ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم، الجمعة، أن الحرائق التي شبت في جبل الكرمل شمال إسرائيل أمس، الخميس، أعادت إلي أذهان الإسرائيليين ذكريات حرب أكتوبر عام 1973، بسبب الدمار الهائل التي أحدثته النيران التي امتدت علي مساحة آلاف الهكتارات، مما أسفر عن مقتل نحو 41 شخصاً وإصابة العشرات وإخلاء الآلاف من السكان والمساجين من المنطقة المنكوبة. وأشارت الصحيفة إلي أن الحرائق كشفت النقاب عن عدم استعداد قوات الإنقاذ لمواجهة أية كوارث كبري، مؤكدة أن إسرائيل بدت أمس غير مستعدة لحرب أو لهجمات إرهابية كبيرة وذلك يعني إمكانية وقوع العديد من الإصابات بين المدنيين، وفي تلك الظروف فإنه من الأفضل لإسرائيل عدم الدخول في حرب مع إيران والتي ستقوم بإطلاق آلاف الصواريخ علي تل أبيب. وعقب حرب لبنان الثانية التي كشفت عن مدي ضعف جهاز الدفاع المدني الإسرائيلي، شرع الخبراء في كتابة التقارير عن كيفية تطوير جهاز الدفاع المدني وبدأت إسرائيل في إجراء تدريبات غير أن كل شيء انهار بعد الحريق الذي شب أمس في منطقة جبل الكرمل والتي عانت من صواريخ "حزب الله" خلال الحرب اللبنانية. ووصلت في وقت باكر اليوم 7 طائرات لمكافحة الحرائق، منها طائرة بلغارية تحمل علي متنها 100 من رجال مكافحة الحرائق و4 طائرات أخري من اليونان وواحدة من قبرص وواحدة من أذربيجان، ومن المتوقع أن تصل طائرتان تركيتان إلي إسرائيل في وقت لاحق، ووافق قسم مكافحة الحرائق في نيويورك علي إرسال طائرة للمساعدة في إطفاء الحرائق. وكانت إسرائيل قد تقدمت أمس بطلب مساعدات من العديد من الدول الأوروبية بما في ذلك قبرص واليونان وروسيا والولايات المتحدةالأمريكية، وسافرت بعض القيادات الجوية إلي فرنسا لإحضار "معيقات" الحرائق لوقف انتشارها. يشار إلي أن حريقا ضخما قد اندلع في أحراش جبل الكرمل مما استدعي إخراج المعتقلين من سجن الدامون القريب من منطقة الحريق، كما تم إخلاء جامعة حيفا من المواطنين والطلبة. ولقي 40 شخصاً مصرعهم وأصيب العشرات أمس إثر انقلاب حافلة كانت تحاول نقلهم بعيدا عن حريق الكرمل شمال إسرائيل.