سيأتي يوم يعمد فيه معظم البشر ليس فقط إلي استخدام التكنولوجيا، بل وإلي استعمامها علي رؤوسهم أو وضعها في معاصمهم، أو حتي إلي حقنها داخل أجسادهم بهدف تطوير أنفسهم. هذه هي رؤية كل كُتاب الخيال العلمي والأشخاص الذين ينعتون أنفسهم ب'المستقبليين'، حتي أن واحدا منهم، ويدعي راي كورزويل، يري أنه ستأتي لحظة علي البشرية تندمج فيها التكنولوجيا مع أجسادنا لتكوين مخلوقات مختلفة في المستوي التالي من التطور. بالفعل تجرأ عدد قليل من الشجعان، الذين يسمون أنفسهم أحيانا بال' cyborgs – سايبورغس' 'التي تعني بالإنجليزية الإنسان نصف الآلي'، علي زراعة التكنولوجيا مباشرة داخل أجسادهم، لأسباب عدة.. نيل هاربيسون-Neil Harbisson، زرع هوائيا داخل رأسه 8 أشخاص حول العالم تحتوي أجسامهم علي أجهزة ذكية نيل هاربيسون علي الأرجح هو السايبورغ الأكثر شهرة، ولد ولديه شكل حاد من عمي الألوان. وفي عام 2004 قام بمساعدة آدم مونتاندون بتطوير جهاز أسموه 'Eyeborg'، يستطيع ترجمة الألوان إلي أصوات، وإشارات موسيقية، تُرسل مباشرة إلي مخ هاربيسون، ما يسمح له بالتعرف علي اللون. وفي عام 2010 اشترك هاريبسون في تأسيس 'مؤسسة سايبورغ'، التي تدعم الأشخاص المحتاجين إلي زرع مثل هذه التكنولوجيا. وأصبح وجه هاريبسون بعدها مميزا لحركة سايبورغ، خاصة عندما فاز فيلم 'مؤسسة سايبورغ' بالجائزة الكبري 100 ألف دولار أمريكي من هيئة GE/Focus Forward Filmmaker Competition. أمال جرافسترا-Amal Graafstra لديه رقائق RFID في كفيه 8 أشخاص حول العالم تحتوي أجسامهم علي أجهزة ذكية زرع أمل جرافسترا شريحتي RFID 'Radio-frequency identification' أو 'تحديد الهوية عن طريق موجات الراديو'، في كلا كفيه، ويمكن رؤيتهما بوضوح داخل يديه في صور الأشعة السينية. وأسس جرافسترا شركة ' Dangerous Things- الأمور الخطرة'، التي تبيع أيضا أجهزة للزرع داخل الجسم، حيث يبيع جرافسترا أجهزة لجميع المهام، منها علي سبيل المثال، التحكم في السيارة والمنزل والكمبيوتر مع إشارة صغيرة من اليد، حتي يمكن التغلب علي مشكلة ضياع المفاتيح ونسيان كلمات المرور السرية. الصحفية آدي روبرتسون Adi Robertson لديها مغناطيس في إصبعها 8 أشخاص حول العالم تحتوي أجسامهم علي أجهزة ذكية قامت آدي روبرتسون منذ عدة سنوات بزراعة مغناطيس في إصبعها، وفي يونيو/ حزيران الماضي زارت شركة 'الأمور الخطرة'، حيث اشترت رقاقة NFC، وزرعتها في يديها أيضا. وقالت في مقال حديث حول هذا الموضوع لمجلة The Verge إن المغناطيس يتيح لها أن تفعل أشياء مثل رفع حاجيات معدنية خفيفة في الهواء دون الإمساك بها، ومساعدتها علي إنجاز بعض المهام الخفيفة بسرعة. البروفيسور كيفن وارويك Kevin Warwick وزوجته زرعا أجهزة تعمل بالاشتراك بينهما 8 أشخاص حول العالم تحتوي أجسامهم علي أجهزة ذكية كيفن وارويك أستاذ علم التحكم الآلي في جامعة Reading في انجلترا، حيث قام ببحث في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والهندسة الطبية الحيوية. وبينما كان يعمل علي تطوير جهاز ذراع آلية لمساعدة الناس الذين فقدوا أطرافهم، قام بتجريب الجهاز علي نفسه، وزرع جهازا يربط جهازه العصبي مباشرة بجهاز الكمبيوتر، ويمكنه استخدامه للتحكم عن بُعد في الأضواء والسخانات وأجهزة الكمبيوتر. ثم أضاف كيفن ميزة جديدة للجهاز، تجعل من الممكن لشخص آخر التحكم فيه، وقام بزرع جهاز آخر لزوجته إيرينا، منحها القدرة أيضا علي السيطرة علي الجهاز في ذراعه. تيم كانون Tim Cannon قام بزراعة جهاز يراقب كل ما يحدث داخل جسمه 8 أشخاص حول العالم تحتوي أجسامهم علي أجهزة ذكية طور تيم كانون جهازا يقيس كل شيء يحدث داخل الجسم، وأطلق علي الجهاز اسم 1.0Circadia، ويقع داخل مربع أسود مزروع تحت الجلد في الذراع. الجهاز يمكن التحكم فيه عن طريق الحاسوب اللوحي، كما يمكن توصيله بأجهزة أخري في المنزل، ويقول تيم عن الجهاز :'علي سبيل المثال إذا كان اليوم مجهدا، سيقوم Circadia بإيصال هذه المعلومة إلي بيتي ليستعد المنزل بعمل جو من الاسترخاء اللطيف عندما أصل، بعمل أضواء خافتة، وتجهيز حمام ساخن'. كما ينقل الجهاز معلومات عن الجسم، مثل درجة حرارة الجسم، إلي أجهزة أخري فيمكن مثلا تحميلها علي تطبيقات الهاتف ومتابعتها بشكل مستمر. جهاز Speedborg يقيس سرعة تحرك الأجسام أمامك إضافة إلي جهاز Eyeborg تعمل 'مؤسسة سايبورغ' علي تطوير عدد آخر من الأجهزة، من أهمه رادار داخلي، يستطيع قياس سرعة الأجسام التي تتحرك أمامك، وقد تمت زراعة أول جهاز من هذا النوع داخل يد بشرية في الفترة '2007-2009'، تلته أجهزة أخري تعلق علي شحمة الأذن. جهاز Fingerborg يعمل بمثابة طرف اصطناعي للأشخاص الذين فقدوا أصابعهم مشروع آخر ل 'مؤسسة سايبورغ' هو fingerborg، يمكن استخدامه من قبل الأشخاص الذين فقدوا أحد أصابعهم، وهو إصبع اصطناعي مزود بكاميرا داخلية مصغرة. الروبوت الاجتماعي الروبوت الاجتماعي هو المرحلة الفاصلة التي تفصل الروبوت عن الإنسان. وتعتمد فكرته علي أن الروبوت يصبح أقرب نفسيا إلي الإنسان كلما ازداد بعدا عن الشبه به 'روبوتات الحيوانات علي سبيل المثال' أو كلما ازداد تشابها مع الإنسان في المظهر الخارجي. يمكن استخدام الروبوتات الآن لأغراض مختلفة، لكنها تشترك جميعا في شيء واحد، وهي أنها قد تعمل أو'تعيش' جنبا إلي جنب مع البشر في يوم ما، لدرجة لايمكنه الاستغناء عنها.