مما لا شك فيه أن إسرائيل هي الرابح الأكبر من حادث الهجوم علي صحيفة شارلي إيبدو وعلي متجر كوشير اليهودي وتستغل إسرائيل الاحداث الجارية في تصوير العرب والمسلمين علي انهم ارهابيين وقتلة ' وأنها محقة في مواجهتها للإرهاب في فلسطين. كما أن القضية الفلسطينية ستخسر الكثير من داعميها، خاصة من الدول الأوربية، وسيصبح القرار الفلسطيني الذي يحاول الرئيس محمود عباس أبو مازن عرضه مجددا علي مجلس الأمن، مجرد محاولة لدعم الإرهاب الفلسطيني، أو هكذا ستسوق له آلة الإعلام الصهيونية. وبدا ذلك جليا في تغطية الصحف الإسرائيلية لحادث شارلي إيبدو, حيث استغلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الموقف لإعادة نشر الصحيفة للكاريكاتير المسيء للنبي محمد والذي نشرته المجلة في عام 2006. ووضعت الصحيفة علي بنرها الرئيسي للأخبار المتعلقة بالجريمة، صورة للكاريكاتير المسيء وكتبت عليه مذبحة باريس. واستغلت صحيفة 'إسرائيل اليوم' المقربة من الحكومة الهجوم علي الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو للتحريض علي مسلمي أوروبا، حيث ذكرت أن 'الإرهاب' الإسلامي في أوروبا يعيش في ظل تجاهل وسائل الإعلام والحكومات لخطره، وفي المقابل يستمر إلقاء اللوم دائما علي إسرائيل. وأضافت أن النازيين والإسلام السياسي يحاولون السيطرة علي العالم واستعباد البشر وسحق كرامة الإنسان وحريته، متهما 'الإسلام المتطرف' بالصدام مع الثقافة الغربية والمسيحية والديمقراطية واليهودية، حسب تعبيره. أما نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية فقد إستغل الأحداث الجارية لدعوة يهود فرنسا للهجرة إلي أن إسرائيل تفتح ذراعيها لهم. كما وصف نتانياهو الإرهاب في فرنسا بالإسلامي الذي دعا مرارا دقادة وزعماء دول العالم لمواجهته علي حد قوله. وإنتهازا للفرصة, فإن نتانياهو يتوجه, اليوم الأحد, لباريس للمشاركة في المظاهرات الحاشدة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي, فرانسوا هولاند, تضامنا مع قتلي مجزرة شارلي إيبدو.