دعا مثقفون عرب لضرورة وضع إستراتيجية للنهوض بالتعليم في مصر والبلدان العربية كافة، كذلك دعا المثقفون لضرورة مراجعة وثيقة الإصلاح العربي والتي وقعت قبل أربع سنوات نظراً لما طرأ علي الشأن السياسي من تحديات جديدة. جاء ذلك خلال لقاء جمع د.إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية بعدد من المفكرين والمثقفين بالمكتبة علي هامش فعاليات إعلان التقرير الثالث لمرصد الإصلاح العربي. وأشار سراج الدين إلي ما يمر به العالم حالياً من فترة غريبة في تاريخ الإنسانية، تستدعي التأسيس إلي عقد اجتماعي جديد يضمن القدر الكافي من الضمانات الاجتماعية للمواطنين في مقدمتها صون كرامة الإنسان. كذلك شدد مدير مكتبة الإسكندرية خلال حديثه علي ضرورة وضع استراتيجية طويلة الأمد في مجال التعليم وذلك في إطار برنامج زمني متواز مع حالة التطور الديمقراطي وتعزيز المشاركة السياسية، وأن يكون للمجتمع المدني دور في ذلك. كما شدد في كلمته علي ضرورة وجود تفعيل حقيقي لدور مصر في المنطقة العربية والدولية، وأن تفتح المجال أمام المهارات والابتكارات والكفاءات خاصة في مجال التعليم وأن تحول العبء السكاني إلي قوة ديموجرافية يمكن الاستفادة منها، مشيراً إلي أن استعادة مصر لقوتها الناعمة وتأثيرها مرهون بإصلاح الوضع الداخلي. مضيفاً أن "مصر قادرة علي أن تستعيد مكانتها لو أن هناك رؤية واضحة وثورة تعليمية، وفي حال بدأنا إصلاح التعليم فلن تظهر ثمار الإصلاح قبل 15 عامًا". وطالب كذلك الدكتور سراج الدين المثقفين المصريين بأن يلعبوا دورًا في صياغة رؤي للمستقبل في كافة المجالات، داعيًا إياهم إلي إنشاء برلمان المثقفين لمناقشة القضايا المتخصصة التي تتعلق بالمستقبل. جدير بالذكر أن التقرير الثالث لمرصد الإصلاح العربي، الذي تأسس بموجب مبادرة الإصلاح العربي عام 2004، تناول قضية التعليم والإصلاح، من خلال استطلاع رأي عينة من النخبة العربية من مختلف البلاد العربية بلغ عددها 1260 فردًا. وكشف التقرير عن وجود مخاوف متزايدة بين النخبة العربية علي وحدة الدولة وتماسكها، وهو ما دفعهم للمطالبة بالتركيز علي التعليم القائم علي المواطنة والتربية المدنية في مناهج التعليم، وأظهرت النتائج أيضاً قلقًا بخصوص ضعف مستوي التعليم وتراجع الحريات السياسية والمدنية.