إرنستو 'تشي' جيفارا المعروف باسم تشي جيفارا، ثوري كوبي ماركسي أرجينتيني المولد كما أنه طبيب وكاتب وزعيم حرب العصابات وقائد عسكري ورجل دولة عالمي وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية. أصبحت صورته المنمقة منذ وفاته رمزا في كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية. سافر غيفارا عندما كان طالبا في كلية الطب في جامعة بوينس آيرس الذي تخرج منها عام 1953، إلي جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه ألبيرتو غرانادو علي متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الكلية، وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية وبالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين علي المزارع اللاتيني البسيط، وتغير داخليا بعد مشاهدة الفقر المتوطن هناك. أدت تجاربه وملاحظاته خلال هذه الرحلة إلي استنتاج بأن التفاوتات الاقتصادية متأصلة بالمنطقة، والتي كانت نتيجة الرأسمالية الاحتكارية والاستعمار الجديد والإمبريالية. رأي غيفارا أن العلاج الوحيد هو 'الثورة العالمية'. كان هذا الاعتقاد الدافع وراء تورطه في الإصلاحات الاجتماعية في غواتيمالا في ظل حكم الرئيس جاكوبو أربينز غوزمان، الذي ساعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في نهاية المطاف علي الإطاحة به مما سهل نشر ايديولوجية غيفارا الراديكالية. عندما كان غيفارا يعيش في مدينة مكسيكو التقي هناك براؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا. ما إن خرج هذا الأخير من سجنه حتي قرر غيفارا الانضمام للثورة الكوبية. رأي فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب، وانضم لهم في حركة 26 يوليو، التي غزت كوبا علي متن غرانما بنية الإطاحة بالنظام الدكتاتوري المدعم من طرف الولاياتالمتحدة التي تدعم الديكتاتور الكوبي فولغينسيو باتيستا. سرعان ما برز غيفارا بين المسلحين وتمت ترقيته إلي الرجل الثاني في القيادة حيث لعب دورا محوريا في نجاح حملة علي مدار عامين من الحرب المسلحة التي أطاحت بنظام باتيستا. في أعقاب الثورة الكوبية قام غيفارا بأداء عدد من الأدوار الرئيسية للحكومة الجديدة، وشمل هذا إعادة النظر في الطعون وفرق الإعدام علي المدانين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثورية، وأسس قوانين الإصلاح الزراعي عندما كان وزيرا للصناعة وعمل أيضا كرئيس ومدير للبنك الوطني ورئيس تنفيذي للقوات المسلحة الكوبية، كما جاب العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية. مثل هذه المواقف سمحت له أن يلعب دورا رئيسيا في تدريب قوات الميليشيات اللائي صددن غزو خليج الخنازير، كما جلبت إلي كوبا الصواريخ الباليستية المسلحة نوويا من الاتحاد السوفييتي عام 1962 التي أدت إلي بداية أزمة الصواريخ الكوبية. بالإضافة إلي ذلك كان غيفارا كاتبا عاما يكتب يومياته كما ألف ما يشبه الكتيب لحياة حرب العصابات وكذلك ألف مذكراته الأكثر مبيعا في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية رحلة شاب علي دراجة نارية. غادر غيفارا كوبا في عام 1965 من أجل التحريض علي الثورات الأولي الفاشلة في الكونغو كينشاسا ومن ثم تلتها محاولة أخري في بوليفيا، حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية وتم إعدامه9 اكتوبر عام 1967 وكان عمره 39 عام. لا تزال شخصية غيفارا التاريخية تنال كلا من التبجيل والاحترام، مستقطبا المخيلة الجماعية في هذا الخصوص والعديد من السير الذاتية والمذكرات والمقالات والأفلام الوثائقية والأغاني والأفلام. بل وضمنته مجلة التايم من ضمن المائة شخص الأكثر تأثيرا في القرن العشرين، في حين أن صورته المأخوذة من طرف ألبرتو كوردا والمسماة غيريليرو هيروويكوبمعني 'بطل حرب العصابات'، قد اعتبرت 'الصورة الأكثر شهرة في العالم.'