يا ظالم عام 1952، وصراع في الوادي، والمنزل رقم 13، وفيلم لا وقت للحب الذي حصلت فيله علي جائزة أحسن ممثلة للفيلم السياسي، ثم فيلم موعد مع الحياة عام 1954 الذي لقبت من خلاله بلقب سيدة الشاشة العربية، وفيلم نهر الحب، وسيدة القصر وفيلم دعاء الكروان عن رواية أديب الأدب العربي طه حسين، وفي هذا الفيلم يري النقاد أن الفنانة فاتن حمامة قد وصلت فيه إلي مستوي النضج الفني، ويعد بالفعل من أفضل ما أنتجته السينما المصرية، ولا تطفئ الشمس لإحسان عبد القدوس ، وإمبراطورية ميم عام 1972، وأريد حلا عام 1975، والذي جعل الحكومة المصرية إثر عرضه لإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وختمت أفلامها بفيلم أرض الأحلام، ومن أشهر مسلسلاتها ضمير أبلة حكمت عام 1991، ومسلسل أفواه وأرانب الذي تحول إلي فيلم سينمائي، ثم مسلسل وجه القمر التليفزيوني عام 2000 بعد عودتها للفن مرة أخري وغيرها من العديد من الأفلام والمسلسلات. وقد توفيت الفنانة الرحلة بفيلتها بالقطامية وسوف يؤدي الصلاة علي روحها الطاهرة غدا في مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر، رحم الله تلك الفنانة العظيمة والرمز الوطني والفني المصري الكبير وعوضنا عنها خيرا وأسكنها فسيح جناته
