أصدر المركز القومي للترجمة حديثًا، النسخة العربية من كتاب 'موت الناقد'من تأليف رونان ماكدونالد أكاديمي بريطاني تخرج في جامعة ريدنغ، وهو يعمل الآن أستاذا بجامعة نيو ساوث ويلز بسيدني في استراليا، و هو مدير لمركز الدراسات الايرلندية في الجامعة نفسها. ومن ترجمة فخري صالح. المترجم فخري صالح، كاتب وناقد أردني من أصل فلسطيني، يحمل درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي، من ترجماته، 'النقد والأيدلوجية'، ' المبدأ الحواري ' و' الاستشراق'. له عدد كبير من المؤلفات نذكر منها، 'دفاعًا عن ادوارد سعيد'، 'قبل نجيب محفوظ وبعده'و'كتاب الثورات العربية:المثقفون والسلطة والشعوب'. يسعي الكتاب إلي القول أن دور الناقد الأكاديمي القائم علي حكم القيمة قد تراجع دوره و تضاءل تأثيره وضعفت صلته بجماهير القراء في ظل مد النقد الثقافي الذي يتصدر المشهد النقدي في المؤسسة الأكاديمية البريطانية وكذلك الأمريكية. يصف المؤلف ما حدث بتحول جذري في دراسة الآداب والفنون، بحيث حل القارئ غير المتخصص محل القارئ المتخصص الذي يعمل في المؤسسة الأكاديمية، أو حتي في الصحافة السيارة التي أتاحت في عقود سابقة تأثيرًا واسعًا للنقاد الذين ينشرون مقالاتهم وتعليقاتهم في المجلات المتخصصة بمراجعات الكتب وكذلك في الملاحق الثقافية التي تصدرها الصحف لغربية الكبري يوم الأحد. علي الجانب أخر شحب دور الناقد وتضاءل حضوره بسبب ابتعاده عن كتابة ما نسميه في الحقل النقدي العربي 'النقد التنويري'، وانسحابه الي صومعته الأكاديمية مكتفيا بكتابة دراسات وبحوث لا يفهمها سوي النخبة المتخصصة العارفة باللغة الاصطلاحية والمفاهيم والمنهجيات، التي توجه هذا النوع من الكتابات النقدية التي لا تلقي بالا لما تهتم به الجمهرة الواسعة من القراء من تعريف بالأعمال الأدبية والفنية، وتقديم إضاءات حولها وربطها بسياقات إنتاجها، والتعرف غلي مواضع تميزها ومقدار إضافتها إلي النوع الأدبي. يخلص الكتاب، إلي انه ليس من الممكن أن يحل المدونين محل النقاد، وأنه من حق الجميع التخوف علي تلاشي المؤسسة النقدية وحلول نوع من الكتابات السريعة التي تعتمد علي الذائقة لا المعرفة، محل الكتابة التي تضئ النصوص والكتابات، والتي ترينا بصورة جلية لماذا يكون الفن والأدب جديرين باهتمام الناس.فهذا هو الدور الأساسي للناقد و الذي ينبغي ان يدافع عنه في عصر المعرفة السريعة عبر شاشات الكمبيوتر.