أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بيانا بشأن الوضع في العراق الشقيق جاء فيه: يتابع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بقلق متزايد، الأخبار والصور التي تنقلها مواقع الأخبار والقنوات الفضائية والوسائط الإعلامية، والبيانات والخرائط والصور التي ينشرها ما يعرف باسم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام/ داعش' والتحركات علي الأرض لمسلحي هذه الجماعة وأنصارها، والفظائع والجرائم البشعة التي ترتكب باسم الدين الإسلامي وهو بريء منها، حيث تنتهك الأعراض، وتزهق الأرواح بلا ذنب جنته. كل هذا والمواطن العربي في كل مكان من وطننا ينادي بالدولة المدنية، وبحريته كاملة غير منقوصة، وبالديمقراطية التي تضمن حقوقه في الكرامة والعيش الكريم، بعد ثلاث سنوات ونصف من بدء موجة التظاهرات التي لم تنته بعد. وينبه الاتحاد العام إلي أن قوي خارجية متعددة تعبث بأمن العراق واستقراره، مستغلة الفوضي والفراغ الأمني الذي خلفه الاحتلال الأمريكي الذي رفع- كذبًا- شعارات الحرية والديمقراطية، بينما كان يهدف إلي تدمير شعب العراق وجيشه، وإخراجه من معادلة الصراع العربي الصهيوني لمصلحة المغتصب الإسرائيلي، بالإضافة إلي السيطرة علي نفطه ومقدراته. تلك القوي التي تعبث بأرض الرافدين لا تعرف أن النار ليست بعيدة عنها، وأن التركيبة الديموجرافية للمنطقة لا تستبعد انتقال هذا الصراع وتلك الفوضي إلي أي دولة مجاورة، من إيران وحتي تركيا، وأن اليأس كفيل بخلق مجموعات غير مسئولة تدمر اليابس والماء. إننا في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب نحذر من المستقبل الكئيب المظلم في تلك المنطقة، إذا لم تتضافر الجهود لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية المسلحة، التي تحصل علي أموال ضخمة وعتاد عسكري من كل الأطراف لتفكك الدولة العراقية، عن طريق طرح مبادرة للمصالحة ودعوة الأطراف إلي حوار جاد، ويؤكد في الوقت نفسه علي عروبة العراق، وانتمائه الأصيل للكيان العربي الواحد، بكل انتماءات أهله العرقية والدينية. ونناشد جميع القوي العربية المتصارعة أن تعلي مصلحة الوطن فوق مصالحها مهما كانت، في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به وطننا، لأن من شأن تدمير الوطن تدمير كل مكوناته وأفراده، فلا مستقبل لنا إلا بالتوحد خلف دولتنا الوطنية وحلمنا القومي.