حذرت دار الإفتاء المصرية من خطورة انتشار أفكار ومقولات التكفير بين الناس، وما يتبعه من استحلال للدماء وإزهاق للأرواح وهو الأمر الذي حرمته الشريعة الإسلامية أشد تحريم موضحة إلي أن 'مرصد التكفير'، والذي أنشأته الدار مؤخرًا لمواجهة تلك الظاهرة، أظهر أن المجتمع المصري يواجه موجات متتابعة من حملات التكفير والتفجير ضد فئات متعددة من المجتمع بغرض تحقيق أهداف خاصة ومصالح سياسية. وأكدت الدار أن التكفير من القضايا التي تحكمها ضوابط وشروط وأحكام لا يجوز تجاوزها، كما أنه لا يجوز لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ حتي تقام عليه الحجة وتبين له المحجة أمام القضاء، لأن الحكم بالردة والخروج من دائرة الإسلام لا يكون إلا بعد حكم قضائي مشددة أن تكفير الناس يعد افتراء الكذب علي الله تعالي في الحكم، ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة. وشدد البيان أن للتكفير ضوابط تتعلق بأدلة النص، وقصد الفاعل، وانتفاء العذر بالجهل، وغياب الإكراه عن الشخص، بالإضافة إلي التأويل وهو وضع الدليل الشرعي في غير موضعه باجتهاد أو شبهة تنشأ عن عدم فهم دلالة النصّ وغيرها من الضوابط والأحكام التي تضبط الظاهرة وتمنع شيوعها علي الملأ. وأوضحت الدار في بيانها أن خطورة هذا الفكر التكفيري تكمن في استحلال دم ومال الشخص المُكَفر، واستحلال الكذب والنفاق وغيره بدعوي أنها في سبيل الله، ومن ثم القيام بعمليات إرهابية وقتل المدنيين المسالمين. وشددت الدار علي أن معالجة تلك الظاهرة تتطلب تضافر الجهود وتكاتف الجميع من أجل توضيح المفاهيم التكفيرية وموقف الإسلام من التكفير، وخطورة إطلاق الأحكام التكفيرية علي العامة من الناس والخاصة من أولي الأمر، والتمسك بالمنهج الأزهري الوسطي القويم ونشر الفكر الصحيح وتصحيح المفاهيم المغلوطة، التي نشرتها الفرق المختلفة، ومواجهة الفكر المتطرف بالقوة الفكرية، مؤكدة أن حماية الأوطان لا تقتصر فقط علي مواجهة العدوان، بل تتطلب أيضا مناهضة كل فكر ضال أو أي محاولة للاستقطاب وزرع الشقاق والنزاع بين أبناء الوطن الواحد