أينما يذهب يحتشد الالاف بل الملايين ممن يتلمسون في كلماته وخطواته أملا لاحياء هذه الامة وصحوتها من جديد .هذا الأمل الذي يحمله ويتمسك به ويدافع عنه هذا الشيخ الثمانيني بجسارة الأسد المحارب , يجوب العالم الاسلامي شرقا وغربا حاملا هموم أمة تداعت عليها سائر الامم مقاوما لا يعرف اليأس تنطلق كلماته قوية ثابتة لتحيي الأمل في الصدور وتدعو للوحدة وجمع الشتات تهز أجاء من ضعفوا واستكانوا واستسلموا معلنا ضرورة ان تستيقظ الامة من ثباتها وأن تحيي قيمة الاتحاد والجهاد . تحركاته وخطواته وقوة كلماته تعطي مثلا حيا وقدوة صالحة لكل شباب الامة تؤكد ان الايمان لابد وأن يقترن بالعمل والأمل الدائم في القدرة علي التغيير والتجديد والصحوة .هكذا هو فكر امام الأمة الشيخ يوسف القرضاوي وهكذا يراه ابناءها في كل انحاء الارض , فبقدر انشغاله بقضايا الامة الاسلامية بقدر ما يحظي بحب وتقدير ومكانة بين المسلمين في شتي بقاع الارض , يثير الاعجاب والتعجب في أن واحد قد يتساءل الكثيرون حين يرون تفاعلاته وتحركاته وعمله الدائم للتواصل مع كل الشعوب الاسلامية كيف لشيخ في مثل سنه الذي قارب علي الخامسة والثمانين وحالته الصحية التي تجعله يمشي بالكاد ان يمتلك كل هذه القوة والقدرة الدائمة علي العطاء والنبرة القوية الثابتة في الحديث ,هكذا هي قوة الايمان التي لا يمكنك ان تراها الا في عين وقلب وعقل امام جليل كالشيخ القرضاوي او زعيم مجاهد كعمر المختار كلاهما شيخ تجاوز الثمانين لكنه يحمل بين ضلوعه قلبا يساوي قوة شباب أمة بأسرها قادرا علي ان يجدد شبابها وأن يوقظها من ثباتها دون ان يحتل منصبا رسميا او يجلس فوق كرسي السلطة بل يكفيه فقط التربع علي عرش قلوب الملايين من ابناء هذه الأمة .تراه يتفاعل مع تكبيرات الالاف منهم في السنغال او موريتانيا والذين تدافعوا نحوه ليصافحوه أو احتشدوا لسماع الكلمة التي ألقاها في الملعب الأوليمبي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أمام أكثر من 15 ألفاً من الموريتانيين فيلوح الشيخ القرضاوي بعكازه عندما ارتفعت دعوة المنشد قائلا ''قم قاوم ودع الكرسي لمن جبنوا'' ليؤكد أن الجيوش العربية أدت خلال الأربعينيات أدواراً مهمة في تأخير احتلال فلسطين، لكن "القرار السياسي هو الذي قدم فلسطين علي طبق الخيانة للصهاينة"-ولانه قدوة لكل الشباب الذين يطمحون الي المقاومة رحبت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة بقدومه إلي موريتانيا، ووصفته بالعالم المقاوم، حامل لواء الدفاع عن فلسطين وانه مجدد العصر وشيخ المقاومة . فقضية فلسطين ومقاومة الصهاينة تحتل جزءا هاما من فكر الامام وجهده ويسعي بكل طاقته لمساندة القدس وأهلها ومقدساتها يحرص دائما علي ان تكون حاضرة في كل لقاءاته وجولاته وأحاديثه ليشحذ الهمم ويدعو للمقاومة بكل الطرق , أيد العمليات الاستشهادية داخل اسرائيل فرفضت سلطات بريطانيا منحه تأشيرة الدخول إلي أراضيها بسبب هذه الفتوي . وكان القرضاوي قد انتقد قطر في مايو 2001 لدعوتها عقد لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قي قطر. وقال: 'أربأ بدولة قطر وأرض قطر أن تستقبل شارون علي أرضها... لا اهلا بشارون في قطر... قلت لمن صافح بيريز سفاح قانا. أن يغسل يديه سبع مرات إحداها بالتراب، وأقول لمن صافح ويصافح الجزار شارون سفاح صبرا وشاتيلا: اغسل يديك سبعين مرة '. لم ينس قضية فلسطينوالقدس حين سافر في رحلة دعوية الي جنوب افريقيا وحين التقي بالزعيم الافريقي نيلسون مانديلا والتي ألقي خلالها العديد من المحاضرات واللقاءات الهامة وتحدث فيها عن فقه الاقليات وواجب هذه الاقليات وضرورة التيسير في الفتوي وة اتاحة الفرصة للمرأة المسلمة لعمارة المساجد. حرص الشيخ القرضاوي هذا العام علي القيام بزيارة الدول الإسلامية، ومناطق الأقليات المسلمة التي لم يزرها من قبل. وقف هذا العام عند سور الصين العظيم في أقاصي آسيا، وعند رأس الرجاء الصالح في أقصي جنوب أفريقيا. لم يغب صوت الشيخ عن اي قضية من قضايا الامة في اي مكان من أقصي الارض الي اقصاها فحين وقعت الاحداث الدامية في قيرغيزستان عرض علي الحكومة القرغيزية التدخل لمحاولة وقف هذه الأحداث بزيارة وفد من قيادات اتحاد علماء المسلمين إلي قرغيزستان من أجل التوسط بين الفئتين وبيان موقف الإسلام الصريح في تحريم الاقتتال بين المسلمين والتي اعتبرها احد الجروح الدامية في جسد الامة الاسلامية كما دعا ا منظمة المؤتمر الإسلامي والحكومات الإسلامية، والمنظمات الخيرية الإسلامية للمساعدة الفورية للمنكوبين في قيرغيزستان . ومع الموقف التركي المشرف من حصار غزة وما حدث لقافلة الحرية دعا الشيخ القرضاوي مجددا الي الوحدة الاسلامية و الي ترسيخ استراتيجية اقتصادية مشتركة بين الدول العربية وتركيا ليكون ذلك تعزيزاً وتدعيماً لروابط مستقبلية راسخة بين دول المنطقة لحفظ التوازن العالمي والإقليمي ، ولتستعيد شيئاً من دورها المنشود وتسعي في إنصاف الشعب الفلسطيني المنكوب. هكذا يتفاعل القرضاوي دائما مع قضايا الأمة في فلسطين والصومال وكشمير، والعراق وأفغانستان، في الصين وجنوب افريقيا وروسيا وفي كل بقعة من بقاع الارض يساند الحق ويقاوم الباطل يؤيد المقاومة ويرفض الارهاب يؤيد العمليات الاستشهادية ويرفض التفجيرات الارهابية كما حدث حين وقعت التفجيرات في مترو الانفاق بموسكومؤكدا أن قتل الناس الأبرياء وترويعهم عمل محرم لا يجيزه الاسلام مهما كانت دوافعه، وأن المتضرر الأول جراء ذلك هو الاسلام والمسلمين، حفظ الله امام الأمة الشيخ القرضاوي عالما ومجددا ومقاوما ورافعا لراية الصحوة والوحدة والجهاد . [email protected]