قال 'جمال راتب'، والد المجند 'محمد جمال' شهيد الشرقية، الذي استشهد علي يد الإرهابيين في رفح اول أمس السبت، وثلاثة مجندين آخرين: 'منهم لله الذين حرموني من فلذة كبدي في بداية الشهر الكريم، وأدخلوا علينا الغم والهم'. وأضاف والد الشهيد: 'محمد كان سندي في الحياة وقبل سفره ودعنا علي غير العادة وقال لي بالحرف الواحد خلاص يابا مش هنشوف بعض تاني وادعيلي'. وأضاف: 'بعد أداء صلاة التراويح جاءني الخبر المشئوم وسقطت علي الأرض مغشيا عليَّ ولم أصدق أن ابني الأكبر راح مني في غمضة عين علي يد مجموعة إرهابية لا تخاف الله'، مشيرا إلي أنه رغم ظروفه المعيشية الصعبة ومنزله الآيل للسقوط لا يريد أي مساعدة من أحد لأنها لا تعوضه عن ابنه وأن كل ما يطلبه إعدام قاتليه حتي تبرد نار قلبه. ووتابع: 'الشهيد يا حبة عيني كان ناوي الارتباط من إحدي الفتيات بالقرية ولكن لم يمهله القدر'.فيما جلست والدة الشهيد بمنزلها بقرية الحمايدة التابعة للديمون بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وسط الأهل والأقارب مع السيدات المتشحات بالسواد، تتلقي التعازي في ولدها الشاب الذي استشهد علي يد الإرهابيين في رفح اول أمس السبت، وثلاثة مجندين آخرين. وواصلت أم الشهيد بكاءها علي ولدها منذ معرفتها بالخبر من أصدقاء الشهيد وزملائه، ويسود الهدوء المكان لدقائق قليلة، ثم تتذكر 'فايقة السيد' نجلها، وتردد بنبرة حزينة: 'أخدوا ابني مني، حرموني من نور عيني اللي كان سندي وسند أبوه في الدنيا دي، هعيش إزاي من غيره ربنا ينتقم منهم الكفرة'. وتابعت: 'أنا لدي 4 أبناء، منهم 3 أولاد، محمد أكبرهم، وفوزية الكبيرة ومتجوزة وعندها طفل، محمد ترك التعليم عشان يقدر يشتغل مع أبوه باليومية ويساعدنا في الأكل والشرب ويجهز أخته اللي أكبر منه'. وأضافت: 'إحنا بيتنا بالطين وعايشين بالعافية بسبب الحالة الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، وزوجي معاق بالقدم ولا يقوي سوي علي الأعمال الخفيفة والتي نتاجها المادي ضعيف جدا، فكان محمد بيخرج يشتغل ويصرف علينا'. وتستطرد أم الشهيد قائلة: 'أنا سمعت الخبر من أصحاب ابني اللي اتصلوا علي والده، وقالوله محمد اتقتل، ناس طلعوا علي الميكروباص اللي كان راكبه وقتلوه هو وزمايله، بس أنا مش مصدقة حاسة أن ابني عايش، عايش وهيرجع لنا تاني، ويضحكنا ويحسسنا إننا عايشين زي الناس، مش ناس مردوم عليها تحت بيت من طين'. وطالبت الأم الحكومة بالقصاص لابنها، قائلة: 'أنا ناري مش هتبرد غير لما يمسكوا اللي قتلوا ابني وأصحابه وموتوهم بالوحشية دي، ومش يقبضوا عليهم وبس لأ يجيبوهم لنا واحنا هنقطعهم بأسنانا لأنهم حرمونا من روحنا بقتلهم لمحمد'.