مدير المستشفي: المباني أوشكت علي الإنهيار ورشح المياة يهدد بسقوطها رغم ترميمها 3 مرات 'أنقذوني من الإنهيار ' شعار رفعته مستشفي بني مزار العام بعد أن تهالكت مبانيها وأصبحت أشبه بالعشوائيات، فالمياه تضرب جدرانها، والمرضي يفترشون الأرض في إنتظار فرج الكشف، وأوضاع المستشفي يا ' مولاي كما خلقتني ' هكذا هي الأوضاع عندما تخطو أقدامك باب المستشفي. فعلي بعد 45 كيلو مترا تبعدها عن مدينة المنيا، تجولت عدسة ' الأسبوع ' داخل مستشفي بني مزار العام، والتي تتكون من مبنيان، أحدهما الرئيسي والذي أنشيء منذ عام 1979 و لم يشهد أية أعمال تطوير هيكلية أو داخلية حتي الأن، بالإضافة إلي مياة المواسير التي تخللت جدرانه من جميع الأنحاء، و تسببت في تشققها بشكل مريب، كما تفتقر المستشفي لجهاز أشعة مقطعية وأشعة إيكو للقلب، مما يعطل عمليات الفحص علي المرضي، و الذين يكون قد وصل بعضهم إلي مراحل حرجة في المرض و يقول 'عادل مرسي' أحد المواطنين أن المستشفي تحتاج إلي مستشفي، فهناك بطيء في التعامل مع المرضي مهما كانت حالتهم الصحية، ووالطبيب يأتي للكشف علي المريض بعد مرور ساعات علي وجوه في المستشفي، مضيفا أنه جاء إلي المستشفي و معه والدته و كانت مصابة بشكل خطير، و لكنها لم يتم توقيع الكشف الطبي عليها، إلا بعد 4 ساعات لوجود حالات سابقة لها و لم يكونوا بنفس درجة خطورتها، و عندما تحدث إلي المسؤلين قالوا لها حرفا ' كل واحد هنا بالدور مهما كانت حالته '. و قالت ' صفية محمود ' والدة أحد المرضي، أن نجلها جاء للمستشفي في حادث سيارة و كان ينزف بشكل كبير، حتي قال لهم بعض الأطباء، ربنا يعوضك عليكم لان عندنا نقص كبير في أكياس الدم بالمستشفي، و لو عايزين تلحقوة هاتولنا أكياس الدم من المركز الإقليمي بمدينة المنيا ويضيف 'محمد فتحي' أحد المرضي أن المواطنين يأتون للمستشفي للعلاج بالمجان وهذا غير حقيقي فالمريض يضطر لشراء مستلزمات يحتاجها الطبيب غير موجوده بالمستشفي مثل ' الحقن وأكياس الدم والجبائر' أي أن الخدمة المجانية الحقيقية الوحيده الموجوده في المستشفي هي الكشف الذي يجريه الطبيب والذي يكون في معظم الوقت سريعاً للتخلص من الأعداد التي تكتظ بها ممرات المستشفي. وبحزن شديد قال ' حسين محروس ': أن مستوي الخدمة في المستشفي سئ جدا، حيث إن النظافة في المستشفي تكاد تكون منعدمة وخاصة الأسرة ولا يوجد اهتمام بصحة المريض ونظافة المكان، وأن الخدمة في هذا المستشفي لا يمكن مقارنتها بالمستشفي الخاصة فهي أقل بكثير، وذكر أن زوجته أُجري لها عملية ولادة دون أن تخضع للتخدير سواء كلي أو جزئي 'بيتعلموا في المرضي'، إضافة إلي عدم توفر الأدوية التي يقوم بشرائها من الخارج علي نفقته. وذكر ' باسم فضل '، شقيق أحد المرضي أن الإهمال في هذا المستشفي فاق الحد، فالأطباء يتأخرون في القدوم إلي المستشفي فهو ينتظر إجراء عملية جراحية لأخيه منذ ما يقرب من أربع ساعات، كما إنعدم التنظيم في