أعلن التلفزيون المصري الخميس أن عمر سليمان، نائب الرئيس المصري حسني مبارك، بدأ الحوار مع "الأحزاب السياسية والقوي الوطنية" في إشارة إلي التنظيمات المعارضة التي كان سليمان قد دعاها إلي طاولة المفاوضات لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، بينما أكدت مصادر طبية أن مواجهات الليلة الماضية بميدان التحرير أدت لمقتل خمسة أشخاص وجرح 836. ونقل التلفزيون الرسمي المصري في بيان مقتضب أن الحوار بين سليمان والقوي التي يلتقي بها "سيطال مطالب الإصلاح ويتعلق بتعديل مواد الدستور وتحديد مدد زمنية واضحة." ويأتي الإعلان عن بدء الحوار ليعكس تراجعه عن شروطه السابقة القاضية بربط اللقاء مع مطالبة المعارضة بوقف المظاهرات وعودة الحياة إلي طبيعتها. فقد وجه سليمان رسالته إلي المحتشدين في ميدان التحرير الأربعاء، طالباً منهم "الاستجابة لمناشدة القوات المسلحة بالعودة إلي مساكنهم، والالتزام بتعليمات حظر التجوال، دعما لجهود الدولة من أجل استعادة الهدوء والاستقرار، واحتواء ما ألحقته التظاهرات بمصر من أضرار وخسائر." وقال سليمان إن المتظاهرين: "أوصلوا رسالتهم بالفعل، سواء من تظاهر منهم مطالبا بالإصلاح بشتي جوانبه، أو من خرج معبرا عن تأييده للسيد رئيس الجمهورية،" وختم بتأكيد أن الحوار الذي يضطلع به، بناء علي تكليف من مبارك "يتطلب الامتناع عن التظاهرات، وعودة الشارع للحياة الطبيعية بما يتيح الأجواء المواتية لاستمرار الحوار ونجاحه." وفي اتصال هاتفي قام به التلفزيون المصري مع رئيس الوزراء، أحمد شفيق، قال الأخير إن ما جري في الليلة الماضية "لن يمر مرور الكرام،" وأضاف: "سنحقق في المجموعة التي دخلت ومعها الخيول والجمال، وقد تطور الأمر بسبب اندفاع الشباب، فاستمر طوال الليل، ولكن في النهاية هناك خطأ قاتل حصل ولم يكن يجب أن يحصل أبداً." وتابع شفيق بالتّذكير بأن مبارك كان قد طلب من الحكومة التحقيق في الفلتان الأمني الذي شهدته البلاد، وأضاف: "كل ما دار في الأمس سيكون مدار تحقيق لمعرفة من ارتكب الخطأ ومن يقف خلفه وهل ارتكبه بشكل متعمد أو عرضي." وقدم شفيق: "أقدم كل الاعتذار عن كل ما دار في الأمس لأنه كان أمراً غير منطقي ولا عقلاني ويهدم إنسانيتنا،" وأكد أن الحوار المقرر مع المعارضة الخميس سيكون بمشاركة ممثلين انتخبتهم القوي المعارضة ويمثلون الأحزاب وشباب ميدان التحرير، وتابع: "أتمني أن نصل إلي حل، وأعد أن أضع الأمور بحقيقتها أمام الجمهور الكريم."