القي الرئيس عدلي منصور كلمة هنئ فيها الشعب المصري باقرار الدستور بنسب غير مسبوقة في تاريخ الالديمقؤاطيات الوليدة، وان مصر بدأت في جتي ثمار ثورتي 25 يناير و30 يونية وبناء المجتمع علي اساس العدل والمساواة، وقدم الرئيس الي سيدات مصر وشبابها لمشاركتهم الايجابيه في الاستفتاء علي الدستور، واشاد بدور القوات المسلحة في تأمين المقار الانتخابيه، وايضا رجال الشرطة البواسل الذين يبذلون ارواحهم من اجل الوطن كما شكر قضاة مصر علي مجهوداتهم خلال عملية الاستفتاء. النص الكامل للكلمة الإخوة المواطنون.. شعب مصر العظيم.. شهد وطننا الحبيب في الرابع عشر والخامس عشر من يناير الجاري يومين عظيمين من أيام مجده.. وتاريخ نضاله.. ومسيرة عمله.. يومان ضرب فيهما المواطن المصري مثلا نموذجيا.. وقدوة يحتذي بها.. في الوعي السياسي.. وتقدير المسئولية.. بعد أن لبي نداء الوطن.. ومنح دستور مصر شرعيته.. وسطر في تاريخ الوطن بأحرف من نور بداية مستقبل.. واعد لوطنه. أقول لكم عن اقتناع صادق إنكم تبرهنون يوماً تلو الآخر علي وعيكم الوطني الثاقب وتغليبكم للمصلحة الوطنية التي ستظل دوما بإذن الله.. هدفنا الأسمي.. ورسالتنا الموحدة.. ورمزنا الجامع. إن ما شهدناه معا من إقبال كبير علي المشاركة في الاستفتاء علي الدستور.. وإقراره بهذه النسبة غير المسبوقة في تاريخ الديمقراطيات الوليدة.. إنما يدلل علي أننا.. نحن المصريين.. بدأنا طريقا قد يكون صعبا.. لكنه الطريق الصحيح.. سنجني بعون الله من خلاله ثمار ثورتين مجيدتين.. ضمتا شباباً لم يتردد في التضحية بروحه لتحيا أمته. قدم أرواحه قرباناً لينال الوطن حريته.. بأرواحهم جادوا.. بدماء أحبائكم لم تضنوا علي وطنكم.. ولم تتوانوا يوما عن تحقيق رفعته وعزته. بني وطني.. الإخوة والأخوات.. إن إقرار دستور مصر الجديد.. لم يكن غاية نصبو إليها في حد ذاتها فحسب.. أو ختاما لسعي أكملناه من أجل الوطن دون غيره.. بل كان وسيلة.. خطوة وطنية جادة.. واثقة وثابتة.. لوطن كان وسيظل مهدا للحضارة .. وقلبا نابضا لمحيطه العربي.. ومركز إشعاع حضاري.. ديني وثقافي.. لعالمه الإسلامي.. ومحوراً للعالم بأسره. تلك كانت الخطوة الأولي في مسيرتنا نحو المستقبل.. وإصرارنا أكيد علي مواصلة مسيرة الوطن.. نحو بناء تشريعي ديمقراطي.. يحيل نصوص هذا الدستور ومواده.. إلي قوانين ملزمة.. قابلة للتطبيق ومكسبة للحقوق والحريات.. عزمنا لن يفتر.. وإرادتنا لن تلين.. سنتلاحم ونتكاتف.. جنبا إلي جنب.. كالبنيان المرصوص.. يشد بعضه بعضا. وإنني لعلي ثقة في أن من ستقررون تسليمه راية الوطن سيكون لديه نفس العزم وذات الإرادة.. لنبني وطنا جديدا.. يجمع ولا يفرق.. يجذب ولا يطرد.. يقيم أسس العدل.. ويرسي قيم الحق والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع.. تجسيدا للمطالب الثورية المشروعة.. ولأهداف ثورتي25 يناير و 30 يونيو النبيلة. لقد وضعنا بإقرارنا دستورنا هذا أولي لبنات مصر المستقبل.. لنبني وطنا يكرس الحرية والديمقراطية.. يتخذ من الحق والعدل منهاجا للعمل والحياة .. يحفظ لكل إنسان حقه في العيش والحرية والكرامة الإنسانية.. لقد أحسنتم الاختيار.. في أول استحقاق لخارطة طريق مستقبلنا.. وإنني لعلي ثقة في أنكم ستحسنون الاختيار علي مستوي الاستحقاقين المقبلين. الإخوة المواطنون.. إن مفهوم الثورة.. مفهوم متكامل.. لم