نظمت مجموعة 'شباب عائدون لقري القدس' و'جمعية أبناء لفتا المقدسية' وبالشراكة مع جمعية قالونيا الخيرية، وشباب من أجل القدس، وبرعاية مؤسسة القدس للتنمية-وللأسبوع الثاني علي التوالي-زيارة ميدانية للأسبوع الثاني علي التوالي ضمن فعاليات علي 'درب العودة'. وتهدف الفعاليات الي تعريف المقدسيين علي قراهم المهجرة وخصوصا الأطفال والشباب الذين كان حضورهم مميز في الفعالية حيث شاهدوا قراهم التي تم تغير أسمائها الي أسماء عبرية وأراضيهم التي تم تشييد المستوطنات اليهودية عليها، وبقايا بيوتهم التي بقيت شاهدة علي فعل الاحتلال وجرائمه بحق أبناء القدس الذين حرموا من قراهم ليعيشوا في ازقة المخيمات وقراهم تستباح من المحتل. وفي اطار الجولة، انطلقت أربع حافلات من باب العامود وهو أحد أشهر بوابات القدس القديمة، متجه أولا الي قرية قالونيا المهجرة، حيث قام كبار السن الذين عاشوا في القرية قبل الهجرة بشرح عن القرية, التي كانت من أجمل القري غربي القدس، وتزخر بالأشجار والينابيع والهواء العليل مما أثار شجون اولئك الشيوخ الذين كانوا يتحدثون بكل حسرة عن الاماكن التي عاشوا فيها: حقول العنب والقمح, معصرة الزيتون, ومسجد الشيخ حمد الذي هدم من قبل سلطات الاحتلال, ومقام الشيخ حسين الذي اصبح اليوم زريبة للحيوانات. وتبعد قرية قالونيا خمسة أميال شمال غربي مدينة القدس، علي طريق يافا، أقرب قرية لها: القسطل، وهي تحريف 'كولونيا' اللاتينية بمعني 'مستعمرة'، بلغ سكانها سنة 1945م '900' عربي. دمرها الاحتلال ورحل اهلها سنة 1948م. وتحتوي قالونيا علي 12 عين، 5 منها ما زالت حتي الآن علي الرغم أنّها ضعيفة وهي: عين الليمونة، العين الفوقا، عين الشامية، عين العصافير، عين الجاج، عين فرحان، وسبع عيون أخري تعرضت للطم والتجريف من الاحتلال هي: عين البيارة، عين زدية، عين الجسر، عين السنيورة، عين الجوز، عين علي جودة. وكانت المحطة الثانية قرية القسطل 'قرية الصمود' التي استشهد فيها البطل عبد القادر الحسيني ومجموعة من المجاهدين الذين كانوا يدافعون عن ثري فلسطين. والقسطل قرية عربية تقع علي بعد 10 كم إلي الغرب من مدينة القدس وقد سقطت في أيدي الصهاينة عام 1948، وتشرف علي طريق القدس - يافا الرئيسية المعبدة من الجهة الجنوبية الغربية, وقد جرت فيها واحدة من أشرس المعارك عام 1948 عرفت باسم معركة القسطل، والقسطل كلمة عربية تعني القلعة. وشرح مرشد الفعالية عن القرية قائلاً: في عهد الرومان، ثم في أيام الحروب الصليبية، وعندما نشأت قرية القسطل سميت بهذا الاسم تحريفاً لكلمة 'كاستل' الإفرنجية ومعناها الحصن. وكانت الوظيفة العسكرية أهم وظائف القرية لتميز موضعها بسهولة الحماية والدفاع. ويجري وادي قالونيا، وهو الجزء الاعلي من وادي الصرار، علي مسافة كيلين شرق القسطل. بلغ سكانها سنة 1945م '90' مسلماً. هدمها الاحتلال وشردوا سكانها سنة 1948م، وأقاموا علي بقعتها مستعمرة 'كاستل'. وقال ان القرية اشتهرت بمعركتها عام 1948م: وكان المجاهدون الفلسطينيون قد سيطروا علي تلها وعلي منافذ الطرق المؤدية الي القدس، وأحكموا محاصرة اليهود الذين يسكنون القدس، وحاول اليهود فك الحصار إلا أن العرب كانوا يردونهم. وأخيراً تمكن اليهود من احتلال القسطل، وكان عبد القادر الحسيني، في هذه الاثناء في دمشق لجمع السلاح ولما علم بسقوطها عاد من دمشق، وأعاد تنظيم قوات الجهاد المقدس، واقتحم القرية وحوصر فيها. ولكن المجاهدين فكوا الحصار، ودخلوها ووجدوا عبد القادر الحسيني شهيداً في أحد بيوت القسطل. وقد أصابته قنبلة. وفي يوم 8/4/1948م. تجمع المجاهدون وهرعوا الي القدس لتشييع جنازة الشهيد، فاغتنم اليهود الفرصة وعادوا الي القرية. اما المحطة الثالثة فكانت تلة الردار التي انشئت عليها قرية صهيونية تسمي'أدار' يقطنها العديد من قادة حكومة الاحتلال. في تلة الرادار دارت معارك ضارية بين السرية الرابعة من الكتيبة الأولي من اللواء الأول في الجيش العربي الأردني حيث تمكنت من طرد القوات الصهيونية منها وقتلت منهم العشرات واستشهد من أفرادها أربعة جنود فقط وجرح ستة عشر آخرون بينهم قائد السرية واستطاعت الاحتفاظ بالموقع ومنع اليهود من احتلاله مرة ثانية بالرغم من كل محاولاتهم من أجل ذلك. اما الوجه الرابعة فكانت 'قرية بيت محسير' الجميلة تقع إلي الغرب من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 26 كم، وترتفع 588 مترا عن سطح البحر. بلغت مساحة أراضيها 16268 دونما، وتحيط بها أراضي قري ساريس، كسلا، إشوع، دير أيوب، اللطرون. قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي '1367' نسمة، وفي عام 1945 حوالي '2400 نسمة. يحيط بالقرية العديد من الخرب الأثرية التي تحتوي علي جدران متساقطة، وصهاريج منقورة في الصخر، ومغر، وأبنية مربعة. هدمت المنظمات الصهيونية المسلحة القرية وشرّدت أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي '2784' نسمة، وكان ذلك في 10/5/1948, وعلي أنقاضها أقام اليهود مستعمرة 'بير ميئير' عام 1948. بلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي '57097' نسمة. في عام 1950 أنشئت مستعمرة 'مسيلات تسيون' علي أراضيها. لا تزال منازل عديدة قائمة في القرية إلي اليوم، مبعثرة بين منازل المستوطنة، كما أن هناك طاحونة قمح ما زالت قائمة. وبعدها تم المشاركة في مسار' طريق بوراما' الذي استمر 3 ساعات بين اشجار السرو والسنديان الذي ما زال شامخا يتحدي الاحتلال, وقد شرح مرشد الفعالية في المسار عن القرية.