أصدر المركز القومي للترجمة حديثاً الرواية الأسبانية الشهيرة ' الشريف العبقري دون كيخوتي دي لامانشا' 'دون كيشوت'، من تأليف ميجيل دي ثربانتس سابيدرا، وشهرته ثربانتس، ولد في قرية بجوار مدريد في عام 1547، شارك في معركة ليبانتو في عام 1571، والتي هُزم فيها الأسطول التركي الذي لا يقهر، حيث أظهر شجاعة منقطعة النظير وجرحت يده اليسري جرحًا أصابها بالشلل، وظل هذا الجرح مثل وسام يفخر به طوال حياته، أشتغل بالأدب كاتبًا للقصة والرواية والمسرح والشعر الغنائي دون تفرغ، حيث أضطر للعمل في الأسطول الاسباني، وعام 1605 يفاجئ العالم بنشر القسم الأول من العمل الأدبي 'دون كيشوت' واعدًا بنشر القسم الثاني، الذي لم ينشره إلا تحت ضغط الغضب بسبب قيام كاتب ردئ بنشر القسم الثاني في مدينة سرقسطة، حيث تم نشره في العام 1615 أي قبل موته بشهور، حيث توفي في أبريل 1916. والرواية من ترجمة الأستاذ الدكتورسليمان العطار، أستاذ الأدب الأندلسي في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة، له بجانب أعماله العلمية في تخصصه، دراسات حول الأدب الأسباني وترجمات لأعمال من الأدب الأسباني والأمريكي اللاتيني أشهرها 'مائة عام من العزلة'لماركيز، 'خلية النحل' لإميليو ثيلا. يقول المترجم سليمان العطار في مقدمة الكتاب، أنه ليس بغريب أن يظل الأسبان يحتفلون بهذا النص بشتي أنواع الاحتفال إلي اليوم، حيث يذكر ما تقوم به حلقة الفنون الجميلة وما تقوم به إلي اليوم، من دعوة متطوعين سنويًا في ذكري ثربانتس لقراءة النص دون توقف لمدة أربع وعشرين ساعة، تضاعفت عام 1998 إلي 48 ساعة، وكانت تذاع علي شاشات التلفزيون في كل أنحاء أسبانيا والعالم. تفتح الرواية –الغنية عن التعريف-أبوابًا واسعة للحوار بين الحضارات، حيث تنتقل علي شواطئ المتوسط من اسطانبول وتونس والجزائر إلي جميع أنحاء أسبانيا، ومنها إلي إيطاليا وقبرص، وأيضًا فرنسا وألمانيا، حيث يتحول الصراع داخل الرواية من كوميديا سوداء، إلي أبتسامة ومحبة بين كل البشر من كل الأجناس، من ناحية أخري، فهي لا تنسي مأساة السود والعبودية، ولا تترك العالم الجديد في الأمريكتين –اّنذاك- بدون ذكر، بجانب أشادتها بدور مصر في خلق الكثير من القيم.