قررت سلطات الاحتلال استمرار اغلاق المسجد الاقصي المبارك أمام المصلين، وفتحه فقط لصلاة الجمعة يوم غد لمن تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما، ونشر المزيد من عناصر جنود وحرس حدود الاحتلال في القدسالمحتلة ومحيط المسجد الاقصي والبلدة القديمة. كما تتضمن اجراءات الاحتلال أغلاق القدس القديمة ونصب المزيد من المتاريس والحواجز العسكرية والشرطية وتسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في شوارع المدينة. من جهة ثانية، اشترطت مخابرات الاحتلال علي عائلة الشهيد المقدسي معتز حجازي دفنه وتشييع جثمانه بالقدسالمحتلة عند منتصف هذه الليلة بحضور 45 من أقاربه من الدرجة الأولي دون الصلاة عليه برحاب المسجد الاقصي، ويمنع نقله الي منزله في سلوان لتوديع عائلته. وكانت قوات الاحتلال أجبرت طاقم إسعاف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالقدس صباح اليوم الخميس علي نقل جثمان الشهيد معتز إبراهيم حجازي من سيارة الاسعاف الفلسطينية إلي سيارة إسعاف 'إسرائيلية' عند مركز توقيف وتحقيق المسكوبية غربي المدينة. وكان الاحتلال أغلق بالكامل المسجد الاقصي المبارك اليوم أمام المصلين، وهو الأول من نوعه منذ بدء احتلال الاقصي والقدس، ومنع الاحتلال دخول المصلين وحتي قيادات الاوقاف الاسلامية للمسجد الاقصي الذي كان خالياً إلا من مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني وعدد من الحُرّاس. كما ساد الاضراب التجاري العام المدينة المقدسة حداداً علي روح شهيد القدس حجازي، في الوقت الذي شهدت فيه العديد من أحياء وبلدات وشوارع المدينة مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال رافقها اعتقال وإصابة العديد من الشبان والفتيان. وانتظمت الشخصيات الفلسطينية في مسيرة حاشدة اليوم بشارع الواد المُفضي لبوابات المسجد الاقصي بالقدس القديمة احتجاجاً علي اغلاق المسجد الاقصي أمام المصلين، ووصلت باب العمود 'أحد أشهر بوابات القدس القديمة'. واستنكرت الشخصيات المقدسية الاعتبارية المشاركة في المسيرة إغلاق الاقصي المبارك أمام المسلمين لأول مرة منذ عام 1967 وطالبت بفتحه، مؤكدة علي حق المسلمين الخالص بالمسجد. وفي كلمة له، أكد المفتي العام للقدس وفلسطين الشيخ محمد حسين 'إن اغلاق المسجد الاقصي أمر لا يمكن أن يقبله مسلم في العالم ولا صاحب ضمير، فأماكن العبادة ليست للإغلاق، ويجب أن تبقي مفتوحة أمام أصحابها، ففي الوقت الذي تفتح كنس اليهود وكنائس المسيحيين أمام اليهود والمسيحيين يغلق المسجد الاقصي أمام المسلمين وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا'. وقال عضو 'الكنيست' الدكتور أحمد الطيبي: 'نحن هنا لكي نصرخ صرخة أن الاقصي للمسلمين فقط، وإغلاقه هو إعلان حرب علي المسلمين، وليس لأحد سلطة إغلاق المسجد الأقصي'. وأضاف: 'البراق لم يغلق أمام اليهود والفاتيكان لم يغلق في التاريخ بينما الاقصي يغلق للمرة الاولي منذ عام 1967، نحن لسنا معنيون لا بدماء ولا بحروب'. وقال رئيس الحركة الإسلامية الجناح الجنوبي الشيخ حامد أبو دعابس: 'لقد فوجئنا بالقرار 'الاسرائيلي' الجائر بمنع الدخول للمسجد الاقصي'، وأكد بأن المسجد الاقصي في خطر وأن الخطر الدائم يتزايد يوما بعد يوم، وأن الاستفزازات 'الاسرائيلية' فقدت البوصلة، وهي مستمرة ومتواصلة. أمّا رئيس مجلس الاوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب فقال: 'ان حكومة الاحتلال تتمعن في إيذاء المسلمين في أقدس مقدساتهم، وتؤذيهم بمعتقداتهم ودينهم بالمسجد ا?قصي الذي هو قبلتهم ا?ولي ومسري الرسول محمد صلي الله عليه وسلم'. وأضاف: 'ان قرار حكومة الإحتلال بإغلاق المسجد هو قرار غير إنساني وغير عقلاني، مؤكدا أن الأقصي هو مسجد إسلامي وكل ذرة تراب فيه وليس لليهود أي حق فيه'. الي ذلك، أغلقت قوات الاحتلال الشوارع والطرقات المؤدية الي مقبرة المجاهدين 'الساهرة' في شارع صلاح الدين قرب سور القدس التاريخي لمنع مشاركة المواطنين في تشييع جثمان الشهيد حجازي الليلة.