طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة سرعة تشكيل المجلس الوطني للإعلام المنوط به وضع ميثاق الشرف الصحفي والأعلامي وقال السيسي أنه خضع لرغبة الصحفيين و الإعلاميين بإلغاء وزارة الإعلام غير أن المسئولين عن الصحافة و الأعلام لم يتخذوا حتي الآن أي إجراء لتشكيل المجلس الوطني للإعلام بعد إلغاء الوزارة. وتساءل السيسي هل ستنتظرون 6 أشهر حتي تنتهي الإنتخابات البرلمانية لتبدأوا في النظر في تشكيل هذا المجلس. وأكد السيسي أن المجلس الجديد سيكون مجلسا مستقلا لا يشكله رئيس الجمهورية أو يتدخل في تشكيله مطالبا قيادات الصحافة و الإعلام بسرعة إصدار القوانين اللازمة لكي يري هذا المجلس النور. ومن جانبه أكد صلاح عيسي وكيل المجلس الأعلي للصحافة أنه يتم حاليا دراسة مجموعة مقترحات لتشكيل هذا المجلس الوطني الذي سيتولي الإشراف علي جميع وسائل الإعلام المصرية من صحف وقنوات تلفزيونية و إذاعات و مواقع الكترونية. و لم يكشف صلاح عيسي عن موعد مولد هذا المجلس غير أنه أكد أنه لن يتأخر كثيرا. كما حذر السيسي من أن مصر تواجه حالة حرب من الخارج و من الداخل بعد ثورة 30 يونيو مطالبا رجال الصحافة والاعلام القيام بدورهم الوطني لتوعية الشعب المصري بخطورة الأوضاع حتي تتمكن مؤسسات الدولة من مجابهة المخططات وإفشال المؤامرات التي تستهدف تدمير الوطن و اسقاط الدولة المصرية. وأضاف السيسي خلال لقاء اليوم ' الأحد' مع قيادات المجلس الاعلي للصحافة ورؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الاوسط وعدد من المسئولين بالقنوات التلفزيونية أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة بتحريك اسعار الوقود هي خطوة مهمة تأخرت لأكثر من 50 عاما لكنها تندرج في إطار تصحيح المسار و التضحيات الواجب تقديمها لمصر حتي تتمكن البلاد من السير بخطي متسارعة نحو الاستقرار و التنمية و حماية الأمن القومي المصري. وقال السيسي أن المصريين هم العصا السحرية التي يعتمد عليها لإحباط جميع المخططات التي تستهدف البلاد من الداخل و الخارج. و أضاف السيسي أنظروا حولكم لتتأكدوا من المخطط الرهيب الذي يستهدف تفتيت مصر والمنطقة فالاستفتاء الذي يطالب به حاليا الأكراد ما هو في واقع الأمر إلا بداية كارثية لتقسيم العراق إلي دويلات متناحرة تبدأ بدولة كردية تتسع بعد ذلك لتشمل أراضي في سوريا يعيش عليها الأكراد وأخري في الأردن يعيش عليها نفس أبناء العرق. واستشهد السيسي في ذلك بما يتداول في الغرب بتقادم معاهدة ' سايكس بيكو ' لمرور 100 سنة علي تنفيذها و ضرورة استبدالها بسايكوس بيكو جديدة يتم من خلالها تقسيم المنطقة بشكل مختلف يقوم علي أسس دينية و عقائدية و عرقية و جنسية. وأوضح أن المخطط الجديد كان يستهدف إخضاع مصر لسلطة ' داعش ' تلك العصابات المسلحة التي تستغل الدين بتمويل خارجي لإشاعة الفوضي في البلاد و تمهيد الطريق لتقسيمها. وقال أنه حذر الولاياتالمتحدة و أوروبا من تقديم أي دعم لداعش, مشيرا إلي أنه أكد لهم أن داعش سيخرجون من سوريا ليستهدفوا العراق ثم الأردن ثم السعودية. وأكد أن مصر تمتلك جيشا قويا تمكن من حمايتها من أي مخططات خارجية لكن هذا الجيش يحتاج لمؤسسات قوية لا سيما مؤسسات الدولة الإعلامية حكومية كانت أو خاصة لتكون أحد أذرعه القوية لإحباط المؤامرات التي تستهدف مصر. وحذر السيسي من أن الحرب التي تتعرض لها مصر من الداخل لا تقل شراسة و همجية عن الحرب التي تتعرض لها من الخارج مؤكدا أن مصر أمام فصيل لا يعرف الله هدفه الرئيسي هو تدمير مصر من الداخل لا سيما تدمير بنيتها التحتية سواء فيما يتعلق بمحطات توليد الكهرباء أو غيرها من الخدمات التي تقدم للمواطنين. وأعترف السيسي بأن الجماعة الإرهابية تقوم الآن باستغلال القرارات الاقتصادية والأخيرة لتهييج الشارع المصري و إفشال الجهود المبذولة لتحقيق الطفرة الاقتصادية التي تتبناها الحكومة. وقال السيسي أعرف أن الجماعة تحاول استغلال ذلك لكن الحكومة متيقظة تماما لهذا المخطط فرئيس الوزراء و الوزراء و المحافظين متواجدين بشكل دائم علي أرض الواقع لتوعية أصحاب شركات النقل و أصحاب عربات الميكروباص للإكتفاء بزيادة تعريفة نقل الركاب و البضائع بنسبة لا تزيد عن 8 في المائة فضلا عما ستتخذه السلطات المختصة ضد من يحاول استغلال قوت الشعب. واعترف السيسي بأن هذه الجهود ليست كافية بشكل كامل لافتقار مصر في الوقت الحالي لآلية لضبط الأسواق مؤكدا أن هذه الآلية ستكون في قمة فعاليتها خلال 6 أشهر من الآن.