يواجه فريق الرئيس اوباما تحديات متزايدة ليست فقط برحيل هيجل ولكن بالمغذي وراء رحيل وزير الدفاع الامريكي الذي اتي بعد اخفاق المفاوضين الامريكيين في فيينا في التوصل الي اتفاق نهائي بشان برنامج ايران النووي. في حين ان مباحثات ايران النووية عززت من مكانة عضو آخر في فريق اوباما وهو وزير الخارجية الامريكي جون كيري والذي سيلعب دورا محوريا في التوصل الي اتفاق مع ايران. كمؤشر علي فشل سياساته في الشرق الاوسط وتخبط الموقف الامريكي في العديد من المواقف في المنطقة. وبدا واضحا أن البيت الأبيض، هو الذي دفع وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل إلي الاستقالة من منصبه وقد ظهر الخلاف علي السطح في اغسطس الماضي عندما انتقد هيجل بصورة علنية البيت الابيض في التعامل مع التهديدات التي يمثلها تنظيم داعش. حين صرح وزير الدفاع المستقيل في اواخر اكتوبر الماضي في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الدفاع الأمريكية - أن الواقع يشير إلي سيطرة تنظيم داعش علي مساحات شاسعة من سوريا، وهو ما يجبر التحالف الدولي المؤلف من أكثر من 60 دولة علي أن يتحد للتعامل مع تلك التهديدات الوشيكة. وأوضح هيجل أن مستقبل سوريا يتطلب تكاتف ليس فقط الولاياتالمتحدة بل أيضا دول منطقة الشرق الأوسط وآخرين للعمل علي التوصل إلي تسوية لإحلال السلام في سوريا. وقال وزير الدفاع الأمريكي إن الإدارة الأمريكية تبحث كافة الخيارات وهو الأمر الذي يجعل واشنطن تواصل جهودها لبناء تحالف فعال في الشرق الأوسط للتعامل مع تلك القضايا. ومن ناحية أخري، ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن هيجل قد أرسل مذكرة لمستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس الأسبوع الماضي انتقد فيها سياسة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء التعامل مع سوريا وحذر من خطورة تفكك سوريا نظرا لفشل الإدارة الأمريكية في توضيح توجهاتها إزاء النظام السوري. وفي الوقت الذي خضع فيه أوباما لتلك الضغوط، وقرر إرسال قوات اضافية الي العراق غير ان الاطاحة بهيجل تثبت ان اوباما يسعي لاستعادة سيطرته علي سياسته الخارجية العرجاء. ولا يخفي علي الجميع الموقف الذي اتخذه وزير الدفاع الامريكي من عزل حكم الاخوان والموقف المصري في 30 – مايو الماضي قبل ثورة 30 يونيو حين قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل، إن مصر دولة ذات سيادة ولا تستطيع الولاياتالمتحدة فرض إملاءات عليها أو علي مجريات الأمور فيها. وأضاف هيجل في مقابلة مع شبكة 'بي بي اس' الأمريكية في ذلك الوقت أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع أن تفرض نفوذها علي ما يريده أو ما يقرره الشعب المصري، مؤكدا أنه لا يمكن التحكم في شعب يبلغ تعداده 90 مليونا. وقال 'إن الولاياتالمتحدة تبذل كل ما في استطاعتها من أجل تعزيز القيم والمبادئ ونظام القانون ليس في مصر فقط بل في كل الدول الأخري، وإن الولاياتالمتحدة تتعاون مع شركائها'. وهناك كثير من الجدل حول من يخلف هيجل في وزارة الدفاع الامريكي مع استمرار فريق اوباما بدون اي تغيير وعدم ترشيح من قد يكون مستقلا عن الرئيس اوباما ليحل محل هيجل، من المرجح ان يحكم البيت الابيض قبضته علي السياسة الخارجية خلال الفترة المتبقية لاوباما في منصب الرئاسة. ويري خبراء سياسيون أمريكيون، أن أوباما ضغط علي هيجل من اجل تقديم استقالته بعد الخسائر التي مني بها الحزب الديموقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس وتزايد حدة الازمات الخارجية، خاصة تزايد مخاطر تنظيم داعش علي الأمن القومي الامريكي. وجاء علي رأس المرشحين المحتملين ميشيل فلورنوي، وكيلة وزارة الدفاع الامريكية السابقة وآشتون كارتر نائب وزير الدفاع سابقا. كما تردد اسم السيناتور الديموقراطي جاك ريد غير أن متحدثا باسمه قال، إن السيناتور الامريكي لا يسعي لمثل هذا المنصب.