هذه المستشفي فالمرضي يتزاحمون وتحدث بينهم العديد من المشاجرات 'ده لو واحد سليم يغمي عليه ولو مريض يموت'، بالإضافة إلي تدني الخدمه التي يحصل عليها المريض. و قال أحد الأطباء، أن موقع المستشفي له خاصية جغرافية لأن المستشفي تخدم أحيانا كثيرة مراكز بني مزار و مطاي و مغاغه و العدوة، و بعض الطرق القريبة من محافظة بني سويف، و ذلك بسبب الكوبري الذي أنشيء حديثا و الذي يصل بين رأس غارب بالبحر الأحمر و البهنسا، مما أدي إلي قدوم جميع حوادث الطريق بالصحراوي الشرقي إلي المستشفي. و أضاف أن إفتقار المستشفي لبنك دم، يعرض حياة ألاف المواطنين للخطر، بل حدث بالفعل ان العديد من المواطنين قد ماتوا نتيجة لعد وجود دم، و تأخر عملية إستيلام أكياس الدم من البنك الإقليمي للدم بالمنيا، و الذي يبعد عن بني مزار ما يقرب من ساعتين، موضحا أن إلغاء جميع بنوك الدم بمستشفيات المحافظ تعد خطوة نحو التخريب. من جانب أخر تفتقد المستشفي لوجود مقاعد بمعظم الأقسام، لجلوس الزائرين، بل يقوم أهالي المرضي بإفتراش الأرض و الجلوس عليها، وسط تزاحم وتدافع الألاف، الذين يترددون علي المستشفي، و العيادات الخارجية. أما عن مشرحة المستشفي نجد أن مبني المشرحة قد تهالك تماما منذ إنشاؤه مع بداية المستشفي، و بالرغم أن داخلها ثلاجة موتي تسع لنحو 12 ميتا، إلا أنه يوجد 6 أدراج منها معطلة تماما، لسوء توصيل أجهزة التبريد، والتي تم توصيلها داخل أدراج الموتي نفسها مما تسبب في شغر أماكن الموتي. و طالب ' محمد ثابت جمال ' مسؤل المشرحة بضرورة نقل أجهزة و مراوح التبريد خارج الثلاجة نفسها، بعيدا عن أدراج الموتي حتي يتمكنوا من وضع الجثث بجميع الأدراج، بجانب وضع أحراز الموتي بعيدا عن الثلاجة لأنها ملكا للأموات فقط، و ليست متعلقاتهم الشخصية، كل ذلك بجانب وجود ثلاجة صغيرة يتم إستخدامها كثلاجة حفظ أعضاء المصابين. أما الدكتور' بدر محمد محمود ' مدير المستشفي لم ينكر الإهمال و خطورة المستشفي فقال أن مبني المستشفي الرئيسي يحتاج إلي تطوير سريع، و أنة طالب بقدوم لجنة من الإدارة الهندسية من مجلس مدينة بني مزار لتحدد صلاحية المبني من عدمة، و لكن لم تأتي تلك اللجنة حتي الآن. أضاف ' بدر ' : منذ أكثر من 6 أشهر و نحن نرسل فاكسات إلي مديرية الصحة و لا أحد يسأل فينا، مشيراً إلي أن المبني الرئيسي للمستشفي و الذي أوشك علي الإنهيار يضم أكثر من أقسام بالمستشفي و هم 'الباطنة، و جراحة، كلي و نسا و توليد و أطفال، و عظام، و معمل، و حضانة، و عمليات و سكن أطباء'، و أنه لا يصلح حاليا للإستخدام الآدمي، لفشل جميع عمليات الترميم التي جرت به و كان أخرها عام 2009. وأخيراً تبقي الرقابة هي العامل الرئيسي لنجاح أية مؤسسة، فإذا كانت هناك رقابة جيدة مشددة علي تلك المؤسسات عامة والمستشفيات خاصة فلن يشتكي مريض ولن تتخاذل الإدارات، ويبقي محور الحل والإجابة عدم غياب الدولة متمثلا في وجود الرقابة والإمكانات.