يقف يوما عند حد التخلص من الظلم .. أو دفع القهر.. وتغيير الواقع السيئ.. وإنما يمتد ليشمل استكمال البناء.. وتحويل آمال وطموحات الشعوب إلي واقع ملموس.. ويبرهن تاريخنا المعاصر علي ذلك.. فلنا في ثورة يوليو 1952 تجربة حية شاهدة. تلك الثورة البيضاء التي أنجزها رجال من خيرة أبناء مصر الأوفياء.. والتي أسست لنهضة صناعية وزراعية حديثة.. ونشرت قيما سامية .. ومعاني اجتماعية وتكافلية جليلة.. ما زالت حية في ذاكرتنا ووجداننا. الإخوة المواطنون.. أنتم أصحاب هذا الوطن.. المعبرون عن إرادته.. أما نحن فدورنا أن نضمن تحقيق هذه الإرادة.. وإنني أعدكم أنها ستكون نافذة.. مهما كانت التحديات.. وأيا كانت مصادرها. إلي سيدات مصر الفضليات.. أقول.. تحية إعزاز وتقدير للمرأة المصرية التي كانت وستظل تقدم عطاءها.. أما فاضلة.. وزوجة واعية.. وأختا حانية .. وابنة صالحة.. لقد ضربتن مثالا رائعا.. وأضحيتن رمزا للوعي السياسي .. الذي بدأ بمشاركتكن الفاعلة في إشعال جذوة ثورتي 25 يناير و 30 يونيو.. وتجسد في اصطفافكن أمام لجان الاقتراع.. بعزيمة وإصرار مشهودين وروح ملؤها الفرحة والتفاؤل بغد مشرق. لقد أكدتن بشكل قاطع بتلك المشاركة الكثيفة الواعية معاني كثيرة.. وحقائق متعددة.. طالما حاولت منظمات الدفاع عن حقوقكن التعبير عنها لسنوات طويلة. وللشباب أقول.. كنتم وقود ثورتين شعبيتين.. أدركتم حجم التحديات وكنتم علي قدر المسئولية.. ولكن دوركم لم يكتمل بعد. أنتم مقبلون علي مرحلة البناء والتمكين.. كونوا علي ثقة في أن غرسكم الطيب سيخرج نباته طيبا. استكملوا المسيرة وانخرطوا في الحياة السياسية بمفهومها الواعي.. من خلال إثراء العمل الحزبي.. في ظل حريات تعلمون أنها باتت مكفولة. واعلموا أن ما سعي المصريون.. رجالا ونساء وشيوخا.. لبنائه بعونكم.. إنما سيكون لكم ولأبنائكم.. فأنتم مستقبل هذه الأمة. وللأحزاب والقوي السياسية أقول.. استغلوا مناخ الديمقراطية.. قدموا لقواعدكم الشعبية برامج فعالة وملموسة.. يكون من شأنها إحداث نقلة نوعية في الثقافة السياسية للمواطن المصري. اجعلوا الاختلاف وسيلة تؤدي إلي التوافق علي مصلحة الوطن.. واعلموا أن البقاء والنجاح في مصر اليوم لن يكون سوي للأصلح.. للأكثر قدرة علي الإبداع والعطاء وإرضاء طموحات المواطن المصري. أبناء الشعب المصري العظيم.. تحية شكر واجبة.. وتقديرا خالصا.. لرجال الشرطة والقوات المسلحة البواسل.. عيون الوطن الساهرة.. الذين أمنوا عملية الاستفتاء علي الدستور.. بعمل دءوب متواصل.. وجهود مضاعفة.. وسواعد فتية. كم تحملوا من مخاطر.. ليخرج استفتاؤنا بهذه الصورة الآمنة المشرفة والمتحضرة. تحية لكل ضابط وجندي.. كان علي استعداد لتقديم روحه فداء لهذا الوطن.. ليؤمن له ولنا مستقبلا أفضل.. وحياة أكثر رخاء.. ومناخا أرحب ديمقراطية .. كل الفخر والاعتزاز منا لهم. الإخوة والأخوات.. إن سعادتي غامرة.. بما لمسته من مشاعر وطنية صادقة.. جمعت بين أبناء وطن واحد.. صفهم واحد.. جمعهم واحد وإرادتهم واحدة.. إرادة يحميها ويرعاها الله.. فهو نعم المولي ونعم النصير. أدعوكم باسم مصر.. أن تظلوا كما برهنتم.. علي قدر المسئولية.. نقطع علي أنفسنا عهدا أمام الله والوطن.. أن نقدس العمل.. ونحترم النظام.. نتمسك بقيمنا.. وهويتنا.. وسطيتنا واعتدالنا.. أزهرنا وكنائسنا.. لنكن معا دوما من أجل مصر