انتقد ناشطون وسياسيون أردنيون وأحزاب، المؤتمر الدولي 'الطريق إلي القدس'، الذي اختتم فعالياته في العاصمة عمّان، معتبرين أنه 'طريق للتطبيع، وإقرار بشرعية الاحتلال الصهيوني، من خلال تنسيق المؤتمرين زيارة إلي المسجد الأٌقصي في القدسالمحتلة'. وانطلقت حملة انتقادات واسعة للمؤتمر وأشخاص مدعوين إليه علي صفحات التواصل الاجتماعي، ومن هؤلاء المفتي المصري السابق، علي جمعة، الذي أفتي بجواز السفر إلي القدسالمحتلة بتصريح من حكومة الإحتلال. واعتبر رئيس لجنة مقاومة التطبيع النقابية في الأردن سابقاً، بادي الرفايعة، أن الزيارة المزمعة تعتبر تطبيعاً غير مبرر، لأنها لا تتم إلا من خلال فيزا صهيونية، والتعامل مع السفارة الصهيونية، 'ما يعطي اعترافاً بشرعية الاحتلال'. وأضافأن الزيارة بهذه الكيفية 'مشبوهة'، والدليل علي ذلك أن كثيراً من المشاركين في المؤتمر 'مطبعين مع الكيان الصهيوني'. وقال الرفايعة إن الزيارة عبارة عن 'سياحة دينية'، وليست وسيلة لدعم القدسالمحتلة، وإنما 'لتسويق الدور الهاشمي في القدس ليس أكثر'. وفي السياق، حذر حزب جبهة العمل الإسلامي-في بيان له- من أي توصية 'تسبغ الشرعية علي احتلال القدس، وتفتح الباب أمام التطبيع مع العدو الإسرائيلي'. وقال الحزب، في البيان إن فتاوي العلماء علي المستويين المؤسسي والشخصي بشأن تحريم زيارة القدس في ظل الاحتلال الصهيوني 'كانت عاملاً هاماً في الحد من التطبيع مع العدو'. ونبه الحزب إلي أن إصدار أي فتوي تتناقض مع الفتاوي التي تلقتها الأمة بالقبول دون العودة إلي المجامع الفقهية المعتبرة. وحول فتوي عدم جواز زيارة القدسالمحتلة لغير الفلسطينيين، قدّم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.علي محيي الدين القره داغي، ضمن فعاليات المؤتمر ورقة بحثية لمناقشتها، الثلاثاء، والتي تتمحور حول عدم جواز 'زيارة القدس الشريف لغير الفلسطينيين، وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني'. وجاء في نص البحث: 'ظهرت فكرة زيارة بيت المقدس، والمطالبة بها وتنفيذها من قبل بعض الدعاة والمنتسبين للفتوي أو العلم، لذلك كان لزاما علي العلماء جميعا أن يبينوا حكم هذه الزيارة في ظل النصوص الشرعية'. وأضاف داغي في بحثه أنه 'لا يجوز أن ينفرد بالفتوي بالجواز أو عدمه شخص أو أشخاص، وإنما يحتاج هذا الأمر إلي فتاوي جامعة تمثل علماء الأمة الإسلامية، فلا تجوز الدعوة إلي زيارة المسجد الأقصي، وقد اجتمعت غالبية الأمة الإسلامية، والعربية في بغداد وغيرها علي أن زيارة الرئيس السادات للقدس كانت خطأ وخطيئة'. ونوّه إلي أن جماهير علماء الأمة متفقون علي عدم جواز زيارة القدس في ظل الاحتلال، موضحا الأدلة الشرعية علي ذلك. كما أن لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية، انتقدت الأهداف المرجوة من المؤتمر، واستهجنت اللجنة في بيان أصدرته السبت الماضي –ووصل 'عربي 21' نسخة منه- وجود أشخاص 'مطبعين' في اللجنة التحضيرية للمؤتمر.