قالت مصادر في وزارة المالية اليونانية، الأربعاء، إن المحادثات بين حكومة اليونان وممثلي الدائنين الدوليين 'الترويكا' في العاصمة الفرنسية باريس ما زالت متعثرة لليوم الثاني علي التوالي بسبب شروط برنامج التقشف المعدل لليونان. وقال مصدر في وزارة المالية لوكالة الأنباء الألمانية 'د ب أ' إن المحادثات انتهت بدون نتائج ملموسة.. هناك بعض التقدم لكن الكثير من النقاط لم تنته بعد. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن 'هناك ضغطا هائلا من جانب الترويكا من أجل اتخاذ إجراءات مالية إضافية، كما تطالب بتمديد برنامج الإنقاذ المالي الحالي لمدة 6 أشهر إضافية'. وتأمل أثينا في الوصول إلي اتفاق قبل اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو يوم 8 ديسمبر المقبل. وتعثرت المحادثات بين الجانبين منذ شهور بسبب حجم العجز المتوقع في ميزانية اليونان العام المقبل إلي جانب إصلاحات سوق العمل ونظام التقاعد. وكانت الخلافات بين الجانبين قد دفعت لجنة المدققين الماليين التابعة للمانحين الدوليين 'الترويكا' إلي تأجيل عودتها لأثينا. تقول الترويكا، التي تضم المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، إن أثينا لن تتمكن من خفض العجز إلي 2ر0% من إجمالي الناتج المحلي. ويصر الدائنون الدوليون علي أن العجز سيكون قريبا من 3% ويطالبون بجولة تقشف جديدة. ولكن الحكومة الائتلافية التي تواجه معارضة شعبية قوية في اليونان تصر علي تفادي أي إجراءات تقشف جديدة لتفادي اللجوء إلي انتخابات مبكرة العام المقبل، وقدمت مشروع ميزانية العام المقبل إلي البرلمان دون الحصول علي موافقة مسبقة من الدائنين الدوليين. تجدر الإشارة إلي أن التوصل إلي اتفاق مع لجنة الترويكا شرط لإجراء محادثات أخري حول كيفية استمرار دعم اليونان، التي سينتهي برنامج دعمها الحالي بحلول نهاية العام الجاري. يذكر أن اليونان حصلت علي حزمة قروض إنقاذ من الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي بقيمة 240 مليار يورو خلال السنوات الست الماضية مقابل إجراءات تقشف صارمة. وتشير استطلاعات الرأي إلي أن حزب سيريزا اليساري المتطرف المعارض يتفوق حاليا علي التحالف الحاكم بقيادة المحافظين في اليونان وأن الأول سيفوز إذا أجريت الانتخابات في المستقبل القريب. يذكر أن المحادثات بين اليونان وممثلي الترويكا تراوح مكانها منذ شهور.