رصدت صحيفة 'الديلي ميل' البريطانية نجاح عقاقير جديدة في علاج أورام سرطانية اتشرت في جميع أنحاء جسد المصابين بسرطان الرئة. وأوضحت الصحيفة - في تقرير أورته علي موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد-، أن العلماء يتحدثون عن فعالية أدوية مناعية جديدة لعلاج مرضي سرطان الرئة، الذين كان أملهم ضئيل جدا وقاتم في البقاء علي قيد. وأشارت إلي أن سرطان الرئة ينتشر بسرعة كبيرة إلي أعضاء أخري بالجسد، مما يؤدي إلي موت المرضي في غضون أشهر، وأنه من بين أشرس أنواع السرطانات في إنجلترا والعالم، حيث أودي بحياة 35 ألف شخص في بريطانيا خلال عام واحد، وهو العدد الذي يساوي ضحايا سرطانات الأمعاء والثدي معا.. ولكن الآن، أعلن العلماء عن نجاح مذهل لعلاج سرطان الرئة بعقاقير مثل 'نيفولوماب، وأن النتائج المذهلة لدواء الأجسام المضادة ستقدم في أكبر مؤتمر خاص سرطان في العالم أمام الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية في شيكاغو. ونوهت الصحيفة بأن العلماء سيكشفون أن ربع ال129 مريضا بسرطان الرئة من الولاياتالمتحدة بدرجة متقدمة من السرطان استطاعوا البقاء علي قيد الحياة لمدة عامين علي الأقل منذ البدء بعقار 'نيفولوماب'. وقال الدكتور ميك بيك من مستشفي جلينفيلد في ليستر في هذا الصدد 'كنت أتوقع أن المرضي في تلك المجموعة سيعيشون لبضعة أشهر أخري فقط، هذا إذا كنت محظوظا، لذا فإن الحصول علي نسبة 24 بالمائة يعيشون لمدة عامين فهو شئ مذهل'. وأضاف 'رأي رجلا في ال40 من عمره كان مصابا بسرطان الرئة قد انتشر في كبده والدماغ والعظام والغدد الكظرية، ومضي قائلا 'وبحلول الوقت وانتشاره إلي ذلك الحد، لا نتوقع أن يعيش المريض لأكثر من بضعة أشهر، ولكن في الكشف الأخير، لم يجد طبيبه أي دليل علي أي أورام متبقية'. يذكر أن عقار 'نيفولوماب' استخدم لعلاج سرطان الجلد وأظهر نجاحا كبيرا، ويعمل علي تقوية جهاز المناعة الخاص بالشخص المصاب; ما يجعله هو نفسه يقضي علي الخلايا السرطانية الجلدية الجديدة، ويمنع نمو الورم الخبيث، بل ويقضي علي الورم أيضا. وتم اختبار العقار الجديد علي نحو 107 مصابين بالسرطان من بين أعوام 2008 و2012، وتوصل الباحثون إلي أن 'نيفولوماب' يقضي علي كافة الخلايا السرطانية الجديدة التي تشكلها الأورام، كما يعزز من قدرة جهاز المناعة علي التعرف علي تلك الخلايا السرطانية والقضاء علي عليها، وتكوين ما يشبه 'محبس أو سجن صغير للورم السرطاني لا يستطيع الخروج منه'. وأشار الباحثون إلي أن كل المتطوعين المشاركين في تلك الاختبارات كانوا يعانون من سرطان الجلد، و80% منهم انتشرت الأورام في أجسادهم، وأكثر من نصفهم كانوا يخضعون للعلاج بالعقاقير الكيماوية وغيرها، ولكن لم تفلح في كبح انتشار تلك الأورام، ولكن بمجرد تجربة العقار الجديد عليهم وحقنهم به مرة كل أسبوعين لنحو سنتين كاملتين انسحبت الأورام السرطانية من أجسادهم بصورة تدريجية. وأظهرت التجارب السريرية أن نحو 33 مريضا تقلص حجم الورم لديهم إلي النصف، فيما اختفت الأورام تماما لدي البعض الآخر، وتوقف نمو الأورام لدي سبعة أشخاص، وظل نحو 62% ممن خضعوا للاختبار علي قيد الحياة لأكثر من عام رغم أن نسبة انتشار الأورام في أجسادهم كانت ستجعلهم علي أقصي تقدير يظلون علي قيد الحياة لأشهر معدودة.