عقد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم جلسة مناقشات مغلقة لمناقشة مشروع القرار الفرنسي الخاص بالأوضاع الإنسانية في سوريا. ودافع المندوب الفرنسي الدائم لدي الأممالمتحدة السفير جيرارد آرو عن تزامن طرح مشروع القرار علي طاولة المجلس، مع المفاوضات الجارية حاليا في جنييف، بين ممثلين للحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة. وقال المندوب الفرنسي في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة إن 'فرنسا لا تري كيف يمكن لمثل هذا القرار أن يقوض محادثات جنيف.. فحتي الآن، لم يتم إنجاز شئ كبير في تلك المفاوضات.. وإذا كان بضع مئات من الناس قد غادروا مدينة حمص، فإنهم يمثلون أقل من 1، من إجمالي عدد المحاصرين في سوريا.. ولا يستطيع أحد أن يدعي أن مفاوضات جنييف تمضي بسرعة كبيرة، ومن ثمة لا يصح القول بأنه ليس بوسعنا أن نفعل شئ هنا في المجلس، طالما لاتزال محادثات جنييف جارية'. وردا علي سؤال بشأن تأكيد السفير الروسي رفض بلاده صدور أي قرار من مجلس الأمن حول سوريا، قال السفير الفرنسي ' أعتقد أن كل دولة ستتصرف وفقا لمسئولياتها الخاصة، وكما ذكر رئيس بلادي هذا الصباح في واشنطن، فإن فرنسا ستمضي في طريق مشروع القرار إلي النهاية.إننا نرغب في وجود نص قوي وليس نصا استفزازيا، ولا يوجد أحد يقرأ نص القرار ويعتبره استفزازيا.إننا نواجه مأساة ونسعي للقيام بشيء ما حيالها، وفي حقيقة الأمر كنا نرغب في تقديم نص أقوي من ذلك بكثير، لكننا بذلنا جهدا حقيقيا للحصول علي إجماع في المجلس. وسوف يعود الأمر إلي كل دولة عضو بالمجلس لكي تتخذ موقفها حيال مشروع القرار'. واستطرد السفير جيرارد آرو قائلا ' إننا نواجه أسوأ مأساة إنسانية منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، فلدينا ثلاثة ملايين سوري يعانون من محدودية الوصول إلي المساعدات الإنسانية، وهناك ربع مليون آخرين محاصرين ولا تصلهم المساعدات الإنسانية، ويستخدم النظام السوري التجويع كسلاح، ويقوم بقصف عشوائي لمدينة حلب'. ووصف المندوب الفرنسي مشروع القرار الذي تقدمت به بلاده إلي أعضاء المجلس مساء اليوم بأنه 'مشروع قرار معتدل ومتوازن للغاية، وهو يدعو إلي إنهاء حصار المدن، ووقف القصف العشوائي من قبل النظام، ونزع السلاح من المستشفيات والمدارس والبني التحتية المدنية، وإعلان هدنة إنسانية لإتاحة تقديم المساعدات، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود من سوريا'. وحول وجود جدول زمني للمسودة الأولي من القرار، قال السفير الفرنسي 'لقد بدأنا لتونا في مرحلة بحث التفاصيل حول النص، وعلينا أن تتحرك بسرعة، ولكن الأمر يتوقف علي الزخم، وعلي مدي استعداد الجميع للإنخراط في المفاوضات'.